Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام لـ "الوحدة" تطهــير أكثر مـن 750 مليــون متر مربـع مـن أصـــل 923 مليــــوناٍ

 أكد الاخ منصور محمد العزي مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام أن اليمن لا يزال يعاني كثيراٍ من آثار الألغام ومخاطرها على المواطنين والارض الزراعية والمراعي ومنع ايصال الخدمات إلى كثير من المناطق التي تؤكد المعلومات أن الألغام فيها منتشرة لأنها كانت مسرحاٍ للحروب والنزاعات الداخلية خلال الفترة الممتدة بين 1962 و 1994م.

 

واشار العزي في هذا الحوار الذي اجرته معه »الوحدة« إلى أنه تم حتى الان تطهير أكثر من ٠٥٧ مليون متر مربع من الألغام المزروعة في بلادنا في مساحة تفوق ٣٢٩ مليون متر مربع.

 

وان العمل يجري حالــياٍ في تسع محافظات ومن المــقرر ان يعلن البرنامج خلال الفترة القادمة عن بعــــض المحافظات كمناطق خالية من الألغام فيما تم الإعلان في وقت سابق عن محافظـــتي عدن والحديدة أنهما خاليتان مناطـــق خالية من الألغام.. وتطرق إلى جملة من القــــضايا والصــــعوبات والأنشــــطة التي ينفـــذها البرنامج بدعم من الحكـــومة  والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.. فإلى التفاصيل ..

 

حاوره/ عبدالله القاضي

 

> بداية نود أن تعطونا فكرة عن البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام وظروف إنشائه¿

 

>> في الواقع لقد جاء إنشاء البرنامج بتوجيهات من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وصدر بانشائه قرار مجلس الوزراء رقم ٧٤ لعام ٩٩٩١م وذلك عقب حرب ٤٩٩١م وانتشار الألغام في المحافظات الجنوبية والشرقية وتعرض المواطنين للإصابة بالألغام.. حيث وجه رئيس الجمهورية بإنشاء البرنامج وبدأ البرنامج عمله ولم يكن لدى البرنامج أي معلومات عن حقول الألغام ومناطق انتشارها ولا يمتلك أي خرائط عن أماكن تواجدها ولهذا قام البرنامج باجراء أول مسح شـــــامل للألغام في الجـــمهورية خلال الفترة ٩٩-٠٠٠٢م وŽأســـفر عن تحديد أكثر من ٤٩٥ منطقة متأثرة بالألغام بمســـاحة إجــــمالية تصل الى ٣٢٩ مليـــون متر مربع موزعـــة على جميع محافظات الجمهورية ما عدا محافظة المحويت..

 

 

أضرار

 

> ما هي المراحل التي مرت بها زراعـــــة الألغام في اليمــــن وهل شمل البرنامج جميع هذه المراحل¿

 

>> لقد زرعت الألغام في اليمن لأول مرة بعد قيام ثورة ٦٢ سبتمبر خلال الفترة ٢٦٩١م-٧٦٩١م إبان حرب الدفاع عن الثورة ضد الإمامة وأعوانها بالإضافة إلى الحروب الاخرى كحرب التحرر من الاستعمار والحروب في المناطق الوسطى بين عامي ٣٧- ٩٧٩١م وصولاٍ الى حرب صيف ٤٩٩١م.. وفي جميع هذه المراحل زرعت الألغام بطريقة عشوائية وشملت مناطق زراعية ومراع وآبار مياه وخاصة في المناطق الوسطى والجبلية في محافظات إب وتعز والضالع وذمار والبيضاء وتسببت هذه الألغام في حرمان المواطنين من الزراعة والرعي والاحتطاب ومنع وصول الخدمات إلى مناطقهم كشق الطرقات وبناء المدارس والمستشفيات ونحوها خلافاٍ لما تسببت الألغام من قتلى وضحايا وإعاقات في صفوف المواطنين من سكان تلك المناطق.

