Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

خطوة نحو الشراكة‮..‬استيعاب العمالة اليمنية في‮ ‬السوق الخليجية

عرض ومتابعة‮/ ‬عاصم السادة
‮> ‬من المتوقع أن تزداد نسبة العاطلين عن العمل في‮ ‬اليمن خلال العام ‮٠٣٠٢‬م‮ »٢.١« ‬مليون عاطل‮ ‬وكذا ازدياد عدد السكان الدارسين في‮ ‬مختلف الصروح التعليمية في‮ ‬ذات العام إلى‮ »٨.١« ‬مليون نسمة‮ ‬‮ ‬وهذه المضاعفات في‮ ‬اعداد العاطلين والدارسين ستؤدي‮ ‬إلى ارتفاع الضغوط على سوق العمل في‮ ‬توفير فرص عمل لهاتين الفئتين في‮ ‬الوقت الراهن‮.. ‬الأمر الذي‮ ‬يتوجب على الاقتصاد الوطني‮ ‬أن‮ ‬يوفر أكثر من‮ »٠٠٢« ‬ألف فرصة عمل سنوياٍ‮ ‬لاستيعاب هذه الأعداد للحفاظ على معدل البطالة عند مستواه الحالي‮ »‬نسبة ‮٧٣‬٪‮«..‬
والواقع‮ ‬يشهد أن الاقتصاد اليمني‮ ‬في‮ ‬وضعه الراهن عجز عن استيعاب العمالة الفائضة من مخرجات التعليم الجامعي‮ ‬والفني‮ ‬والمهني‮ ‬والبالغ‮ ‬قوامها حتى نهاية العام ‮٨٠٠٢‬م إلى‮ »٥٧١.٠٧١« ‬عاملاٍ‮ ‬فائضاٍ‮ .. ‬ناهيك عن عدد الخريجين المسجلين في‮ ‬سجلات الخدمة المدنية الطالبين للتوظيف والبالغ‮ ‬قوامهم‮ »٤٦١.٩٨١« ‬خريجاٍ‮ ‬حتى عام ‮٧٠٠٢‬م‮..‬
السطور التالية تسلط الأضواء على قضية استيعاب العمالة اليمنية في‮ ‬السوق الخليجية من خلال عرض لأوراق العمل المقدمة في‮ ‬مؤتمر العمالة اليمنية ومتطلبات سوق العمل الخليجية‮ – ‬الفرص والتحديات‮ – ‬والذي‮ ‬عقد مؤخراٍ‮ ‬بصنعاء‮:‬
أكد الدكتور مطهر العباسي‮ ‬وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي‮ ‬لقطاع خطط التنمية أن الاقتصاد اليمني‮ ‬يواجه اشكالية توليد فرص عمل جديدة تتناسب مع معدل نمو القوى العاملة سنوياٍ‮ ‬ويعود ذلك إلى محدودية فرص الاستثمار في‮ ‬القطاعات الاقتصادية المختلفة سواء كان المشغل القطاع العام أو الخاص منوهاٍ‮ ‬أن اتجاهات التوظيف في‮ ‬القطاع الحكومي‮ ‬والعام خلال الفترة ‮٠٩٩١ – ٠٠٠٢‬م مثلت مؤسسات الدولة المختلفة الموظف الأول‮ ‬‮ ‬حيث تم استيعاب أعداد هائلة من الموظفين في‮ ‬جهاز الخدمة المدنية وبسبب الترتيبات السياسية انذاك تزايد عدد موظفي‮ ‬الجهاز الإداري‮ ‬للدولة إلى أكثر من الضعف خلال تلك الفترة‮ ‬‮ ‬فمنذ عام ‮٠٠٠٢‬م وفي‮ ‬إطار برنامج الاصلاحات واعتماد استراتيجية تحديث الخدمة المدنية اتخذت الحكومة عدداٍ‮ ‬من الإجراءات الهادفة إلى تقليص التوظيف في‮ ‬مؤسسات الخدمة المدنية وتم استيعاب أعداد محدودة من الخريجين تتراوح بين ‮٠١ – ٠٢ ‬ألف سنوياٍ‮ ‬بينما تزايد بشكل كبير أعداد المسجلين لطلب التوظيف ومن مختلف التخصصات‮.‬
