Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

قصة قصيرة‮:‬ذراع واحدة

عمار القاضي
‬الظلام‮ ‬يدنو من بعيد رويداٍ‮ ‬رويداٍ‮ ‬الشمس تغادر القرية تاركة ذكريات أليمة لا تنسىالقرية‮ ‬يكتنفها الحزن‮ ‬ودعت اليوم احد أبنائها مات شهيداٍ‮ ‬والأخر‮ ‬يستعد للرحيل فقد تم استدعاؤه من الجيش‮ ‬كل رجال القرية في‮ ‬بيته‮ ‬يودعونه ويتمنون النصر للجيش ضد عصابة التفرقة والتمزيق المتمردة على الدولة‮ ‬حل الظلام‮ ‬غادر الجميع ولم‮ ‬يبق احد في‮ ‬المنـزل‮ ‬دخلت عليه زوجته وهو‮ ‬يلملم حاجياته ويشدوا بأناشيد وأغانٍ‮ ‬وطنية وحماسية والسرور والفرحة على وجهه والى جواره بندقيته‮ ‬التفت إليها‮ ‬دموعها تسيل على وجنتيها المصبوغة بالحمرة‮ ‬حاورته بصوت مجهش ومتقطع‮:‬
‮- ‬آلا تزال مصصما على الرحيل إلى ارض المعركة¿
‮- ‬نعم‮. ‬
‮- ‬وتتركني‮ ‬أنا‮!!! ‬وأولادك والقرية والبيت و‮……‬و‮……‬
‮- ‬نعم ولكني‮ ‬أعدك أني‮ ‬سأعودْ‮ ‬منتصراٍ‮ ‬بإذن الله تعالى‮. ‬
‮- ‬الستْ‮ ‬غاليةٍ‮ ‬عليك ¿ خذ كل ما املك وابق معنا‮!!‬
‮- ‬أنت‮ ‬غالية علي‮ ‬ولكن‮…..‬
‮- ‬ولكن ماذا ¿¿
‮- ‬ولكن الوطن أغلى منك‮ ‬ومن أولادي‮ ‬ومن القرية‮.‬
‮- ‬الوطن‮ ‬الوطن‮. ‬ماذا قدم لك الوطن¿
‮- ‬قدم لي‮ ‬الكثير الحب‮ ‬الخير‮ ‬العزة‮ ‬الكرامة‮ ‬الكبرياء‮.‬
‮- ‬إذاٍ‮ ‬أنت لا تزال على عنادك‮ ‬أنا خائفة عليك‮!! ‬لا أريد أن أصبح أرملة‮.‬
‮- ‬ياعزيزتي‮ ‬لو كل شخص تخلى عن وطنه بهذه السهوله لضاع الوطن على الأبناء‮.‬
استمر الحوار حتى بزغ‮ ‬الفجر ودوى في‮ ‬الأرجاء صوت المؤذن‮: ‬
‮- ‬حي‮ ‬على الجهاد‮.‬
‮- ‬حي‮ ‬على الجهاد‮.‬
حمل أمتعته في‮ ‬كتفه وبندقيته في‮ ‬يده واستقل سيارته العسكرية وتحرك وزوجته تلوح له بيدها ودموعها تتساقط على الأرض‮ ‬وهي‮ ‬تعتقد أنها لن تراه ثانية‮.‬
بعد شهرين‮………..‬
وقفت سيارته العسكرية أمام المنــزل‮ ‬فنـزل منها شامخاٍ‮ ‬منتصراٍ‮ ‬بذراع واحده‮ ‬فوجدها تنتظره ودموعها لم تجف و لا تزال تتساقط مبللة الأرض لكنهما كانا سعيدين‮..

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share