Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

فلنحتكم إلى مبدأ الحوار الوطني‮ ‬الحق

ابن‮  ‬النيل
‬إذا كانت وحدة عام‮ ‬1990م قد جاءت مشفوعة بولادة أول تعددية حزبية شرعية ومشروعة في‮ ‬بلاد اليمن‮ ‬فقد جاء الاحتفاء بعيدها العشرين ممهوراٍ‮ ‬ببيان رئاسي‮ ‬يستلهم روحها‮ ‬من حيث دعوته كافة أركان التجربة الديمقراطية اليمنية إلى الانتصار لمبدأ الحوار الوطني‮ ‬الحق‮.‬
لا أقل إذاٍ‮..  ‬من أن‮ ‬يغتنم قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية في‮ ‬يمننا الحبيب على اختلاف توجهاتهم ورؤاهم هذه المبادرة الرئاسية الكريمة عبر استجابتهم الفورية المفترضة لها دونما تردد أو تلكؤ‮ ‬مدركين في‮ ‬ذلك أهمية تغليبهم المصلحة الوطنية العليا على كل ما عداها من مصالح ذاتية أو حزبية ضيقة ومحدودة حيث السبيل الوحيد لتجاوز ما بين جميعهم من خلافات أو اختلافات آنية عابرة‮.‬
ولا أقل كذلك‮.. ‬من أن‮ ‬يتحلى الجميع على حد سواء‮ -‬حكومة ومعارضة‮- ‬بحكمة المنطق أو بمنطق الحكمة‮ ‬وقد جاءت دعوة فخامة الأخ الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح في‮ ‬توقيت بعينه على أمل أن تتكامل المساعي‮ ‬الوطنية الحقة لطي‮ ‬صفحة الماضي‮ ‬حيث لم‮ ‬يعد هناك مبرر‮ ‬والأمر كذلك‮.. ‬لتلك المماحكات السياسية البغيضة وقد بات الاصطفاف الوطني‮ ‬مطلباٍ‮ ‬ملحاٍ‮ ‬لجميعنا في‮ ‬مواجهة المتربصين بكل ما هو مشرق وأصيل في‮ ‬تاريخنا كله‮ ‬بقدر ما بات لزاماٍ‮ ‬علينا‮- ‬بالمقابل‮- ‬ضرورة أن نتقاسم معا وسوياٍ‮ ‬مهمة‮  ‬الدفاع عن أنبل ما تحقق لإنساننا اليمني‮.. ‬في‮ ‬مثل أيامنا هذه من عام‮ ‬1990م‮  ‬وقد أضحى الحلم واقعاٍ‮ ‬معاشاٍ‮ ‬منذ ذلك الحين‮.‬
بل إنه‮.. ‬وفي‮ ‬مجمل ما ورد في‮ ‬البيان الرئاسي‮- ‬موضوع زاويتي‮ ‬هذه‮- ‬ما‮ ‬يستوجب التوقف عنده بقدر مستحق من التأمل والاهتمام‮ ‬وقد بادر فخامة الأخ الرئيس مشكوراٍ‮ ‬وبطيب تسامحه المعهود في‮ ‬أكثر من حالة مماثلة بإطلاق سراح المحتجزين من أرباب الفتنة الحوثية إياها والخارجين على إرادة بني‮ ‬وطنهم في‮ ‬بعض المناطق الجنوبية قاطعاٍ‮ ‬الطريق أمام أية محاولة مغرضة للصيد في‮ ‬الماء العكر‮ ‬داعياٍ‮ ‬كل الفرقاء‮- ‬بما فيهم الشريك الأساسي‮ ‬في‮ ‬إنجاز الثاني‮ ‬والعشرين من مايو عام‮ ‬1990م‮- ‬إلى شراكة وطنية خالصة تحت سقف الشرعية الدستورية وبكفالتها بعيداٍ‮ ‬عن التعصب والأنانية‮ ‬تحكمنا في‮ ‬ذلك حيثيات الانتماء الوطني‮ ‬دون سواها بحيث‮ ‬يكبر الوطن بعطاءات المخلصين من أبنائه ويكبرون به‮.‬
ونحن هنا‮.. ‬لا نمالىء أحداٍ‮ ‬على وجه الإطلاق بقدر ما نجد أنفسنا مطالبين بإنصاف الحقيقة ليس إلا‮.. ‬فما فعله فخامة الأخ الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بدعوته كافة أطراف العمل الوطني‮ ‬إلى حوار ديمقراطي‮ ‬جاد ومسؤول ومن ثم إشراك‮  ‬الأحزاب والتنظيمات السياسية الممثلة في‮ ‬مجلس النواب كل بحسب حجمه في‮ ‬صنع القرار السياسي‮ ‬لبلاده في‮ ‬حالة ما إذا توصل المتحاورون إلى صيغة توافقية لتشكيل حكومة جديدة‮ ‬إنما‮ ‬يعد وبكل المقاييس نوعا من التفرد‮ ‬غير المسبوق‮  ‬في‮ ‬هذا الاتجاه‮ ‬ذلك أن أقصى ما تتطلع‮  ‬إليه أحزاب المعارضة الوطنية في‮ ‬عديد بلدان أمتنا لا‮ ‬يتجاوز سقف قبول أنظمة الحكم فيها باعتماد مبدأ الحوار سبيلاٍ‮ ‬لإدارة خلافاتها واختلافاتها مع مؤسسة الرئاسة في‮ ‬أي‮ ‬من بلدانها‮..

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share