Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

حول أهمية العلاقات العربية اللاتينية

ابن النيل

 

 كثيرة هي أوجه الشبه بيننا نحن أبناء أمة العرب وبين أقراننا في بلدان أميركا اللاتينية وكثيرة هي القواسم المشتركة بيننا وبينهم كذلك رغم تباعد المسافة الجغرافية الفاصلة مابين وطننا العربي وبين أوطانهم.
 من هنا.. كان لابد من أن يصل تعداد أبناء الجاليات العربية المقيمين في بلدان أميركا اللاتينية هذه إلى أكثر من عشرين مليون مواطن معظمهم من منطقة بلاد الشام . وهو ما نسبته عشرة في المائة من عدد سكانها الأصليين بل ولقد تمكن اكثر من مرشح بينهم في انتخابات الرئاسة هناك من أن يتبوأ منصب الرئيس في أكثر من بلد منها بالإضافة إلى غير ذلك من المواقع الرسمية المتقدمة في مجمل الهياكل المؤسساتية لأنظمة الحكم فيها .
لاغرابة إذاٍ.. في تعاطف شعوب أميركا اللاتينية وتضامن قادتها مع عدالة قضايانا المصيرية العليا.. وفي القلب منها قضية فلسطين لدرجة أن بتنا نتطلع إلى أن يحذو أي من زعماء أمتنا حذو هؤلاء القادة وفي مقدمتهم الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز.. في هذا الاتجاه .
ويبدو أن أنظمة الحكم في عديد بلداننا في معظمها إن لم يكن جميعها.. وكأنما هي أبعد ما تكون عن التقاط مثل هذه اللحظة التاريخية المواتية لتلاقي الجانبين العربي واللاتيني رغم انعقاد أكثر من مؤتمر للقمة العربية اللاتينية.. التي تمحورت اهتمامات المشاركين في أعمالها من غير القادة العرب ـ مع الأسف الشديد ـ حول أهمية أن يتوصل الجانبان إلى صيغة ملائمة للتنسيق والتعاون في ما بينهما وبما يخدم مصالح شعوبهما في هاتين المنطقتين الهامتين من العالم .
ففي سالف العصر والأوان وتحديداٍ.. في زمن ما اصطلح على تسميته بالحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها من جهة وبين الاتحاد السوفيتي وحلفائه من جهة أخرى تمكنت أمة العرب من تأكيد حضورها الإنساني الخلاق.. على خارطة الفعل الكوني أينما كان على ضوء إدراك قادتها أهمية إقامة علاقاتهم مع الغير.. على نحو يحفظ لبني قومهم مكانتهم اللائقة بهم بين أقرانهم من سائر البشر من حولهم وهو ما تجسد   ـ على سبيل المثال ـ في تسخيرهم مابين هاتين القوتين الأعظم من تباين في الرؤى والتوجهات بما يخدم مصالح بلدانهم وهو ما أدى في حينه إلى ولادة حركة عدم الانحياز.. كقوة دولية لها أثرها وتأثيرها بحيث تشكل بْعداٍ عالمياٍ ثالثاٍ في معادلة التوازن الدولي حينها. أما في زمننا هذا.. فقد بات حكام أمتنا يتسابقون في ما بينهم في إضاعة الفرصة تلو الأخرى دونما اكتراث بما قد يترتب عليها من آثار ونتائج وليس أدل على ذلك من افتقادهم القدرة على تفعيل ماجرى إقراره في هذه القمة العربية اللاتينية أو تلك متجاهلين في ذلك أهمية تمتين سبل التواصل بين الجانبين وديمومة تطويرها على كافة الصعد والمستويات بكل مايشكله ذلك من تعزيز أسباب القوة لكليهما سياسياٍ واقتصادياٍ وعسكرياٍ كذلك إنú حاضراٍ وإنú مستقبلاٍ..
Share

التصنيفات: منوعــات

Share