Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

اليمن أكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية

تحقيق: أحمد المالكي 

 

  

نهاية الاسبوع الجاري يختتم المؤتمر العالمي للمناخ الذي تحتضنه العاصمة الدنماركية كوبنهاجن حيث تجرى المداولات في جو يسوده جدل واسع ومتصاعد طوال ٢١ يوماٍ هي مدة انعقاد المؤتمر فهناك من يشكك في حقائق التغير المناخي ويدعم ذلك قلق واسع بأن المؤتمر لن يسفر عن أي اتفاق بشأن المناخ من قبل المراقبين وكذلك المشاركين البالغ عددهم ٧١ ألف شخص يمثلون ٢٩١ دولة وينبغي على الوفود المشاركة التوصل إلى اتفاق يضع آلية لتمويل مساعدة الدول الفقيرة الأكثر عرضة للتأثيرات الكارثية المحتملة للتغير المناخي والتي من بينها الجفاف والفيضانات والعواصف الشديدة وارتفاع مستوى مياه البحار حيث يفترض على الدول الصناعية العظمى الالتزام بتقديم المعونات والدعم المادي للدول الفقيرة والأقل نمواٍ والمتأثرة سلباٍ بتغير المناخ والتي منها بلادنا.. 

التحقيق التالي يسلط الضوء أكثر على هذه القضية. 
الجدل الموجود حول أسباب التغيرات المناخية المتسيد أجواء المؤتمر الحالي حول المناخ في كوبنهاجن يعود إلى الانبعاثات الناجمة عن ثاني أكسيد الكربون بسبب الأنشطة البشرية التي يقول الفريق الحكومي الدولي التابع للأمم المتحدة والمعني بتغير المناخ أنها وراء تغير المناخ العالمي بينما فريق المشككين يدعون أن المحيطات يمكن أن تمتص هذا الغاز بسرعة في حال انبعاثه في الوقت الذي يربط بعض علماء الفيزياء الفلكي تغير المناخ بنشاط البقع الشمسية والتغيرات البيئية في الفضاء القريب من الأرض. 
مطالب عاجلة 
تطالب الأمم المتحدة في مؤتمر كوبنهاجن بثلاثين مليار دولار لمكافحة التغير المناخي خلال الثلاث السنوات القادمة من ٠١٠٢م-٢١٠٢م بالاضافة إلى المساعدات في التنمية لتلبية الاحتياجات العاجلة للدول الأكثر عرضة للتأثر بالتغيرات المناخية وصرفها بصورة عاجلة حيث من المقرر  أن تتوصل ٢٩١ دولة يوم غد الخميس إلى اتفاق عالمي لمواجهة التغيرات المناخية يتضمن تمويلاٍ للدول الأكثر عرضة لخطر هذه التغيرات ويأمل المسؤولون في الأمم المتحدة أن لا تماطل الدول المانحة الكبرى في تقديم التمويلات والمعونات لهذه الدول وان لا يسفر المؤتمر عن إعادة تدوير للمساعدات في التنمية أو عن تغليف جديد لوجود المساعدات السابقة في القضاء على الفقر في هذه الدول مشددين على أن هذه الأموال يجب أن تكون حقيقية وكبيرة وفورية وإضافية عن مبلغ المساعدة على التنمية.. 
احتباس حراري 
ويؤكد المسؤولون في الأمم المتحدة أنه من الآن وحتى ٠٣٠٢م سيتطلب الأمر مبالغ كبيرة تصل إلى مئات المليارات لمواجهة آثار التغيرات المناخية ومواكبتها.. 
ويتعين على الوفود المشاركة في المؤتمر صياغة مسودة اتفاق بشأن معالجة انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة التي يحدثها الإنسان والتي تتسبب في احتباس حرارة الشمس في كوكب الأرض مما يؤدي إلى اضطرابات في النظام المناخي العالمي وإيجاد آلية لمساعدة الدول الفقيرة الأكثر عرضة للتأثيرات الكارثية.. المحتملة نتيجة التغيرات المناخية كالجفاف والفيضانات والعواصف الشديدة وارتفاع مستوى مياه البحار الأمر الذي يهدد اقتصادات هذه الدول الصغيرة ويهدد حياة ومعيشة مواطنيها كما يضيف أعباء إضافية لا تستطيع تحملها بالإضافة إلى الأعباء الأخرى التي تواجهها كالفقر والتنمية ونقص الموارد وغيرها. 
تشاؤم 
عدد من المهتمين والمتابعين لوقائع مؤتمر المناخ العالمي هذا يرون أن هذه القمة ليس فيها ما يدعو إلى التفاؤل بعد تقييم النتائج في كل اللقاءات والقمم السابقة التي جرت حول موضوع تغير المناخ حيث لم تظهر تغيرات ملموسة في هذا الاتجاه وخاصة الالتزامات المالية من قبل الدول الصناعية للدول النامية والتي لم يتم الوفاء بها ويرى المهتمون أن المخاطر من التغير المناخي تتزايد بشكل مستمر فهناك أكثر من مليار إنسان في العالم يعانون ندرة مياه الشرب الصحية حالياٍ وأن استمرار التغيرات المناخية سيساهم في زيادة اضطرابات دورات ومعدلات سقوط الأمطار وشح الموارد المائية بينما نقص مياه الري سيؤدي إلى خسائر فادحة في المحاصيل الزراعية خاصة في الدول النامية وبالمقابل فإن زيادة معدلات سقوط الأمطار في أماكن معينة وذوبان الجليد في المحيطين المتجمدين سيؤدي إلى ارتفاع مستوى البحار وسيجعل العديد من المدن الكبيرة في المناطق الساحلية وبعض أجزاء الكرة الأرضية مهددة بكوارث مدمرة.
 كوارث 