وأشار العباسي‮ ‬في‮ ‬ورقة عمله الموسومة‮ »‬واقع واتجاهات القوى العاملة في‮ ‬اليمن وفرص استيعابها في‮ ‬دول الخليج‮« ‬الدارسين إلى أن عدد العاطلين عن العمل في‮ ‬اليمن عام ‮٧٠٠٢‬م بلغ‮ ‬حوالي‮ »٤٠٦« ‬آلاف نسمة وذلك في‮ ‬ظل الظروف الاقتصادية القائمة‮ ‬‮ ‬حيث‮ ‬يتوقع زيادتهم إلى حوالي‮ ٢.١‬مليون نسمة عام ‮٠٣٠٢‬م في‮ ‬حين بلغ‮ ‬عدد السكان الدارسين في‮ ‬الفئة العمرية‮ »٥١ – ٠٦« ‬إلى‮ »٨.١« ‬مليون نسمة في‮ ‬نفس العام ومن المتوقع تضاعف عددهم بحلول العام ‮٠٣٠٢‬م مما‮ ‬يعني‮ ‬تزايد الضغوط على سوق العمل لتوفير فرص عمل لهاتين الفئتين في‮ ‬الوقت الراهن في‮ ‬المستقبل المنظور‮ ‬‮ ‬مشيراٍ‮ ‬إلى أن عدد الداخلين الجدد إلى سوق العمل بلغ‮ »٧٠٢« ‬آلاف نسمة‮ ‬‮ ‬جاء ثلاثة أرباعهم من الخريجين والمتسربين من مؤسسات التعليم‮ ‬‮ ‬حيث‮ ‬يتوقع أن‮ ‬يصل هذا العدد إلى حوالي‮ »٩٧٣« ‬ألف نسمة بحلول عام ‮٠٣٠٢‬م ما‮ ‬يعني‮ ‬أنه‮ ‬يتوجب على الاقتصاد أن‮ ‬يوفر أكثر من‮ »٠٠٢« ‬ألف فرصة عمل سنوياٍ‮ ‬لاستيعاب هذه الأعداد للحفاظ على معدل البطالة عند مستواه الحالي‮.‬
تحديات عديدة
وعن مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل أوضح العباسي‮ ‬أنه في‮ ‬ظل‮ ‬غياب قواعد البيانات لاحتياجات سوق العمل وربطه بمؤسسات التعليم لإعداد وتأهيل الكادر البشري‮ ‬ستبقى العملية التعليمية تسير باتجاه آخر ضد اتجاه التطورات والاحتياجات في‮ ‬سوق العمل والذي‮ ‬سيؤدي‮ ‬بطبيعة الحال إلى عدم مواءمة المخرجات مع طبيعة الاحتياجات المتولدة في‮ ‬السوق وهذا‮ ‬يفضي‮ ‬إلى تراكم أعداد الخريجين المضافين إلى قوائم البطالة من حملة المؤهلات المختلفة‮ ‬‮ ‬بالإضافة إلى‮ ‬غياب الروابط والانسجام مع التوجهات الاقتصادية والاجتماعية لمخطط وبرامج التنمية وبالتالي‮ ‬فإن سوق العمل اليمني‮ ‬يشهد تحديات بنيوية وتنظيمية وإدارية تحتاج إلى تدخلات قوية ومتكاملة مدعمة بإرادة تؤمن بالتغيير الايجابي‮ ‬خصوصاٍ‮ ‬في‮ ‬مجال تنمية الموارد البشرية‮.. ‬مشيراٍ‮ ‬إلى أن عدد الخريجين المسجلين في‮ ‬وزارة الخدمة المدنية حتى عام ‮٧٠٠٢‬م للحصول على التوظيف بلغ‮ »٤٦١.٩٨١« ‬خريجاٍ‮ ‬حيث‮ ‬يفترض أن‮ ‬يتم البحث لهؤلاء عن فرص عمل خارج السوق المحلي‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يتطلب إعداد برنامج وطني‮ ‬لإعادة تأهيلهم وخاصة ذوي‮ ‬التخصصات النظرية الذين‮ ‬يشكلون ما نسبته ‮٥٦‬٪‮ ‬لتتلاءم مهاراتهم مع احتياجات سوق العمل في‮ ‬دول مجلس التعاون الخليجي‮..‬
