Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الشاعر والباحث علوان الجيلاني لـ "الوحدة" : يعيش التصوف في كل ذرات دمي .. وهو استراتيجي في التفكير

  >> علوان الجيلاني الشاعر الذي وجد الحرية والفضاء المطلق في الإرث الصوفي الذي أحبه فكراٍ ورياضة روحية منحته الكثير من  التميز في دواوينه “الوردة تفتح سرتها” و”مراتب الألفة” و”إشراقات الولد الناسي” و”غناء في مقام البعد” و”كتاب الجنة”.
 

 

حاورته: إيمان عبدالوهاب حميد
 

 

 

> ما الذي أضافه النادي الأدبي للشاعر علوان الجيلاني ¿والذي استمر سنة تقريباٍ¿

 

>> ليست سنة وإنما حوالي ثمانية أشهر ولكن رغم قصر الفترة إلا أنها كانت ثرية بالإبداع والمبدعين لأنه جاء في فترة كانت الساحة الثقافية تعاني من قلة المنابر نسبياٍ لم ينشط في تلك الفترة سوى مؤسسة العفيف حتى أن النادي زاد من فعالية اتحاد الأدباء ومؤسسة العفيف إلى جانب أن النادي ساهم في تفريخ العديد من النوادي والمؤسسات الثقافية والشيء الإيجابي أن تلك المؤسسات استمرت في حين توقف النادي لأسباب خارجة عن إرادتنا ولكنه كان قد ساهم في ظهور العديد من الأسماء المؤثرة ثقافياٍ من الزملاء والزميلات فقد استطعت أن أقدم من خلاله ـ النادي الأدبي ـ أكثر من 25مبدعاٍ ومبدعة تم تحفيزهم على الكتابة والنشر وأصبح لهم حضور على مستوى الوطن العربي مثل جميل مفرح وعبدالمجيد التركي وعلياء فضائل وسامي الشاطبي والمقالح عبدالكريم وعلي جاحز ونورا زيلع.

 

> وجدي الاهدل هل كان بداية حضوره الإبداعي من النادي الأدبي¿

 

>> لا وجدي كان حضوره قبل النادي الأدبي فقد تعرفت عليه في العام 1995م وقد لفتت انتباهي نصوصه ولم يأت إلى النادي إلا بعد فوزه بجائزة العفيف الثقافية.

 

> هذا عن حضور وجدي بالنسبة للساحة الثقافية فماذا عن حضوره بالنسبة لعلوان الجيلاني ¿

 

>> كان حضوره جيداٍ من خلال الفترة التي قضينها سوياٍ في النادي الأدبي ووجدي إنسان مبدع وأكن له كل حب واحترام .

 

> كتب عن نصوصك الأستاذ عبدالله علوان  ود. سعد التميمي والناقد محمد المنصور و د. عبدالعزيز المقالح أي الدراسات تلك كانت الأقرب إليك ¿

 

>> في الحقيقة ان د. عبدالعزيز المقالح لم يكتب دراسة وإنما انطباعاٍ ولكن هناك تناولات كثيرة من د. محمود عباس جابر و د. وجدان الصائغ وقبل هؤلاء وبشكل متميز و أكثر عمقاٍ د. سعد التميمي ومحمد المنصور وعلي ربيع وهشام شمسان الذي قدم دراسة أكثر نوعية وعمقاٍ والأستاذ عبدالله علوان الذي كان مبشراٍ بهذه التجربة ورائداٍ ومحفزاٍ لها بشكل كبير إلى جانب هؤلاء علي جاحز والأستاذ الكبير عبدالودود سيف والشاعر الراحل محمد حسين هيثم و المقالح عبدالكريم كما كتب عن هذه التجربة محيي الدين سعيد وكتب عنها كتاب كثيرون لا استطيع أن أحصيهم الآن فمعذرة لمن نسيته فالكتابات كانت كثيرة ومتنوعة وتناولت زوايا عديدة من التجربة.

 

> وماذا عن الشاعر محمد الشرفي ¿

 

>> الشاعر محمد الشرفي كان مميزاٍ في كتابته لأنه كتب كتابة ضدية أنتجت الكثير من ردود الأفعال عليها والتي  أفادت المشهد الثقافي أكثر من إفادتها للتجربة الشعرية نفسها والتي حاول هدمها أطال الله بقاءه.

