Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عـــــدن والــوحــدة

محمد سلام الشرجبي

 

 عرفتك بشعرك الذهبي اللامع عندما تضربه شمس الأصيل عرفتك وردة فواحة يغمر شذاك المكان عرفتك سنبلة وأيقنت أن من بعد شعرك سترتفع السنابل.

 

عرفتك طفلة بريئة يدغدغ طفولتك البريئة حفيف أمواج البحر الذي يحيط بك من كل جانب كما يحيط السوار بالمعصم أو الخاتم بالاصبع وما أكثر مياه البحر عندك.. وما أجمل زرقته عند الصباح ولمعانه الذهبي عند الأصيل عندما تضربه الشمس وهي على وشك الرحيل فلا تلوميني إذا عشقتك آنذاك وبعد فراقي لك هذه السنين الطويلة كنت لا زلت في مخيلتي وكان عندي احساس رهيب على أننا سوف نلتقي يوماٍ وأنني سوف ألقاك مثل ما عرفتك أيام زمان عند صباك.

 

كما كان عندي إحساس قوي بأنك لا زلت أشد قوة وأن قهر الزمان وغدر الأيام وخطوب الأقدار لن تؤثر فيك إطلاقاٍ وكم أنا تواق للقاك ومشتاق لرؤياك متحفز لسماع أخبارك.

 

إنني أسأل عنك مع الطير الشادي والزهر الشاذي ومع حفيف الورق الأخضر ومع كل النسمات العليلة وكنت أراك وأشبهك بنور القمر عندما يرسل أشعته الينا مساء كل ليلة أراك مع الكواكب والنجوم عندما يسطع لمعانها في الليل الحالك وكم كانت أحاسيسي كبيرة بقرب يوم اللقاء والآن وبعد أنين الفراق بعد أن بكيت دماٍ من التشطير وهل يتشطر القلب الواحد بعد أن كنا قلباٍ وجسداٍ واحداٍ من الصعب الفراق يا سمراء ما ألعن وأتعب البعد والحرمان هلمي هلمي يا حبيبتي إلى لقائنا كفانا بعد وفراقا وكفانا تشتتاٍ وضياعاٍ لكنني خائف ووجل الآن إلى الأبد وقلق أيضاٍ من شدة خفقان ودقات قلبي عند لقائك فلا تلوميني بهذا القول لأن العشاق هكذا تقول وهكذا تعبر… ويقولون أيضاٍ ما أصعبك على القلب يا يوم السفر وما أسعد الأيام سوى أيام اللقاء ها أنا آتي إليك مهر ولا المهم أن تعديني بيوم اللقاء لا تهيأ للسفر إليك أن السقم أضناني والشوق أبكاني وهل إذا قابلتك ستكونين على نفس الصورة التي طبعتها في مخيلتي حسنة نضرة جميلة فاتنة كما كنت أيام زمان أم أن الأيام قد فعلت وأخذت من رونقك وأضاعت بهاءك¿!

 

أنا واثق من ذلك أنك لم تتغيري أبداٍ ولهذا سآتي إليك سآتي يا حبيبتي الفاتنة وذهبت إليها بيوم عيدها الأكبر لكي ألقاها فلقيتها من أجمل مما تخيلتها كانت ترتدي ثوبها المخملي المطرز المزركش باتقان وكانت الحلي تتدلى على عنقها الذي يشبه عنق الغزال وكانت باقة الفل مرصوصة بانتظام دقيق فوق رأسها كأنها ملكة وضعت تاج الملك على رأسها.

 

وبعد لقائنا وبعد أن وصلت إلى عتبة دارها كم كانت الفرحة تغمر قلبي عندما رأيتها هي بشعرها الأشقر الذهبي وبحرها لا زال بحراٍ يسر الناظرين.

 

بحفيف أمواجه في جميع الاتجاهات المحيطة بها لقيتها باسمة الثغر تارة فاتحة فاها تارة أخرى من هول الصدمة حيث كانت غير مصدقة أننا التقينا.

 

لقيتها واثقة الخطوة كأنها الطاووس تختال بمشية لم يؤثر عليها الكبر ولم تأخذ منها السنين بل أنني عندما رأيتها تماماٍ مثل ما رأيتها أول مرة منذ سنوات بل إنني اقتربت منها لاطبع قبله على ثغرها البسام بعد اللقاء اعتذرت وتراجعت للوراء خائفة وجلة وقالت:

 

هل يستطيع أن يقبل القلب الجسد طالما وهما في جسد واحد يكفي أن نقترب من بعض ونتحدث بعد التشطير والفراق..

Share

التصنيفات: منوعــات

Share