تراجع القطاع الخاص
وأفاد أن دور القطاع الخاص في‮ ‬توليد وظائف جديدة تراجع مقارنة بالقطاعات الحكومية‮ ‬‮ ‬حيث انخفضت نسبة المشتغلين في‮ ‬القطاع الخاص من ‮٣.٦٧‬٪‮ ‬إلى ‮٤٧‬٪‮ ‬وبالمقابل تزايدت النسبة للمشتغلين في‮ ‬القطاع الحكومي‮ ‬متوقعاٍ‮: ‬أن‮ ‬يلعب القطاع الخاص دوراٍ‮ ‬أساسياٍ‮ ‬في‮ ‬توليد فرص العمل والتي‮ ‬تصل إلى‮ »٢٠٨« ‬ألف مشتغل‮ ‬يقوم قطاع التجارة والمطاعم والفنادق بتوليد فرص عمل بنسبة ‮٣.٠٣‬٪‮ ‬منها قطاع البناء والتشييد بنسبة ‮٠٢‬٪‮ ‬ثم قطاع الزراعة بنسبة ‮١.٧١‬٪‮ ‬يليه قطاع النقل والاتصالات بنسبة ‮٦.١١‬٪‮ ‬وتستهدف الخطة الخمسية الثالثة زيادة فرص العمل في‮ ‬قطاع التعليم والصحة والإدارة العامة والدفاع بما لا‮ ‬يتجاوز متوسط نمو ‮١.١‬٪‮ ‬سنوياٍ‮.‬
مشدداٍ‮ ‬على ضرورة التنوع والتوسع في‮ ‬منظومة مؤسسات التعليم وتحسين مخرجاتها بما‮ ‬يلبي‮ ‬متطلبات البيئة الاقتصادية محلياٍ‮ ‬واقليمياٍ‮ ‬وضمان الجودة لتلك المخرجات بما‮ ‬يكسبها ميزة التفضيل والقدرة على المنافسة أمام العمالة الوافدة في‮ ‬السوق المحلية أو سوق الخليج العربي‮ ‬الذي‮ ‬يشهد زخماٍ‮ ‬من العمالة الآسيوية‮.‬
مزايا الطفرة النفطية
وقال العباسي‮ ‬أن الاقتصاد اليمني‮ ‬قد استفاد بدرجة عالية من مزايا الطفرة النفطية الأولى التي‮ ‬حدثت في‮ ‬منتصف السبعينات وحتى أواخر الثمانينات من القرن الماضي‮ ‬‮ ‬وبالتالي‮ ‬فقد ساعد تدفق العمالة اليمنية إلى دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية في‮ ‬امتصاص معدلات البطالة في‮ ‬السوق المحلي‮ ‬والاستفادة من عوائد تصدير اليد العاملة في‮ ‬تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتمكنت اليمن خلال تلك الفترة من تنفيذ عدد من البرامج والخطط التنموية‮.‬
مبادرة طيبة
وأضاف أن مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ودعوته لأهمية استيعاب العمالة اليمنية الماهرة في‮ ‬مجلس التعاون جاءت تجسيداٍ‮ ‬لرؤية القيادة السياسية في‮ ‬اليمن وفي‮ ‬دول المجلس في‮ ‬تعزيز أوجه التكامل الاقتصادي‮ ‬والتسريع في‮ ‬خطوات الاندماج الاقتصادي‮ ‬بين اليمن ودول المجلس ويمثل تكامل سوق العمل أحد أوجه ذلك التكامل من خلال تسهيل حركة القوى العاملة بين اليمن ودول المجلس لمعالجة فائض العرض في‮ ‬سوق العمل اليمني‮ ‬وسد فجوة الطلب في‮ ‬السوق الخليجي‮..‬
