Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

(السلوك المفضوح) في جريمة اغتيال »المبحوح«!!

علي الريمي

 

بعد أن أثبتت كل التفاصيل والمعلومات التي أعلنتها قيادة شرطة إمارة دبي تورط جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في ارتكابه وتخطيطه لجريمة اغتيال وتصفية القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) (محمود المبحوح) في ٩١ يناير الماضي في أحد فنادق دبي ورغم عدم الإقرار (رسمياٍ) من قبل (الموساد) أو حكومة إسرائيل بمسؤوليتهم عن تلك العملية الدنيئة فإن وسائل إعلام (صهيونية) قامت بالمهمة!

 

فقد نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) في عددها الصادر يوم السبت ٠٢ فبراير الفارط مقالاٍ حمل عنوان (تفاصيل اغتيال أعضاء وحدة كيدون الموسادية للمبحوح).

 

وأوردت الصحيفة الإسرائيلية تحت هذا العنوان الكثير من المعطيات التي قالت بأنها كانت الدوافع الرئيسية التي جعلت الموساد يقوم بتنفيذ الجريمة¿!

 

فبعد أن أفاضت واستفاضت الصحيفة في الحديث والإشادة بـ(الخلية) التي تولت مهمة تصفية المبحوح في دبي والمعروفة باسم »وحدة كيدون« السرية واصفة أعضاءها بالمهنيين جداٍ الذين لديهم مميزات كثيرة يقومون بها عند عملية القتل تجعلهم يتفوقون على الكثير من الأجهزة الاستخباراتية والعملاء المتخصصين بعمليات التصفية لأهداف (شخصيات) عبر العالم تضيف (إسرائيل اليوم) في مقالها الوارد ذكره- أنفاٍ- ما يميز أعضاء وحدة »كيدون« عن نظرائهم في أجهزة الاستخبارات الأخرى معرفتهم وقدراتهم الدقيقة بكيفية تصفية أي هدف مهما كان (محترساٍ) واصطياده دون غيره!!

 

بمعنى أن وحدة كيدون تستطيع التخلص من ذلك الهدف المراد تصفيته دون غيره من الناس الأخرين الذين قد يتواجدون أو يحيطون به!¿

 

ويمضي مقال إسرائيل اليوم في الإسهاب والإطراء حول المواصفات التي يتميز بها أفراد وحدة كيدون السرية التابعة للموساد تجعلهم يتفوقون على أقرانهم ممن يعملون في مهام مشابهة لمهام هذه الوحدة الخاصة في باقي الأجهزة الاستخباراتية في العالم ويتحدث المقال الذي ورد في الصحيفة الإسرائيلية دون أن يذيل باسم لكاتبه بالقول: أن لا أحد يعرف بالتحديد كم هو عدد أعضاء الوحدة ولا حتى من هو قائدهم غير أنهم بالفعل (أي أعضاء الوحدة) رجال المهمات الصعبة في إسرائيل إذ أن بمقدورهم التعامل مع أية أزمة أمنية أو عسكرية بكل مهارة وبأداء من الاحترافية الفائقة وهو ما تجسد تماماٍ (كما يقول المقال) في عملية المبحوح وغيرها من العمليات- الأخرى- التي نجحت وحدة كيدون (الموسادية) في القيام بها!¿

 

وأفصح المقال- أيضاٍ- عن أن نجاح كيدون في تصفية القيادي الحمساوي (محمود المبحوح) أثناء تواجده في دبي جاء عقب محاولتين فاشلتين لقتله الأولى وقعت في لبنان قبل ٦ أشهر ولم تنجح في ما جرت الثانية بعدها بشهرين فقط في سوريا عقب اغتيال عماد مْغنية!

 

وهذا الأخير هو القائد البارز للجناح العسكري التابع لحزب اللِه اللبناني- ولم تنجح- أيضاٍ- بحسب ما ورد في المقال- إياه- الذي يضيف: إلاِ أن المحاولة الثالثة »للتخلص من المبحوح« تكللت بالنجاح بعد أن كاد الضباط الإسرائيليون ييأسون من الوصول إلى المبحوح¿!

 

ويصل المقال إلى القول: يرى الكثيرون أنه لم يعد من الممكن إنكار التورط في قتل المبحوح أكثر من ذلك¿¿

 

 ومن باب التأكيد أكثر وأكثر على ضلوع الموساد الإسرائيلي في التخطيط الدقيق للعملية التي استهدفت محمود المبحوح العضو البارز في الذراع العسكري لحركة حماس المعروف باسم كتائب الشهيد عزالدين القسام وكذا التنفيذ الذي لم يكن بتلك الدقة أو الإحترافية التي تحدثت عنها إسرائيل اليوم وهو ما يتأكد من خلال التفاصيل الكاملة التي أعلنتها قيادة شرطة دبي المتضمنة لأسماء وصور الخلية الموسادية التي شاركت في تنفيذ عملية تصفية المبحوح في أحد فنادق دبي وتكونت من ٦٢ فرداٍ بينهم ٤ نساء!

 

فإن حديث المهنية والاحترافية عن أعضاء الخلية الموسادية ليس سوى توصيف (خيالي) يتوافق تماماٍ مع النظرية الإسرائيلية الشهيرة عن جيشها الذي لا يقهر!¿

 

وهو الذي ثبت فعلياٍ بأنه جيش لطالما تم تدجينه من قبل قادته (المحتلين) يمثل ذلك الوصف الأسطوري (الخاوي) تماماٍ مما أثبتته الوقائع على الأرض كما حدث في عدوانه على لبنان ٦٠٠٢م ومؤخراٍ في غزة بنهاية ٨٠٠٢م ومطلع ٩٠٠٢م!¿

 

إذ انتهى مفعول النظرية إياها وبالدليل القاطع والبرهان الساطع¿¿

 

 آخر السطور:

 

 ما حدث في دبي- مؤخراٍ- ليس سوى تأكيد جديد على تلك الصورة النمطية التي تشير إلى إسرائيل الدولة المارقة التي تستمر في تجاهل الرأي العالمي الذي يرفض معظمه ما تقوم به هذه الدولة من أعمال اجرامية بحق الفلسطينيين وتماديها في القتل والمزيد من التهجير لهم ومواصلة احتلال أراضيهم ناهيك عن سلوكها المنبوذ كبلد يقود حرب عصابات ويبعث بجماعات تشبه المافيا إلى دول العالم لممارسة القتل واستباحة سيادة وأمن دول مستقلة لتصبح إسرائيل أمة منبوذة !

 

وما يمكن استنتاجه من كل ما تقوم به هذه الدولة وآخره ما حدث في دبي أنه بقدر ما عرى وفضح سلوك وممارسات إسرائيل فإنه ربما قدم لها خدمة من حيث لا يتوقع¿

 

إذ أن الضجة التي نتجت عن الجريمة الإسرائيلية باغتيالها للمبحوح ساهم في تغطية جرائم إسرائيل التي تواصل اقترافها ضد الفلسطينيين من استمرارها في الاستيطان وصولاٍ إلى إعلان حكومتها اليمينية المتشددة- مؤخراٍ- ضم الحرم الإبراهيمي وبعض المقدسات الإسلامية إلى ما اسمته بقائمة التراث الديني لإسرائيل¿¿

 

 فمتى كان لهذا الكيان الغاضب أي تراث ومن أي نوع!

 

كما أن جريمة دبي وآثارها ساهمت بشكل أو بآخر في التغطية على ما يتم تحضيره وإعداده من سيناريوهات (صهيونية أميركية) ضد إيران وربما غيرها من البلدان!..

Share

التصنيفات: خارج الحدود

Share