 

> حاورك الشاعر محمد حسين هيثم رحمه الله في 1997م لصحيفة الوحدة ما الذي تغير فكرياٍ وفلسفياٍ لدى علوان الجيلاني خلال هذه الفترة¿

 

>> تغيرت الآليات تطورت الثقافة  اتسع الأفق هناك أشياء كثيرة جدت من خلال التجربة والممارسة والقراءة المستمرة والاحتكاك بالعالم والناس وهناك أشياء كثيرة قلتها في ذلك الحوار والذي مازلت أذكره جيداٍ وما تزال تمتلك صيرورة منها التركيز على الجودة أكثر من الشكل “فالجودة هي حداثة دائمة” والمقولة هي للاستاذ عبدالله البردوني.

 

> هاجس القصيدة الأجمل هذا الهاجس المقلق لدى أي شاعر إلى أي مدى يتمكن من الشاعر علوان الجيلاني¿

 

>> بيني وبين الشعر ألم كبير جداٍ وخصوصاٍ هذه الفترة بالذات منذ سنوات أعيش قلقاٍ شعرياٍ هذا القلق ربما ينبني على أساسين أولهما أني راكمت تجربة شعرية حسب رأيي متميزة ومتوالية كتبت خلال 1990ـ 2004م خمسة دواوين فكنت أكثر أبناء جيلي إصدارا ثم بعد هذه التجربة حاولت أن اختلف عما سبق و أغير أشياءو في أثناء هذه التجربة صدمت بأحداث مؤلمة منها وفاة أخي ابراهيم رحمه الله والذي كان أكثر قرباٍ وحميمية من هذه التجربة والذي شهد التباشير الأولى لهذه التجربة ورافق الفرحة الأولى بالنصوص والتي  لا تصدق فيها بأنك أصبحت تكتب مثلما يكتب الآخرون تلى ذلك مرض زوجتي إثر حادث وقد شفيت منه ولله الحمد في هذه الأثناء حاولت تجريب أشكال جديدة ولكني وقتها لم أجد الأشكال الجديدة ولا القديمة فحدث بيني وبين الشعر ما يشبه العزلة حتى كسرت تلك العزلة قصيدة كتبتها بعنوان منذ سنتين لم اعد شاعراٍ والتي كتبتها مطلع 1996م بعدها كتبت مجموعة من النصوص وأنا الآن في سبيل إصدار مجموعة سابقة على 2006م ولاحقة عليها وتضم عشرين نصاٍ في داخلها هذه النصوص الجديدة والتي حاولت من خلالها ان أجد لغة للمقاربة بين الإنسان وهذا الواقع الذي يعاني الحروب والتدمير والجفاف والتصحر رؤية للكون بما أنه بيت للإنسان فيجب عليه الحفاظ عليه وعلى جيرانه من شجر و حجر وطيور وإلخ.

 

> أليس ظلماٍ من الشاعر علوان الجيلاني أن ينكر شاعريته لمجرد انقطاعه عن الكتابة لفترة¿

 

>> أنا لم أنكرها بالعكس أنا اعتز بها جداٍ ولكني أتحدث عن واقع .. تمر على الشاعر فترة يحس انه لم يعد شاعراٍ ولا يستطيع الكتابة هذه حقيقة للشعر لغة مميزة ليست كلغة الدراسات والكتابات والبحوث ولا هو اشتغال طويل الأمد كالرواية هناك قصدية في كتابة الشعر لا تخلو من الموهبة والوحي والإلهام ولا نستطيع أن ننكر هذا .

 

> أقصد أن هناك الكثير من الشعراء انقطعوا عن كتابة الشعر لعدة سنوات ومع ذلك لم ييأسوا من شاعريتهم او ينكروها.

 

>> أنا لم أنكرها . فقط كنت غاضباٍ من الشعر الذي اعتبره الصديق الوفي ولكنه غاب عني في لحظات الألم وكنت في حاجته ليشد من أزري وخصوصاٍ في محنة وفاة أخي والذي انتظرت من الشعر ان يأتي  ليواسيني لكنه لم يفعل وتخلف عن الحضور المرتقب وقد قلت في ذلك قصيدة:ـ

 

»منذ سنتين

 

نسي الشعر أن يعزيني

 

في أعز أحبابي

 

لم يحاول مسح غبار الموت

 

عن روحي

 

لم يحاول الاعتذار

 

عن عدم الحضور بأي عذر تافه

 

قلت لنفسي لعله لم يعرف

 

ولكنه كان يعرف

 

لم أبك على أخي بمقدار

 

ما بكيت لغياب الشعر عن مأتمه«.