وبالتالي‮ ‬فإن استيعاب العمالة اليمنية في‮ ‬أسواق العمل لدولة الخليج سيعود بالنفع على اليمن ودول المجلس‮.‬
عوائق العمل في‮ ‬الخليج
‮> ‬ونوه العباسي‮ ‬إلى أن العمالة اليمنية تواجه العديد من الصعوبات والمعوقات في‮ ‬انتقالها إلى أسواق العمل بدول الخليج‮ ‬يتصدرها نظام الكفالة الذي‮ ‬يعتبر معيقاٍ‮ ‬لعملية انتقال الأيدي‮ ‬العاملة اليمنية إلى سوق العمل الخليجي‮ ‬نظراٍ‮ ‬لما‮ ‬يفرضه من قيود كبيرة تحول دون انتقال العمالة كما‮ ‬يحد من امكانية التنقل من مهنة إلى أخرى وفق فرص العمل التي‮ ‬يوفرها السوق بجانب ما‮ ‬يصاحبه من استغلال وتعسف لحقوق العامل وبما‮ ‬يفتح مجالاٍ‮ ‬واسعاٍ‮ ‬لهضم حقوق العمال والتكسب على حساب مصالحهم‮.. ‬كما‮ ‬يرهن مستقبل العامل برضى الكفيل مما‮ ‬يعرضه للابتزاز بدون أدنى درجة من الحماية القانونية والأخلاقية وكذا عائق نظام الحصص بين العمالة الوافدة ونظام الحصول على تأشيرة العمل بالاضافة إلى ارتفاع الرسوم التي‮ ‬يتحملها العامل اليمني‮ ‬وايضاٍ‮ ‬حصر وتوطين الوظائف‮.‬
أرقام
فيما أشارت احصائيات رسمية إلى أن عدد العمال اليمنيين في‮ ‬أسواق دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬بلغ‮ (‬860‮) ‬ألف عامل‮ ‬يمثلون نسبة‮ ‬8‭.‬5٪‮ ‬من إجمالي‮ ‬العمالة الوافدة في‮ ‬دول الخليج‮ ‬يعمل منهم في‮ ‬السعودية‮ (‬800‮) ‬ألف عامل وفي‮ ‬الأمارات‮ (‬60‮) ‬ألف عامل‮.. ‬لافتة إلى أن زيادة تدفق العمالة اليمنية في‮ ‬سوق العمل الخليجي‮ ‬تعمل على تعظيم المنافع للطرفين في‮ ‬اليمن ودول الخليج ومن تلك المنافع درجة التكامل بين أسواق السلع وأسواق العمل خاصة في‮ ‬ظل الروابط التجارية الكبيرة بين اليمن والخليج‮.‬
‮(‬170‮) ‬ألف عمالة فائضة
الدكتور‮/ ‬حميد الريمي‮ ‬نائب عميد كلية علوم وهندسة الحاسوب بجامعة الحديدة‮ ‬
أكد أنه لا بد من إعادة تأهيل العمالة اليمنية الفائضة من مخرجات التعليم والتي‮ ‬عجز الاقتصاد اليمني‮ ‬في‮ ‬وضعه الراهن عن استيعابها والبالغ‮ ‬قوامها حتى نهاية العام‮ ‬2008م إلى‮ (‬170‭.‬175‮)‬‮ ‬ولا بد أن تعرف متطلبات السوق المحلية والخليجية وكذا الدولية من العمالة ومعرفة مجالات تخصص هذه العمالة الفائضة من مخرجات التعليم الجامعي‮ ‬الفني‮ ‬والمهني‮ ‬وتحدد على ضوء ذلك متطلبات التأهيل لهذه العمالة وفقاٍ‮ ‬للمهارات التي‮ ‬تفتقر لها‮.‬
