Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

النزعة الصوفية في رواية "الطريق"

تعتبر هذه الرواية من أروع ما كتب نجيب محفوظ الذي برع في تصوير المنولوج الداخلي للإنسان .

تبدأ الرواية بوفاة أم صابر ” العالمة” والتي أنشأته على الإتكالية والتدليل في جو البلطجة ويمثل موت الأم موت الماضي الذي سار على نسق معين في حياة البطل ولكن قبل وفاة الأم تخبره بحقيقة كانت  غائبة عنه وهي أن والده لا يزال حياٍ وأنها من فرت منه مع رجل آخر وأخرجت له صورة قديمة لوالده سيد الرحيمي وطلبت منه أن يبحث عنه لأنه من الوجهاء ولا يمكن أن يعيش حياة كريمة إلا إذا وجده وعاش في ظله وعند هذه النقطة يعتقد القارئ بنهاية الماضي الموبوء والترف الذي اقترن بتجارة المخدرات وأن البطل بصدد حياة جديدة بدايتها البحث عن الأب المفقود ” الحقيقة المطلقة “سيد سيد الرحيمي واختيار نجيب محفوظ لهذا الاسم  ليس محض اعتباط فسيد هنا يعني الرب والرحيمي مشتق من الرحيم يبحث صابر عن ـ سيد ـ وهنا بداية الطريق لحياة يأمل صابر أن تتغير بعيداٍ عن جو العوالم و التجارة المشبوهة لكن تحول العوائق دون مواصلة السير حيث يلتقي صابر بكريمة زوجة صاحب البنسيون الذي يسكن فيه فتغرر به وتدخل معه في علاقة آثمة ثم تحرضه على قتل زوجها والاستيلاء على أملاكه فيقع صابر مرة أخرى فريسة للحياة السهلة التي كفلتها له أمه فيدفع بنفسه إلى طريق غير الطريق المقصود ـ الجريمة ـ وينحرف عن طريقه إلى سيد سيد الرحيمي هذا الطريق المحفوف بالعوائق والمجهول والذي يحتاج إلى الصبر وهذه الصفة هي أول متطلبات الرياضة الروحية والتي ستوصله إلى غايته في البحث عن الحقيقة المطلقة ويظهر القطب الآخر في هذا الصراع والمتمثل في شخصية إلهام وما تحمله هذه الشخصية من وضوح وشفافية والذي لم يستطع صابر رغم إعجابه بها و راحته في التحدث إليها أن يجاريها في صدقها ووضوح أهدافها بعكس علاقته بكريمة التي تتصف بالوضوح لأن الاثنين من نفس البيئة ومن معدن واحد لذلك سهل على كل منهما فهم الآخر ويفشل البطل في إيجاد طريقه الذي لم يكن لديه القدرة على مواجه صعابه ومن هنا يصل بنا المؤلف إلى صعوبة وصول المريد والسالك طالما لم يمتلك القدرة على مجاهدة النفس والصبر على صعوبات الطريق..

إيمان عبد الوهاب حْميد

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share