 

 

ضحايا

 

> كيف تعامـــل البرنــامج مـــع المناطـــــق المصــــابة بالألغـــام¿

 

>> قام البرنامج بتقسيم الـ(٤٩٥) منطقة التي شملها المسح الميداني لاكتشاف الألغام إلى ثلاث فئات شملت الفئة الأولى ٤١ منطقة وهي المناطق التي عرفت بالمناطق عالية التأثير وفيها يتركز أكبر عدد من الضحايا حيث كان وصل عدد الضحايا إلى ٧٢ ضحية في الشهر قبل بدء البرنامج ونقص هذا العدد إلى معدل ضحية واحدة في الشهر بعد البرنامج حتى وصل إلى معدل (٨) ضحايا في السنة بدلاٍ من ٧٢ في الشهر وهذا إنجاز كبير يحسب للبرنامج كما عمل البرنامج على تطهير الـ٤١ منطقة عالية التأثير خلال السنوات الأولى من إنشائه وفي زمن قياسي ثم انتقل للتعامل مع الفئة الثانية من المناطق المصابة بالألغام والتي شملت ٤٨ منطقة مختلفة ثم الانتقال إلى المرحلة الثالثة لتطهير المناطق المتبقية وهي المناطق الأقل تأثراٍ ومنخفضة التأثير بالنسبة للإصابات من الألغام ليصل إجمالي ما تم تطهيره إلى أكثر من ٠٥٧ مليون متر مربع في مختلف أنحاء اليمن.

 

ألغام مختلطة

 

> ما هي أهم الصعوبات التي تواجهونها في أداء عملكم ¿

 

>> قطعنا أشواطاٍ بعيدة في مسح وتطهير مناطق واسعة من الألغام وصلت الى أكثر من ٠٥٧ مليون متر مربع كما ذكرنا آنفاٍ وهذا إنجاز كبير اذا ما قورن بحجم الصعوبات التي يواجهها البرنامج ومنها عدم وجود معلومات وخرائط سابقة عن حقول الألغام ووعورة التضاريس ووجود أنواع غريبة من الالغام لم يسبق ان تعاملت معها الجهات المختصة.

 

وكثرة المعادن والمغناطيس في التربة في أكثر المناطق المزروعة بالالغام حتى اكتشاف الالغام بواسطة الكلاب يصبح عملها محدوداٍ وصعباٍ بالنظر الى صعوبة التضاريس وتسلق الجبال الشاهقة والصخور الحادة والخشنة وكثرة الأعشاب والأشجار الصغيرة والأشواك التي تحد من استخدام الكلاب الكاشفة.. المشكلة الثالثة تتمثل في صعوبة العمل في المناطق الصحراوية وتحرك الرمال التي تقوم بدفن الألغام لاعماق تصل إلى أكثر من متر إلى مترين مما يجعل الكشف عنها في هذه المناطق شبه مستحيل ناهيك عن الصعوبات المتعلقة بوجود ألغام مختلفة مضادة للدبابات ومضادة للأفراد بشكل متجاور الأمر الذي يجعل العمل صعباٍ أمام نازعي الألغام المختصة على مســـــتوى العالم وحتى الآلات لا تستطـــيع التــــعامل مع هذا النــــــوع من الألغام أي نزع الألغام المضادة للدبابات وبجـــوارها ألغام مضاد للأفراد والعكس..

 

فحص وتدقيق

 

> ما هي طبيعة الأنشطة التي يقوم بها البرنامج¿

 