سياسة موحدة
موضحاٍ‮ ‬أن دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬اتخذت سياسات موحدة تجاه القوى العاملة الوافدة منها تركيز الطلب على القوى العاملة الوافدة الماهرة وذات الكفاءة العالية التي‮ ‬لا تتوفر محلياٍ‮ ‬واعطاء الأولوية في‮ ‬الحصول على الوظائف لمواطني‮ ‬دول المجلس أولاٍ‮ ‬والعرب ثانياٍ‮ ‬والأجانب ثالثاٍ‮ ‬وبالتالي‮ ‬رغم الضوابط والقيود التي‮ ‬فرضتها دول مجلس التعاون على العمالة الأجنبية إلا أن الاحتياجات المستقبلية لدول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬من العمالة الأجنبية لن تتوقف خصوصاٍ‮ ‬في‮ ‬المهن الطبية والحرفية وعمال المطاعم والفنادق‮ ‬‮ ‬وكذا عمال النظافة‮.‬
وقال الريمي‮ ‬في‮ ‬ورقة عمل حول‮ (‬رؤيا لبرنامج عملي‮ ‬لتأهيل الكادر البشري‮ ‬تلبية لمتطلبات التنمية في‮ ‬المنطقة‮) ‬أن الصعوبات التي‮ ‬تقف عائقاٍ‮ ‬أمام العمالة اليمنية للعمل في‮ ‬السوق الخليجية تتمثل في‮ ‬أن هذه العمالة ليست مؤهلة بالقدر المطلوب‮ ‬‮ ‬ولكي‮ ‬تصبح العمالة اليمنية قادرة على المنافسة لا بد أن تمتلك مجموعة من المهارات‮.‬
اليمن والخليج‮.‬
أما عن العلاقات اليمنية الخليجية فيوضح الدكتور طارق المنصوب أستاذ القانون الدستوري‮ ‬وعلم السياسة بجامعة إب أن دول الخليج كما‮ ‬يبدو واضحاٍ‮ ‬ظلت تتردد في‮ ‬قبول طلب انضمام اليمن إلى المجلس ليكون دولة متكاملة العضوية فيه لأسباب كثيرة لم تعلن في‮ ‬حينها الأمر الذي‮ ‬أثار لدى عدد من الباحثين وخاصة اليمنيين كثيراٍ‮ ‬من التساؤلات عن الأسباب الفعلية التي‮ ‬دفعت دول الخليج إلى تأخير البت في‮ ‬موضوع انضمام اليمن إلى المجلس على الرغم من التداخل الجغرافي‮ ‬والتاريخي‮ ‬والبشري‮ ‬بينهما‮..‬
وقال المنصوب‮: ‬ان دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬بررت عدم اشتراك اليمن ضمن إطار المجلس فور قيامه بأنه كان لا‮ ‬يزال منقسماٍ‮ ‬إلى شطرين شمالاٍ‮ ‬وجنوباٍ‮ ‬على المستوى الجغرافي‮ ‬وغرباٍ‮ ‬وشرقاٍ‮ ‬على الصعيد السياسي‮ ‬وأن إعادة توحيد شطري‮ ‬اليمن‮ ‬يعد شرطاٍ‮ ‬مسبقاٍ‮ ‬لدخوله المجلس خاصة وأنه كانت هناك تحفظات عميقة من دول المجلس تجاه النظام الماركسي‮ ‬في‮ ‬عدن‮..‬
منوهاٍ‮ ‬أن تذرعها بتلك الذرائع كان‮ ‬يخفي‮ ‬الاسباب الحقيقية التي‮ ‬أدت إلى ذلك الرفض والتي‮ ‬أشار إليها بعض الباحثين عندما وصفوا مجلس التعاون الخليجي‮ ‬بأنه‮ »‬نادُ‮ ‬للأغنياء فقط‮« ‬ويمكن أن نذكر منها‮:‬
