Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

فلسطين التي نحب .. ونكباتنا المتلاحقة!

ابن النيل

منذ كانت النكبة الأولى .. و»الصراع العربي الصهيوني« عنوان ملازم لقضية اغتصاب فلسطين التي نحب بعد ما أعطى من لا يملك وعداٍ لمن لا يستحق في أرض جرى تشريد أهلها دون وجه حق.

 غير أنه .. وفي زمن مابعد انحسار المد القومي التحرري ولأمر في نفس يعقوب كما يقولون جرى استبدال العنوان المتعارف عليه منذ عشرات السنين .. في هذا الشأن وفي غفلة من جميعنا وفقاٍ لطبيعة كل مرحلة على حدة وبعناوين أخرى هزيلة جرى استحداثها خصيصاٍ .. كذلك بهدف الالتفاف على الحق والحقيقة من وراء ظهورنا باعتبارها أبعد مايكون عن جوهر هذا الصراع التاريخي مع مغتصبي حقوق أهلنا في الوطن المحتل.

وتدريجياٍ .. بلغت الأمور حد اختصار صراع تاريخي كهذا بين أمة بكاملها .. بكل ماتمثله من حضارة إنسانية عريقة وبين كيان عنصري مصطنع.. أقيم في خاصرة جسدها الجغرافي الممتد من خليجها وحتى المحيط كركيزة عدوانية توسعية متقدمة في هذه المنطقة الهامة من العالم لتلك القوى الاستعمارية المعادية لإرادة الشعوب عبر تسميته بالصراع »الفلسطيني الإسرائيلي« أو » الإسرائيلي الفلسطيني« كما يحلو للبعض من أنصار الباطل أينما كانوا وكأنما قد تنصل العرب- حكاماٍ ومحكومين – من مجمل ماتفرضه عليهم ضرورات الواجب الوطني والقومي في آن معاٍ إزاء قضية مصيرية عليا.. طال أمد تسميتها بالقضية المركزية لجميعهم..

وعلى ضوء تسليمنا بالعجز في مواجهة أعدائنا وأعداء أمتنا.. كان لابد من أن تتوالى علينا النكبات المماثلة بل والأكثر إيلاماٍ من نكبة اغتصاب فلسطين ذاتها..

وعلى هامش مهزلة المفاوضات الماراثونية العقيمة مع الجانب الصهيوني بمستوييها العربي والفلسطيني بكل ما ترافق معها من تنازلات مجانية مصاحبة على حساب المغتصبة حقوقهم ودونما تفويض من أحد وبغض النظر عن مواقفنا المبدئية الثابتة من كل ما جرى إبرامه بين الجانبين من اتفاقات غير ملزمة لسواهما في هذا الصدد فقد جرى إشهار يهودية كيان العدو ومن ثم مطالبة أولي الأمر فينا بقبولهم مهانة إقرارها كشرط لاستئناف مفاوضاتهم إياها بكل ما يعنيه ذلك من إسقاط صريح لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم..

وفوق كل هذا وذاك .. فقد استحدث بنو صهيون في الآونة الأخيرة تشريعاٍ ملزماٍ يقضي بعدم السماح لقادتهم بحسم مصير القدس أو الضفة الغربية أو مرتفعات الجولان دونما العودة إلى بني قومهم وإجراء استفتاء شعبي بهذا الخصوص.. بحيث لا تقل نسبة الموافقة بموجبه عن ثمانين في المائة..

وبمجرد إبداء دول الاتحاد الأوروبي رغبتها الجماعية المعلنة في أن تكون القدس مستقبلاٍ عاصمة لدولتين وذلك في سياق سعيها السياسي لإنجاح المقترح الأميركي المسبق للحل.. في الاتجاه ذاته فقد سارع كبار المسؤولين الصهاينة من جانبهم على الفور ودونما تردد بالإعراب عن استيائهم المطلق من مثل هذا الأمر..

ولا نعرف على وجه التحديد.. ما الذي يرتجيه مفاوضونا الأشاوس بعد هذا كله من عدو يمعن مفاوضوه في إذلالهم إلى هذا الحد ودونما خجل أو حياء¿!..

 

ibnuneel@yahoo.com

Share

التصنيفات: منوعــات

Share