>> يبدأ البرنامج عمله بالمسح الميداني للألغام وهناك فرق فنية للمسح يتكون عددها من ٢١ فريقاٍ مهمتها النزول إلى الميدان لمسح وتحديد حقول الالغام الفعلية وتأشيرها وعمل الخرائط الطبوغرافية والجغرافية لهذه الحقول وتطهير المناطق الوسيطة والصغيرة والممرات الموصلة إلى حقول الألغام وبعد عملية المسح تأتي عملية التطهير الميداني لحقول الألغام وتقوم بهذه العملية ثماني سرايا وخمس فصائل مستقلة وتقوم عملية التطهير في المناطق التي تم مسحها وتأشيرها وتعليمها من قبل فرق المسح ولو كان عندنا خرائط تحدد الإحداثيات الخاصة بحقول الألغام لوفرنا كثيراٍ من الوقت والجهد لأن عدم توفر هذه الخرائط يجعلنا نضطر إلى إرسال فريق لمسح ٠٢-٠٣ مليون متر مربع لتحديد ٠٢-٠٥ ألف متر مربع علماٍ بأن فرق المسح الميداني تتكون من ضباط متخصصين من القوات المسلحة تلقوا تدريباٍ عالياٍ في العمل على نظام (GBS    ) و (GAS    ) لرسم الخرائط وتحديد الإحداثيات وإسقاطها على الواقع وبعد عملية التطهير تأتي المرحلة الثالثة التي تتمثل في الفحص والتدقيق وتقوم بها خمس فرق وهي بمثابة عمل رقابي للتأكد من عملية التطهير حيث تقوم فرق الفحص والتدقيق باختيار مناطق عشوائية بنسبة ٠٢-٠٣٪ من المناطق المطهرة لإجراء عملية الفحص عليها والتأكد من أن التطهير لا يقل عن نسبة ٦.٩٩٪ وهو المعيار الدولي المعتمد من الأمم المتحدة للتأكد من تطهير الألغام واذا وجد فريق الفحص والتدقيق أي مؤشر لوجود شظية أو حديد أو رأس طلقة.. يعاد تطهير المنطقة من جديد هذا في ما يتعلق بالتطهير اليدوي أما ما يتعلق بالتطهير بواسطة الكلاب الكاشفة فلدينا ٢١ فريقاٍ وثلاث مجموعات للكشف عن الالغام وهذه المجموعات تقوم بدعم فرق المسح والتطهير ودعم فرق الفحص والتدقيق ومجموعات الكشف هذه تقوم بتطهير مساحات واسعة ومستقلة عن الفرق الاخرى وتقوم الان بالعمل في مناطق مختلفة من حضرموت كالعبر وثمود ومنوخ وغيرها وهي مناطق مفتوحة علماٍ أن عمل فرق الكلاب الكاشفة للالغام يساوي أضعاف أضعاف العمل البشري كما أن لدينا آلة حديثة استلمناها من الولايات المتحـــدة الأمـــيركية تقوم بنخل التربة والبحث عن الألغام المضــــادة للأفراد إلا أنها للأسف لا تستطيع الكشـــف عن الألغام المختلطة أي المضادة للأفراد والمضادة للدبابات الموجودة في مكان واحد.

 

جميع المراحل

 

> أين يتركز نشاطكم في الوقت الحالي وهـــــل يشمل جميع الألغام المزروعة في المراحل المختلفة¿

 

>> البرنامج الآن يشتغل في  تسع محافظات هي: حضرموت والضالع وإب وأبين وشبوة وتعز ولحج وعمران والمهرة ويعمل فيها نحو 1300 ضابط وصف وفرد من القوات المسلحة وعملنا الميداني يشمل جميع المراحل من 1962إلى 1994م وفي مختلف المناطق لأن الألغام لا تنتهي بالتقادم وقد  اكتشفنا ألغاما تعود إلى ما قبل 36 سنة ولا تزال محتفظة بقوتها وهيكليتها ومفعولها كما أن التربة الموجودة فيها تساعد الألغام على الاحتفاظ بهيكلها وقوتها لفترات طويلة جداٍ.

 

خدمات

 

> ماذا عن عدد ضحايا الألغام وما هي الخدمات التي يقدمها البرنامج لهــــؤلاء الضحايا¿

 

>> يصل عدد الضحايا من مختلف المراحل إلى 5400 ضحية وانشأنا لهؤلاء الضحايا برنامجاٍ نموذجياٍ لتقديم الخدمات حيث قمنا بالنزول الميداني لمسح الضحايا وإعداد الملفات الخاصة بهم وقمنا بتسجيل حوالي »1600« شخص واحلناهم إلى المستشفيات المتخصصة وتم فحصهم وإجراء الدعم اللازم كالأطراف الصناعية والنظارات وتصحيح عمليات مختلفة لهم منها بتر للأطراف وغيرها.

 

أنشئت جمعية خاصة بضحايا الألغام وهي جمعية مستقلة تتبع الشؤون الاجتماعية وكوادرها كلهم من ضحايا الالغام وتقوم الجمعية بتقديم الخدمات المختلفة لهم وإدماجهم في المجتمع وإيجاد عمل لهم فيما سقط للبرنامج عدد من الضحايا منهم أربعة شهداء وخمسة جرحى كان آخرهم الشهيد مجاهد العدلة في تعز وآخر ضحية حسين عبدالرزاق من النادرة محافظة إب.