‮> ‬رغبة بعض الأطراف الخليجية في‮ ‬بقاء المجلس حصراٍ‮ ‬على الدول العربية المطلة على الخليج العربي‮ ‬بدون العراق وعدم رغبتها في‮ ‬توسيعه ليشمل باقي‮ ‬الدول الأخرى‮.‬
‮> ‬اختلاف النظام السياسي‮ ‬بين الدول الخليجية وباقي‮ ‬الدول الأخرى‮. ‬
‮> ‬التفاوت في‮ ‬القدرات الاقتصادية نتيجة الطفرة النفطية وارتفاع اسعار النفط‮.‬
‮> ‬التفاوت الهائل في‮ ‬المساحة الجغرافية وفي‮ ‬التعداد السكاني‮ ‬بين دول المنطقة‮.‬
لاضرر ولا ضرار
وأضاف أن القيادة اليمنية وباقي‮ ‬الأطراف الأخرى عملت على معالجة جذور النزاع وتسويته نهائياٍ‮ ‬وفقاٍ‮ ‬لمبدأ‮ »‬لا ضرر ولا ضرار‮« ‬متجاوزة بذلك المنطق الذي‮ ‬طبع عدداٍ‮ ‬من الصراعات بين الدول العربية‮ »‬أي‮ ‬منطق التهدئة‮« ‬وهو المنطق الذي‮ ‬ظل سبباٍ‮ ‬في‮ ‬تجدد الصراعات بين الدول العربية‮.‬
وأشار المنصوب في‮ ‬ورقة عمله حول العمالة اليمنية في‮ ‬الخليج ودورها في‮ ‬الاستقرار الأمني‮ ‬لدول المجلس إلى أن حجم العمالة اليمنية‮ ‬يتفاوت في‮ ‬دول الخليج وهم‮ ‬يعملون في‮ ‬أماكن ومراكز حساسة مثل‮: ‬الجيش والشرطة وفي‮ ‬المرافق الانتاجية الاقتصادية في‮ ‬مؤسسات الدولة في‮ ‬بعض الأقطار الخليجية‮ (‬قطر‮ – ‬البحرين‮ – ‬الإمارات‮) ‬كما‮ ‬يعمل كثير منهم في‮ ‬القطاع الخاص ومؤخراٍ‮ ‬توافدت أعداد كبيرة من العاملين اليمنيين إلى أقطار الخليج العربي‮ ‬للعمل‮  ‬في‮ ‬مجالات التربية والتعليم الجامعي‮.. ‬مشيراٍ‮ ‬إلى أن العمال اليمنيين لعبوا أدواراٍ‮ ‬طلائعية في‮ ‬إرساء دعائم التنمية والنهضة العمرانية في‮ ‬كثير من دول المجلس الخليجي‮ ‬وهم‮ ‬يتميزون بالوفاء والتفاني‮ ‬وحب العمل والقدرة على التعلم‮.‬
متفق عليه
مؤكداٍ‮: ‬ان العمالة الأجنبية تمثل تهديداٍ‮ ‬امنياٍ‮ ‬وسياسياٍ‮ ‬واجتماعياٍ‮ ‬واقتصادياٍ‮ ‬وثقافياٍ‮ ‬لدول الخليج بسبب تزايد اعدادها وتنامي‮ ‬طموحاتها في‮ ‬ظل الاهتمام الدولي‮ ‬بحقوقها واتجاه بعض الدول المصدرة للعمالة إلى الضغط على دول الخليج من أجل منحهم الجنسية وتوفير بعض الضمانات من أجلها لم‮ ‬يعد امراٍ‮ ‬محلِ‮ ‬شك‮ ‬أو تأويل‮ ‬فالأصوات المتعالية في‮ ‬أغلب دول الخليج والدراسات المتخصصة والتقارير الصادرة عن المنظمات الدولية والإقليمية جميعها متفقة عليها‮.. ‬الأمر الذي‮ ‬دفع اليمنيين إلى التفاؤل والاعتقاد بأن