 

> رغم أني أكره قصيدة المناسبات إلا ان هذه المناسبة كانت الأكثر وجودية وجوهرية وحقيقية في نفسي¿

 

> اللغة متعددة الأبعاد والتي تستخدمها في الكثير من نصوصك هل هذه اللغة هي هبة من التصوف لكل دارسي التصوف والمهتمين به ¿

 

>> لا . هذه اللغة لم تكتب لدارسي التصوف والمهتمين به هي لغه للقارئ وهي أولاٍ لغة كتبت للتعبير عني وأنا لست مهتماٍ بالتصوف ولكني نتاج التصوف فقد ولدت ونشأت في بيئة صوفية يعيش التصوف في كل ذرات دمي هو أيضاٍ جزء من اهتماماتي القوية في الدراسات والبحث وهو جزء من هويتي وتكويني وبالتالي فالتصوف يمثل لي ملاذاٍ ويمثل استراتيجية في التفكير وفي الفهم وفي محاولة مقاربة الآخر فالتصوف أعطاني الكثير وأحاول أن أعطيه شيئاٍ يسيراٍ مما أعطاني .

 

> تقول أنك وجدت في بيئة صوفية وهناك فرق كبير بين أن تجد نفسك في بيئة معينة تفرض عليك نفسية وتفكيراٍ معيناٍ وبين أن تسعى بنفسك إلى التصوف لإحساسك بالاحتياج إليه

 

>> رغم أني وجدت نفسي  في بيئة صوفية إلا ان التصوف بالنسبة لي احتياج دائم والمعنى الكامن في قلب القلب والفضاء المطلق والذي مكنني من الكتابة في آفاق أكثر اتساعاٍ ورحابة ولاحظي ان التصوف يستعصي على التعريف والفهم والتأطير والتحديد وهو عالم واسع يستطيع المرء ان يحلق من خلاله لذلك فالتصوف منحني هذه الحرية في المقاربة والفهم الواسع لكل ما يحيط بي .

 

> هل تأثرك بالصوفية كان الدافع وراء تسمية أحد أبنائك باسم أحد أعلام الصوفية في اليمن وهو أحمد علوان ¿

 

>> ابن علوان درس في منطقتي دير عطاء عند الشيخ الكبير أبو الغيث بن جميل أهم وأعظم شيوخ الصوفية في اليمن على الإطلاق عبر التاريخ والشيخ ابوالغيث بن جميل والذي سيصدر كتابه قريباٍ بعد أن اشتغلت عليه لسنوات ويمثل تجربة غير عادية في التصوف ابو الغيث بن جميل وابن علوان و أي شيخ من شيوخ التصوف يسكن الوجدان والدي اسمه احمد علوان وأنا أحمد بن علوان وولدي اسمه أحمد علوان فكل فرد في عائلتي اسمه أحمد او علوان فاسمه مركب من أحمد علوان ثم بعد ذلك تركز العائلة على أحد منهما أما أحمد او علوان والدي هناك من يسميه أحمد والبعض يسميه علوان أما أنا فقد استقروا منذ البداية على علوان.

 

> سبق ان قرأت في حوار لك قولك أننا مصابون بعقدة الآخر فنحن لا نهتم بأدبنا كما ينبغي ولا نقرأ لأدبائنا كما ينبغي ما سر هذا القول¿

 

>> أنا لم اقصد القراءة في حد ذاتها أنا اقرأ للآخر بشكل كبير جداٍ أنما اقصد اننا نعطي الآخر حقه من الأهمية والقيمة والدراسة والتأمل والتفكير في ما قال ونعتني ونحتفي بتلك المفردات الواردة في تلك النصوص على العكس المنتج اليمني ننقص من قدره وشأنه ولا نهتم له كثيراٍ هذه ظاهرة موجوده في تراثنا وتاريخنا اشتكى  منها الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب واشتكى منها الشرجي صاحب  كتاب طبقة الخواص واشتكى منها الاكوع واشتكى منها الشوكاني قبله حياتنا إنكار لذاتنا وعلمائنا ومبدعينا في أي ناحية من الابداع فنحن لسنا كالمصريين ولا الشاميين ولا العراقيين ولسنا كالاوربيين نحن أكثر منطقة تنكر إبداعها وحقها واستطيع ان استشهد بما حدث في عام 2004م حين زار اليمن العديد من الشعراء العرب الذين اندهشوا بما عندنا بداية بعناوين الدواوين وانتهاءٍ بالنصوص التي فرضت حضورها عليهم وكنا ننظر إلى إنتاجهم على انه انضج واعمق فوجدناهم يعجبون بما لدينا من كنز نحن لا نروج لأنفسنا اعلامياٍ لا الترويج الشخصي ولا المؤسسي ولا نهتم بمبدعينا تذكرين قضية البردوني الذي لم يتم الحسم بما يتعلق بإبداعه حتى الآن لم يتم واختيار أحد الشوارع باسمه حتى الآن لم يتم تحويل بيته إلى متحف حتى الآن وما يتعلق بكتاباته التي لم تنشر حتى الآن لذلك فنحن ننكر ذاتنا بشكل كبير ولا أقصد النكران الايجابي ولكن النكران السلبي .

