Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

الحادثة التي يجب أن توقظ الجميع

نائف علي رحمة

> لا ريب أن واقعة السبت الماضي الإجرامية والاستثنائية وغير المسبوقة وأقل ما يمكن أن يقال عنها أن فيها من القبح ما يفوق قبح الشيطان وبشاعته إلى الحد الذي أجزم معه أنه ما كان يخطر لأي من أبناء صعدة إمكانية حدوثها.. أو حتى مجرد التفكير فيها.

لقد حدث غيرها بلا شك.. والجريمة مهما كانت حدتها منكورة ومرفوضة وممقوتة صغرت أم كبرت غير أن هذه كبرت وفاقت في درجتها كل جريمة وزادت في كارثيتها عن كل هاوية وتجاوزت في إرهابها كل عملية قتل وغدر وظلم وترويع وخيانة وخسة ونذالة.. فلا حاضر المحافظة ولا تاريخها.. بما ينطوي عليه من مثل وقيم وأعراف دينية وقبلية ومدنية.. يقبلان أن ينتسب إليهما من هو متورط فيها ولا البقية من أبناء صعدة أمكنهم التصديق بأن في المحافظة بشرا من لحم ودم بلغت بهم الحقارة حد ارتكاب مثل هذه الجريمة الوحشية.

إن لفرط وحشية حادثة اختطاف التسعة الأجانب وقتل ثلاث نساء منهم هذه الجريمة الإرهابية القذرة لها من البشاعة ما يلجم عن مجرد تذكرها.. ولم تزل الأنفس من هولها في اضطراب ورعب وذهول.. وعل في آثارها ما قد تسفر قراءته عن تحديد بعض ملامح المستقبل القريب على الأقل.. لقد كان لهذه الجريمة النكراء والعملية الإرهابية المدانة وقع الصدمة

الكبرى على الجميع.. اللهم إلا لدى الذين أحدثوها ذلك أن نوعيتها الموغلة في الهمجية والوحشية تشير إلى إمكانية أن يجعلها الإرهابيون بداية لسلسلة عمليات من نوعها أو قد تفوقها حدة وضراوة.. تستهدف الأمن والاستقرار في المحافظة فضلاٍ عن حياة أبنائها والوافدين.

إنها خطوة إلى الشر المستطير والجريمة المنظمة التي ما كان يمكن لأحد أن يتصور إمكانية حدوثها أو أن يقدم على ارتكابها إنسان يتنفس هواء هذا الوطن ويستظل بسمائه.. فكيف وهي في صعدة ومنها وعليها ثم اليمن من بعدها كجزء فيه وواحدة من مكوناته¿!

ومن هنا فلا بد أن يدرك أبناء صعدة.. بوصفهم الواقعين على مقربة من هذا الجحيم أنه لا داعي إلى الاكتواء بنارها.. ان مسؤوليتهم في إخماد ما قد يشتعل من حرائق وضمان عدم اتقادها في المستقبل تفوق مسؤولية غيرهم مراتب ودرجات.. وما لم يكن أبناؤها هم الأحرص عليها فإن جهود غيرهم.. مهما كانت عظيمة ومستمرة لن تؤتي من ثمارها إلا القليل.
ينبغي أن تضع حادثة قتل الأجانب جميع أبناء صعدة مسؤولين ومشايخ وعلماء ومثقفين ووجهاء وأعيان أمام مسؤولياتهم التي تحتم عليهم التعاطي مع كل ما من شأنه مواجهة هذه الظاهرة التي يزداد عنفوانها يوماٍ بعد آخر وكذلك تجفيف منابعها وجذورها.. وما لم يحصل ذلك فإن في التركيبة الاجتماعية خللاٍ ينبغي الاعتراف به كأول الطرق لمعالجته.. إذ كفى بها صدمة تستوجب إيقاظ الجميع.. خاصة وهي بهذا الدوي الهائل والجريمة الشنعاء..

Share

التصنيفات: الصفحة الأخيرة

Share