الأمر‮ ‬يمثل فرصة سانحة للعمالة اليمنية للحلول مكان تلك العمالة دون التفكير في‮ ‬حيثيات قرار الاستغناء عن العمالة الوافدة ومبررات الدول الخليجية إلى ترحيل مئات الآلاف من العاملين الأجانب من اراضيها أو في‮ ‬كيفية استثمار هذه الفرصة لتعزيز فرص العمالة اليمنية في‮ ‬العمل داخل أقطار مجلس التعاون الخليجي‮ ‬في‮ ‬متطلبات سوق العمل الخليجي‮.‬
موطئ قدم
مستدركاٍ‮ ‬أنه لن‮ ‬يكون من السهل للعمالة اليمنية أن تجد سبيلاٍ‮ ‬للحلول بطريقة آلية مكان العمالة الأجنبية المستغنى عنها لأنها قد تكون ضمن من‮ ‬يتم الاستغناء عنهم‮ ‬ولن‮ ‬يكون من السهل عليها أن تنال موطئ قدم في‮ ‬سوق العمل الخليجي‮ ‬الذي‮ ‬تتحكم فيه آلية العرض والطلب وتسيطر عليه هواجس العمالة الأجنبية وتوجهه سياسات توطين الوظائف‮ ‬وتقل فيه فرص العمل أكثر فأكثر‮.‬
اشكالية العرض والطلب
فيما أشارت دراسة حديثة أجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى أن سوق العمل في‮ ‬الوقت الراهن‮ ‬يشهد صعوبات وتحديات قائمة بين العرض والطلب بسبب عدم توافق مخرجات التعليم والتدريب مع احتياجات السوق واستمرار نمو مخرجات التعليم الجامعي‮ ‬الحكومي‮ ‬في‮ ‬تخصصات تفوق حاجة سوق العمل مع عدم توافق مؤهلات الخريجين العاملين مع متطلبات وظائفهم التي‮ ‬يمكنهم العمل بها‮ ‬وهذا ما‮ ‬يؤكد أن النظام التربوي‮ ‬التعليمي‮ ‬الحالي‮ ‬لم‮ ‬يهتم بجودة العملية التعليمية ولم‮ ‬يهتم بإعداد العمالة الماهرة التي‮ ‬تستطيع النهوض بالتنمية بقدر ما تعد أفواجاٍ‮ ‬من الخريجين في‮ ‬تخصصات متكررة لا حاجة لها‮.. ‬مشيرة إلى أن نسبة البطالة بين الشباب اليمني‮ ‬عالية حيث بلغت‮ ‬37٪‮ ‬من العاملين الداخلين إلى سوق العمل ولم‮ ‬يسبق لهم العمل من قبل وذلك بسبب ضعف كفاءة النظام التعليمي‮ ‬في‮ ‬إعدادهم وتأهيلهم لسوق العمل وغياب المهارات لديهم وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن الكثير من مخرجات التعليم الجامعي‮ ‬أسهمت في‮ ‬ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب‮ ‬مما‮ ‬يتطلب مراجعة شاملة إذا لم نقل تغييراٍ‮ ‬جذرياٍ‮ ‬شاملاٍ‮ ‬لسياسات ونظم واهداف وخطط الجامعات بحيث‮ ‬يأخذ هذا التغيير في‮ ‬الاعتبار متطلبات التنمية الشاملة واحتياجات سوق العمل وما‮ ‬يحدث من تغيرات علمية وتقنية متسارعة‮.‬
إلغاء الكفالة
