Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

كرموهم قبل أن تفقدوهم‮ !!‬

كرموهم قبل أن تفقدوهم‮ !!‬
عبدالله القاضي
‮> ‬الأسبوع الماضي‮ ‬غيب الموت عن دنيانا الفانية فارساٍ‮ ‬من فرسان الكلمة وعلماٍ‮ ‬من أعلام الصحافة اليمنية وقلماٍ‮ ‬رفيعاٍ‮ ‬ينبض بحب الإنسان والإنسانية‮..‬
‮ ‬إنه الأخ العزيز والصديق الصدوق رفيق دربي‮ ‬الغالي‮ ‬مهيوب أحمد قاسم الكمالي‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يكن رحيله المبكر والمفاجئ بالنسبة لي‮ ‬حدثاٍ‮ ‬عابراٍ‮ ‬وإنما زلزالاٍ‮ ‬مدمراٍ‮ ‬هز كياني‮ ‬وأفقدني‮ ‬بوصلة صيرورتي‮..‬
معرفتي‮ ‬بالفقيد الراحل لم تكن وليدة الصدفة أو لقيا عابرة وإنما تعود صلتي‮ ‬به إلى بدايات حياتنا الأولى ومنذ نعومة أظافرنا‮ ‬‮ ‬حيث نشأنا وترعرعنا في‮ ‬كنف قريتنا الجميلة ببساطتها وعفويتها بحلوها ومرها عشنا براءة الطفولة وأحلام الشباب الطامحين بغدُ‮ ‬أفضل وحياة كريمة‮ ‬‮ ‬فكان تعلقنا بالتعليم في‮ ‬وقت كان المتعلمون‮ ‬يعدون بالأصابع وانخراطنا في‮ ‬الدراسة هي‮ ‬البوابة التي‮ ‬راهنا عليها لاخراجنا وكل أبناء جيلنا من واقع البؤس والتخلف إلى آفاق التقدم والرقي‮ ‬واللحاق بركب الحضارة وبالجهد والمثابرة واصلنا رحلة التعليم رغم كل الصعاب والتحديات الذاتية والموضوعية التي‮ ‬وقفت في‮ ‬طريقنا حتى تمكنا من اجتياز المرحلة الثانوية بتفوق وتبوأنا مكانة العشرة الأوائل في‮ ‬الجمهورية‮ »‬القسم الأدبي‮« ‬مطلع الثمانينات وعلى إثرها ابتعثنا‮ »‬هو وأنا‮« ‬إلى الخارج لمواصلة الدراسة الجامعية في‮ ‬مجال الإعلام‮..‬
وهكذا بدأ المشوار وهكذا استمر فقيدنا الراحل في‮ ‬مواصلة عطائه بتفانُ‮ ‬واخلاص في‮ ‬ميدان الصحافة بكل فنونها وأنواعها وذلك في‮ ‬وكالة سبأ وبعدها في‮ ‬صحيفة‮ »‬الثورة‮« ‬والعديد من الصحف داخل الوطن وخارجه وسعى سعياٍ‮ ‬حثيثاٍ‮ ‬دون كللُ‮ ‬ولا ملل لتوفير لقمة عيش كريمة وتأمين ولو جزء‮ ‬يسير لمستقبل أبنائه وإيفائه باحتياجاتهم الحياتية والتعليمية فقد كان شغوفاٍ‮ ‬بمواجهة الحياة بكل اقتحام وجرأة‮..‬
واجهته الكثير من المنغصات والمعوقات فقد كان‮ ‬يشكو كثيراٍ‮ ‬من ضغط العمل وعدم حصوله على ما‮ ‬يستحقه من التقدير والاهتمام وكان قلبه معلقاٍ‮ ‬بحصوله على وسيلة مواصلات تنقله من وإلى العمل وخاصة أنه كان‮ ‬يبقى إلى ساعات متأخرة من الليل‮..‬
آخر مرة قابلته فيها كان عقب مشاركتنا في‮ ‬انتخابات اللجنة النقايبة في‮ ‬مؤسسة الثورة حينها قال لي‮ ‬أنه‮ ‬يتعلم قيادة السيارة في‮ ‬مدرسة قيادة السيارات على أمل حصوله على سيارة وْعد بها ولكن كان الموت أسرع‮ !!‬
أخذ المرض‮ ‬يتسلل إليه في‮ ‬السنوات الأخيرة فنحل جسمه وتقوس ظهره وتباطأت خطواته وبدت عليه علامات التعب والإنهاك ورغم ذلك لم‮ ‬يستسلم وظل‮ ‬يقاوم ويقاوم مواصلاٍ‮ ‬عمله بنفس الوتيرة وبنفس الحماس والهمة وربما لم‮ ‬يجد الوقت الكافي‮ ‬لمراجعة الأطباء وإجراء الفحوصات اللازمة‮..‬
وعندما ذهب متأخراٍ‮ ‬لم‮ ‬يجد الخدمة الطبية التي‮ ‬ترقى إلى مستوى تشخيص ومعالجة نوع المرض الذي‮ ‬يعانيه ومحاصرة تداعياته‮ ‬‮ ‬حيث تحول الطب في‮ ‬بلادنا إلى سلعة هدفه في‮ ‬المقام الأول الربح السريع أكثر من خدمة ورسالة إنسانية‮.. ‬
تفاعل الزملاء في‮ ‬مؤسسة الثورة ووكالة سبأ وكل محبيه وأصدقائه كان ذلك رائعاٍ‮ ‬وعملاٍ‮ ‬يثلج الصدر ويرفع الرأس سواءٍ‮ ‬في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بتجهيزه وتشييعه أو القيام بواجب العزاء ونحوها نتمنى أن‮ ‬يستمر هذا الجهد الأخوي‮ ‬الصادق من قبل زملائه ومسوؤليه بنفس الحماس والتفاعل في‮ ‬اجتراح الوسائل المناسبة لتكريمه ومنحه كل مستحقاته وتوظيف أحد أبنائه‮ ‬‮ ‬فقد كان هذا رأي‮ ‬محل اجماع كل الزملاء وهذا جزء من حق فقيدنا علينا وكل شهيداٍ‮ ‬سقط في‮ ‬ساح مهنة المتاعب كما نرجو ألا‮ ‬تفتر الهمة ويتراجع الحماس وتذهب الوعود أدراج الرياح‮ !!‬
ولا‮ ‬يسعنا إلا أن نسلم بقضاء الله وقدره والله نسأل أن‮ ‬يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته وغفرانه وأن‮ ‬يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان‮.. ‬إنا لله وإنا إليه راجعون‮..<‬

Share

التصنيفات: منوعــات

Share