Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الشعوبية قادمة من جديد

‬ليس من الغريب أن تفتك الصهيونية بالفلسطينيين و بالهوية والتاريخ العربي‮ ‬فنصرف أنظارنا عن كل هذا و نتشاغل‮  ‬بما جرى في‮ ‬التحكيم‮ ‬وما جرى في‮ ‬سقيفة بني‮ ‬ساعدة‮ ‬الغلو في‮ ‬التشيع للمذاهب جعل المسلمين‮ ‬يعاونون أعداءهم عليهم‮ ‬كل صاحب مذهب‮ ‬ينظر للمذهب الآخر على أنه الضلال بذاته‮ ‬ونسي‮ ‬هؤلاء‮ ‬أخلاق‮  ‬من اجتهدوا في‮ ‬وضع هذه المذاهب‮ ‬فعلى سبيل المثال موقف مالك بن انس حين زار العراق فسلك مذهب ابوحنيفة النعمان احتراماٍ‮ ‬له ولأهل العراق وهو صاحب الموطأ والمذهب المالكي‮ ‬وهو أكبر علماء المدينة والمسجد النبوي‮ ‬فنظر إلى أي‮ ‬درجة من التسامح وصل إليها الائمة الأربعة‮.‬
ليس‮ ‬غريباٍ‮ ‬ان تهود القدس مسرى الرسول الكريم ونحن منشغلون ترى هل نضم أم نسربل في‮ ‬الصلاة‮!! ‬فهناك عملية مقصودة في‮ ‬تكوين وعي‮ ‬زائف‮ ‬غير قادر على استيعاب ما‮ ‬يحدث من انتهاكات في‮ ‬فلسطين‮ ‬وعندما نسأل أنفسنا عن دور المثقف العربي‮ ‬إزاء ما‮ ‬يحدث‮ ‬يجد المثقف العربي‮ ‬نفسه في‮ ‬ارض كثرت فيها البراكين‮  ‬فالتطرف أول هذه النيران المندلعة‮..‬
تطرف في‮ ‬التدين فهناك من‮ ‬يريد أن‮ ‬يخنقنا باسم الدين وهناك تطرف في‮ ‬الرد على التطرف في‮ ‬التدين بالدعوة إلى العبثية ولا منهج ولا قيم‮ !!‬‮ ‬هناك تطرف في‮ ‬التمسك بالموروث الثقافي‮ ‬على أساس ليس في‮ ‬الإمكان أبدع مما كان والدعوة إلى وثنية أو صنمية جديدة‮  ‬تتناسب مع روح العصر‮ ‬ويْرد على ذلك‮  ‬بالتطرف في‮ ‬نبذ هذا الموروث وقطع الصلة بالماضي‮ ‬جملة وتفصيلاٍ‮ !! ‬لنصبح بلا هوية تميزنا عن سوانا وإمعة للأجنبي‮ ‬او الرجل الأبيض سبب بلاء شعب المايا‮ ‬هناك تطرف في‮ ‬كراهية التفاوت الطبقي‮  ‬بتطرف آخر وهو عدم احترام الملكية الفردية مما قتل روح التميز في‮ ‬أصحاب المواهب الخلاقة‮ ‬هناك تطرف في‮ ‬التشيع للإمام علي‮ ‬كرم الله وجهه أدى ببعض الجهلاء من الناس أن‮ ‬يسيء إلى الصحابة رضوان الله عليهم وإلى أم المؤمنين عائشة رضي‮ ‬الله عنها‮ ‬إلى تطرف في‮ ‬الرد على هؤلاء رداٍ‮  ‬بعيداٍ‮ ‬عن الرد العقلاني‮ ‬الذي‮ ‬يتسم بالرد الجميل كما‮ ‬يقول الدكتور محمد عمارة‮ ‬فيلجأ البعض إلى التجريح والألفاظ النابية‮ ‬التي‮ ‬ليست من سماحة الإسلام في‮ ‬شيءمما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى التباغض واتساع الهوة بين العرب فهنيئاٍ‮ ‬للمستفيد‮.. ‬هناك تطرف في‮ ‬الغيرة على الدين أدت إلى جعل التكفير تهمة توزع بالمجان لكل من‮ ‬يختلف معنا‮ ‬وربما ليست‮ ‬غيرة على الدين بقدر ما هي‮ ‬مصالح سياسية‮ ‬فالسياسة هي‮ ‬من قتلت الحلاج وليس قوله‮ “‬أنا الحق‮”!!‬
إن ما‮ ‬يحدث في‮ ‬الأرض العربية ليس بمحض الصدفةهنالك من هو مستفيد من اشتعال نيران التطرف التي‮ ‬تأكل الأخضر واليابس في‮ ‬العراق والسودان واليمن ولبنان وفلسطين‮.. ‬والباقية تأتي‮ ‬هناك من لا‮ ‬يزال حاقداٍ‮ ‬على العروبة محتقراٍ‮ ‬لها فكيف لهولاء الرعاع‮ !!‬رعاة الإبل ان‮ ‬يمتد نفوذهم إلى كل بقعة في‮ ‬الأرض واذكر عبارة قالها هارون الرشيد تبين ذلك النفوذ‮ ‬حين رأى سحابة في‮ ‬السماء فقال‮ ” ‬أمطري‮ ‬حيث شئت‮ ‬فإن خراجك آت إلي‮ ” ‬لذلك لا‮ ‬غربة أن نجد من الفرس من‮ ‬يمجد الحضارة الفارسية ويسخر من العرب كأبي‮ ‬القاسم الفردوسي‮ ‬الذي‮ ‬كتب ملحمته‮ “‬الشاهنامة‮” ‬االتي‮ ‬وصف العرب فيها بأنهم رعاة إبل‮ ‬وأبعد ما‮ ‬يكونون عن المدنية وأن الفرس هم أصحاب التاريخ والحضارة العظيمة وتعجب لحال الزمن الذي‮ ‬جعل من هؤلاء ـ العرب ـ أسيادا على الفرس‮ ‬أن بداية الشعوبية و الحقد على العرب كان مقتل عمر بن الخطاب ثاني‮ ‬الخلفاء الراشدين على‮ ‬يد أبي‮ ‬لؤلؤة المجوسي‮ ‬انتقاماٍ‮ ‬للدولة الساسانية التي‮ ‬قـْهرت في‮ ‬عهده
ولدي‮ ‬سؤال عندما تأججت الفتنة الشعوبية كان لدى العرب ما‮ ‬يْحسدون عليه‮ ‬مثل القوة وازدهار اللغة العربية وآدابها مما جعل الأقباط في‮ ‬المغرب والأندلس‮ ‬يكيدون لنا بإشعال الفتنة الشعوبية‮ ‬وبذر الشقاق بين المسلمين العرب والفرس والتي‮ ‬ذهب ضحاياها العديد ممن اتهم بالزندقة كبشار بن برد وابو نواس وعبدالله ابن المقفع والكثير ممن ترجع أصوله إلى فارس‮.. ‬أما الآن فلم‮ ‬يعد لدينا ما نحسد عليه‮ !!‬فلماذا لا نزال هدفاٍ‮ ‬للنفوس الحاقدة على العروبة‮ ‬والتي‮ ‬لم تجد‮ ‬غير آل بيت النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم كوسيلة لإشعال‮  ‬نيران الطائفية في‮  ‬كل بلد عربي‮.. ‬أليس الضرب في‮ ‬الميت حراماٍ‮ ‬كما‮ ‬يقال¿‮!..

إيمان عبد الوهاب حْميد
Share

التصنيفات: ثقافــة

Share