وقد خلصت أوراق العمل التي‮ ‬قدمها المشاركون في‮ ‬مؤتمر العمالة اليمنية ومتطلبات سوق العمل الخليجي‮ ‬الفرص والتحديات مؤخراٍ‮ ‬إلى جملة من التوصيات أهمها‮:‬
‮> ‬التنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬التي‮ ‬طلبت عمالة‮ ‬يمنية للمشاركة في‮ ‬إعادة التأهيل التي‮ ‬تنوي‮ ‬الحكومة القيام بها بالإضافة إلى التنسيق مع البنك الدولي‮ ‬والاتحاد الأوروبي‮ ‬وغيرها من الدول التي‮ ‬ساهمت في‮ ‬إعداد الاستراتيجية الوطنية للتعليم الفني‮ ‬والتقني‮ ‬بهدف الحصول على المساعدات المالية والفنية التخصصية المؤدية إلى انجاز مهمة إعادة التأهيل والتدريب مع المحافظة على استقلالية القرار الوطني‮.‬
‮> ‬ايجاد حلول سريعة لإعادة تأهيل وتدريب خريجي‮ ‬الجامعات ومعاهد التعليم الفني‮ ‬والتدريب التقني‮ ‬الذين لم‮ ‬يحصلوا على فرص عمل حتى الآن وبما تتطلبه نوعية العمالة المطلوبة في‮ ‬دول مجلس التعاون الخليجي‮ ‬وهذا‮ ‬يستدعي‮ ‬التنسيق بين وزارات الشؤون الاجتماعية والعمل والخدمة المدنية والتربية والتعليم‮ ‬التعليم الفني‮ ‬والتدريب المهني‮ ‬لتسخير كافة الإمكانيات والتجهيزات بما‮ ‬يحقق إعادة التأهيل والتدريب المطلوب‮ ‬لن‮ ‬يتأتى ذلك إلا بوجود إرادة سياسية جادة لإنجاز هذا المطلب في‮ ‬فترة زمنية محددة لا تتجاوز عاما واحدا مع الاستمرار بعد ذلك في‮ ‬إعادة التأهيل لمن لا‮ ‬يزالون بحاجة إليها‮.‬
‮> ‬إنشاء إطار مؤسسي‮ ‬مشترك لمتابعة تنفيذ توجهات دول الخليج والترجمة العملية لها بإعطاء العمالة اليمنية الأولوية في‮ ‬الاختيار والتوظيف من بين العمالة الوافدة‮.‬
‮> ‬تسهيل منح تأشيرات الدخول لليمنيين إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإتاحة الفرصة أمامهم للبحث عن فرص عمل‮.‬
‮> ‬استثناء العمالة اليمنية من نظام الكفيل والإعفاء من الرسوم المفروضة على تأشيرات استقدام العمالة اليمنية ورسوم انتقالها بين الأعمال والمهن‮.‬
‮> ‬إتاحة الفرصة للعمالة اليمنية للعمل في‮ ‬المهن المحظورة على العمالة الوافدة‮       > ‬تأسيس آلية مستمرة لتدفق المعلومات بين الجهات ذات العلاقة في‮ ‬اليمن ودول المجلس حول التخصصات والمهن والمهارات المطلوبة في‮ ‬سوق العمل‮.‬
‮> ‬تشجيع القطاع الخاص الخليجي‮ ‬على الاستثمار في‮ ‬بناء مراكز ومعاهد متخصصة تستجيب بصورة ديناميكية لتطورات اسواق العمل في‮ ‬اليمن والخليج‮.‬
‮> ‬زيادة الدعم المقدم من دول الخليج في‮ ‬مجال التأهيل والتدريب للعمالة اليمنية‮..

Share

التصنيفات: تحقيقات

Share