 

> أذكر أيضاٍ أنه لم يتم انصاف البردوني وإبداعه إلا بعد مهرجان الموصل 72م حين أدهش شعراء الوطن العربي بقصيدة ابو تمام والتي ألهبت المهرجان بعاصفة من التصفيق.

 

>> نعم كان مهرجان الموصل سبباٍ في إنصاف ذاته المبدعة وسبب في انطلاقه إلى العالم وليس كل المبدعين يستطيعون ذلك وهذا ما يجب ان تعوضه المؤسسات الثقافية في كل بلد من بلدان العالم فهناك من المبدعين من يمتلكون كاريزما وحضوراٍ وعلاقات لدى الآخرين  وهناك من لا يملكون تلك الكاريزما لذلك على المؤسسات ان تعمل على إظهار إبداع هولاء وتوصل صوتهم وإبداعهم إلى الناس .

 

> نحن لا نسلم صك الاعتراف بموهبة المبدع اليمني إلا إذا اعترف بها الآخر عندها نسلم بموهبته وإبداعه¿.

 

>> هذا حقيقي يحدث كثيراٍ ويتكرر دائماٍ

 

> ما تزال قصيدة النثر تثير الكثير من الجدل فهناك من يسميها بالقصيدة اللقيطة وهناك من يسميها بالقصيدة الخرساء كأحمد عبد المعطي حجازي .

 

>> رأي حجازي على قصيدة النثر ليس حجة هو تتحكم في أطروحاته وأفكاره ملابسات عاشها في مصر هو يشتبك منذ 1998م مع مجموعة كبيرة من المبدعين لجيلين الجيل الأول الذي تلى تجربة حجازي الشعرية وقد اسماهم بالحرافيش أو الشعراء الصعاليك وقامت ضجة كبرى ومعارك نقدية كبيرة في مصر بسبب ذلك وشهدت تلك المعارك صفحات اخبار الادب وفي 2008ـ 2009م وتكررت المعارك من خلال كتابه الصادر عن دبي وأعتبر معاركه لا طائل من ورائها لأن قصيدة النثر أصبحت جزءاٍ أساسياٍ من المشهد الثقافي والإبداعي العربي ولا سبيل إلى إنكارها فلماذا ننكر فنا أبدع من خلاله كثيرون وصار جزءاٍ من وجداننا وحياتنا الحياة بمفهومها الواسع تستوعب الكثير من أشكال الإبداع فلماذا نقف موقفا عدائيا إزاء شكل معين من اشكال الابداع .

 

> ألم تفتح قصيدة النثر الباب على مصراعيه لكثير من الثرثارين الذين يكتبون اشياء لا علاقة لها بالشعر ¿

 

>> يا سيدتي افتحي ديوان الشعر العربي ستجدين العديد من القصائد العمودية التي لا تقبلينها هي مجرد ثرثرة وكلام لا لزوم له وهناك المنظومات التي لا حصر لها في قصيدة التفعيلة ستجدين مئات القصائد التي كتبها اصحابها استجابة لمرحلة معينة وخصوصاٍ الواقعة بين الاربعينيات والسبعينيات  شعر سياسي ومناشيري كله هراء ولا جدوى وراءه هناك أيضاٍ قصائد تمتلك صورا شعرية جميلة في قصائد العمود والتفعيلة وقصيدة النثر ايضاٍ, فكل  شكل يحوي الجودة والتوسط والرداءة.

 

> فما هو الثابت والمتحول في القصيدة ¿

 

>> الثابت في القصيدة الجودة والمتحول الأشكال .

 

> ما مقاييس الجودة في وجهة نظرك ¿

 

>> أن تجدي نفسك أمام نص غير عادي في لغته وفي صوره وفي التعبير الإنساني الذي يحمله ويمتلك صيرورة تتخطى الحواجز الآنية والمكانية وتملك حضوراٍ لدى القارئ بأن هذا النص غير عادي .

 

> من أول شخص تفكر به لتقرأ له قصيدة جديدة كتبتها¿ 

 

>> يتوقف حسب الحال كنت في ما مضى أفكر في أخي ابراهيم رحمه الله لأنه قارئ جيد ويمتلك ذائقة أدبية ممتازة ثم إخواني مهدي أو محمد أو يوسف أو محمود بعدها صرت أفكر في أصدقاء آخرين وقراء أيضاٍ..

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share