 

توعية مكثفة

 

> هل هناك نشاطات أخرى يقوم بها البرنامج¿

 

>> نعم هناك جانب مهم يقوم به البرنامج يتعلق بالتوعية بمخاطر الألغام من خلال فرق ميدانية تقوم بالنزول الميداني شهرياٍ إلى جميع المناطق المصابة بالألغام وتنقسم عملية التوعية إلى توعية سابقة وتوعية لاحقة لعملية التطهير من الالغام وتقوم بشكل أساسي على التوعية المباشرة للمواطنين في المناطق المتضررة من خلال التنبيه إلى مخاطر الألغام وأضرارها وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الألغام مثل المفهوم السائد بين الناس أن الألغام أنه ينتهي مفعولها بالتقادم أو أنه يمكن رؤية اللغم بالعين المجردة وتجنبه أو أن اللغم يحدث صوتاٍ إذا ثبت قدمك على اللغم ويمكن ابطال مفعوله وكل هذه مفاهيم خاطئة يقع في شركها الكثير من المواطنين ويكون نتيجتها إصابات وضحايا بالعشرات بالإضافة إلى قيام بعض المواطنين بتجميع بقايا القذائف والخــــردة وتفكيكها أو صهرها مما يعرضهم لأشــــد الأخطار ….إلخ كما يقوم البرنامج بتوعية المواطنين من خلال وسائل الإعلام المختلفة والإرشادات المتنوعة.

 

شراكة كاملة

 

> هل يتلقى البرنامج دعماٍ إقليمياٍ أو دولياٍ لمساعدته على القيام القيام بمهامه¿

 

>> البرنامج يشتغل بالشراكة الكاملة مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة منذ إنشائه حتى الآن وكثير من الدول المانحة التي تساعد اليمن في هذا المجال تأتي عبر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وليس بشكل مباشر في حين تقوم الحكومة بدعم البرنامج بنسبة 50٪ من الميزانية وهذا الدعم يشجــــع الدول المانحة على مساعدة البرنامج.

 

 

سلاح الجبان

 

> هــــل يتــم بيـــع وشـــراء الالغام في الأسواق اليمــــنية¿

 

>> اليمن من الدول الموقعة على اتفاقية »أوتاوا« لمنع تداول وبيع الألغام وقد كانت اليمن في الصدارة من دول  المنطقة الموقعة على هذه الاتفاقية والدولة رقم 34 على مستوى العالم وهي ملتزمة بهذه الاتفاقية التزاماٍ تاماٍ ولا يوجد أي بيع أو شراء للألغام في السوق اليمنية مع العلم أن القــــبائل اليمنية لا تلجـــأ لاستخدام الألغام في نزاعاتها لأن الألغام في عرف القبائل هي سلاح الجبان.

 

 

مناطق خالية

 

> ما هي المناطق التي أعلنت حتى الآن أنها خالية من الألغام¿

 

>> نحن مستمرون في عملية تطهير الألغام في مختلف المحافظات وهناك محافظات تم تطهير أجزاء كبيرة منها بعضها يخضع لعملية الفحص والتدقيق ونحن نخطط لإعلان أكثر من منطقة بالتزامن مع بعضها كمناطق خالية والمناطــــق التي أعلن رسمياٍ أنها خالية من الالغـــام حتى الآن هي محافـــظتا الحديدة وعدن.

 

 

الأكثر تضرراٍ

 

> أين مــــوقع اليمــــن بين الدول المتــــضررة من الألغام¿

 

>> اليمن يقع ضمن الـ٦٢ دولة الأكثر تضرراٍ من الألغام في العالم ويعتبر البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في اليمن من البرامج النموذجية على مستوى العالم وهو أول من وضع استراتيجية خمسية لنزع الألغام عام ٠٠٠٢م وأول من نفذ المسح الشامل للألغام في اليمن وأول من انشأ برنامجاٍ متكاملاٍ للضحايا وأول من استخدم جرف التربة في حقول الألغام المضادة للدبابات وغيرها..

Share

التصنيفات: حــوارات

Share