لعل الخطر الكارثي المحدق بالإنسانية يتمثل في الزيادة المتصاعدة في نسبة الغاز الكربوني في الجو مما أدى إلى ارتفاع نسبة درجة الحرارة وتدمير طبقة الأوزون وتغيير كافة المناخات وارتفاع مستوى البحار وبالتالي غرق المناطق الساحلية ودلتا الأنهار الآسيوية المكتظة بالسكان وقد لوحظ هذا التطور الخطير والكوارث المرعبة في السنوات القليلة الماضية في شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا وشمال افريقيا حيث غرقت بلدان بالفيضانات وما حدث في المحافظات الجنوبية والشرقية لبلادنا في العام ٨٠٠٢م جزء من هذه التداعيات الكارثية.

كوارث
لعل الخطر الكارثي المحدق بالإنسانية يتمثل في الزيادة المتصاعدة في نسبة الغاز الكربوني في الجو مما أدى إلى ارتفاع نسبة درجة الحرارة وتدمير طبقة الأوزون وتغيير كافة المناخات وارتفاع مستوى البحار وبالتالي غرق المناطق الساحلية ودلتا الأنهار الآسيوية المكتظة بالسكان وقد لوحظ هذا التطور الخطير والكوارث المرعبة في السنوات القليلة الماضية في شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا وشمال افريقيا حيث غرقت بلدان بالفيضانات وما حدث في المحافظات الجنوبية والشرقية لبلادنا في العام ٨٠٠٢م جزء من هذه التداعيات الكارثية.
مثال بسيط على ذلك خبراء البيئة والتنمية الدوليون أشاروا إلى حجم التدمير الكارثي لكوكب الأرض بسبب تفاقم التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية حيث ارتفعت حرارة الأرض إلى ٦ درجات مئوية عما كانت عليه في العهد الذي سبق عصر الثورة الصناعية الذي تسبب في معظم الانبعاثات وأن التأخر في التعامل مع هذه التغيرات يكلف العالم ما لا يقل عن ٠٠٥ مليار دولار سنوياٍ.
التأثيرات على اليمن
اليمن تعتبر من الدول النامية الأكثر تعرضاٍ وتأثراٍ بالتغيرات المناخية واختيرت من ضمن أربع دول نامية ذات أولوية في برنامج المانحين الذي انعقد في بريطانيا في أكتوبر الماضي كما اختيرت ضمن ٩ دول عربية ستنفذ فيها برامج نموذجية للتكيف مع المناخ..
حيث أكد مسؤولون في وزارة المياه والبيئة لـ»الوحدة« أن اليمن ستشهد تأثيرات سلبية جراء التغيرات المناخية سواء في ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها أو سقوط الأمطار وسيتأثر نتيجة لذلك أهم القطاعات المتمثلة في الزراعة والسواحل والمياه لارتباطها بمواسم المناخ مشيرين إلى أن اليمن حصلت على وعود من البنك الدولي بتقديم ٥٣ مليون دولار لدعم المشاريع ذات الأولوية المرتبطة بالتغيرات المناخية في اليمن وخاصة الزراعة والمياه والسواحل ستقدم خلال السنوات القادمة كمنح وقروض عاجلة وطويلة الاجل.
وأضاف المعنيون في وزارة المياه أن هناك نوعاٍ من الالتزام الدولي لدعم اليمن في هذا الإطار وخاصة في التخفيف من الكوارث التي حدثت أو قد تحدث بسبب التغيرات المناخية مستقبلاٍ.
ودعوا إلى ضرورة الاستعداد لمواجهة هذه التغيرات واعداد الخطط الوطنية في مختلف المجالات الاقتصادية والزراعية والاجتماعية حتى لا تفاجأ بكوارث طبيعية لا يحمد عقباها.
أوبئة
المسؤولون في وزارة الزراعة يؤكدون كذلك أن التغيرات المناخية التي حدثت في الآونة الأخيرة أدت إلى ظهور آفات وأمراض جديدة على الأشجار والمحاصيل الزراعية كظهور الأمراض المعدية في أشجار اللوزيات والعنب مثل البياض الدقيقي والمن الأسود وغيرها من الأمراض التي بدأت تتفشى بسبب تغير أنماط المناخ في بلادنا الأمر الذي يؤثر على مستوى الإنتاج من المحاصيل ويضيف أعباء إضافية على الحكومة في عمليات المكافحة..
Share

التصنيفات: تحقيقات

Share