Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

عـــلاقة الإســـلام بالآخــــر

كيف ينظر الإسلام إلى الديانات الأخرى وغير المسلمين.. كيف يجب أن نتعامل معهم.. سواء كانوا مواطنين من أهل الذمة أو مستأمنين دخلوا بأمان من ولي الأمر.. كيف نتعامل معهم في السلم والحرب.. وما هي الوسطية والاعتدال وما علاقتها بالإسلام¿

 

ذلك مضمون ندوة نظرة الإسلام للديانات الأخرى والوسطية والاعتدال في الإسلام.. وتلك أسئلة الإجابة عليها في الأسطر التالية:

 

استطلاع/محرر الصفحة

 

 

استهل الدكتور حسن الأهدل استاذ الدراسات الإسلامية الندوة بمشاركته التي كانت بعنوان (نظرة الإسلام إلى الديانات الأخرى) تحدث فيها عن مكانة المسلمين المفترضة في العالم ونظرة المسلمين للغير وما يجب أن يصنعه المسلمون للأمة والعالم باعتبار أن أمة الإسلام أمة رائدة ويجب أن تكون في الصف المتقدم لا المتأخر..

 

الإسلام والديانات السماوية

 

ثم تحدث عن النظرة العامة إلى الديانات السماوية وبين أن الإسلام يحترم جميع الديانات السماوية ولا يكره أحداٍ على اعتناق دين ما مستدلاٍ على ذلك بقول الله عز وجل:»لا إكراه في الدين«.

 

منوهاٍ بأن الإسلام يمد يده إلى الغير ويقبل الحوار ويتقبل من الغير ما لا يمس ثوابته مذكراٍ بقوله تعالى:»قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم«.

 

حقوق وواجبات

 

وبين أن الحوار وترتيب العلاقة مع الغير مستمدة حسب الضوابط الشرعية موجود منذ عهد النبي عليه الصلاة والسلام حيث عقد وثيقة مع اليهود بعد قدومه إلى المدينة.

 

أصحاب العهود والمواثيق سواء كانوا مواطنين غير مسلمين أو مسلمين دخلوا بأمان من ولي الأمر فإن لهم حقوقاٍ وعليهم واجبات.. ولا يجوز إيذاؤهم بشكل من الأشكال فكيف بقتلهم¿

 

مذكراٍ بقوله عليه الصلاة والسلام: »من قتل معاهداٍ لم يرح رائحة الجنة«.

 

 وبين الأهدل بعض العوامل التي قد تسبب ردود فعل عدائية ضد هؤلاء مثل الاعتداء أو الاحتلال وقال إن حق المقاومة معترف به في جميع الأديان ضد المعتدي أو المحتل دون اختلاف.. أما إذا وجد ضرر من بعض هؤلاء مثل التعدي على الثوابت فليس لأي فرد حق أن يتولى مسؤولية المحاسبة المباشرة واستعمال العنف بل عليه إبلاغ الجهات المسؤولة وهي التي تتولى ذلك.

 

بالحمة  والحوار

 

وعن دعوة غير المسلمين للإسلام قال: إذا أردنا أن ندعوهم لما عندنا من الخير فعلينا أن ندعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة وأن نجادلهم بالتي هي أحسن فالمتبع للنبي عليه الصلاة والسلام يحب الخير للناس كما يحبه لنفسه ثم تساءل كيف نوصل إليهم ما عندنا وينظرون إلينا وننظر إليهم لا بد من الحوار بالتي هي أحسن وهذه منهجيتنا في التعامل مع الغير.. أطرح ما عندي من المفاهيم بالدليل والإقناع وأترك له حرية الاختيار دون إكراه..

 

وحول أهمية أسلوب الحوار والتعامل بالحسنى بين الأسلوب الإسلامي في الحوار ونشر الدعوة وكيف دخلت أمم في الإسلام بسبب الأخلاق والمعاملات والحكمة التي تحلى بها المسلمون منوهاٍ بالدور اليمني في نشر الإسلام في كثير من البلدان منها جنوب شرق آسيا معتبراٍ ذلك تجربة تاريخية للإسلام والمسلمين.

 

توازن

 

ثم تحدث عن مفهوم الحياة الذي نريده لنا وللعالم وأنه صار من الصعب الانعزال عن العالم ولذلك لا بد من نظرة متبادلة للمصالح أساسها احترام متبادل ومصالح مشتركة دون أن تفرض علينا قرارات وقوانين تجعلنا طرفاٍ أسيراٍ يتحكم به طرف مهيمن بل ينبغي أن يكون هناك توازن.

 

الوسطية

 

وعن الوسطية قال الأهدل ديننا دين الوسطية التي فسرها العلماء بالاعتدال وعدم التطرف فهي تكون بين طرفين نقيضين قال تعالى:( وكذلك جعلناكم أمة وسطاٍ)..

 

وديننا وسط في العبادة والمعاملة والتربية والتفاهم مع الحاكم والمحكوم لا استبداد ولا كتم للحريات.. وسط في كل مجالات الحياة.. لماذا لا نأخذ مفاهيم الوسطية في جميع المجالات ونوثقها¿

 

سنحتاج أولاٍ إلى ترسيخها في أذهان الناس حتى لا يتطرف الشباب.

 

ومن الوسطية كذلك أن نحترم مفهوم الديانات السماوية ولا ننظر إلى الآخر نظرة كراهية..

 

دور المجتمع

 

ونوه إلى أن استثارة المسلمين في دينهم بالإضافة إلى المعايير الدولية وما يلاقيه المسلمون قد يؤدي إلى ردود فعل لها صفة العنف.. وحول ذلك قال الأهدل: نعم لك الحق في طلب الإنصاف ولكن لست أنت من ينفذ هذا الحق فهناك المعنيون بذلك من العلماء والجهات المسؤولة فليس لكل من أراد القيام بالتصدي للغير وإيذائه.. فهذا يهدم الأمن والاستقرار ويجعل دول التسلط تعبث بمقدراتنا وخيراتنا..

 

مؤكداٍ أن الصهيونية العالمية تعمل على استثارة المسلمين لتشويه الإسلام داعياٍ الشباب أن يحافظوا على دينهم من هذا التشويه ويحرصوا على تصرفاتهم ولا يجعلوا فرصاٍ للغير أن يلصقوا بنا وبديننا التهم.

 

واختتم الأهدل مشاركته بتوجيهات للشباب فقال: يجب على الشباب أن يحتكوا بالمربين والعلماء والدعاة وأن يوظفوا طاقاتهم البشرية ثم أوصى باستغلال الندوات والمخيمات لتوعية الشباب بالتعاون بين كافة فئات المجتمع.

 

الوسطية والاعتدال

 

أما المحور الثاني لهذه الندوة فقد كان تحت عنوان:(الاعتدال والوسطية في الإسلام).. ألقاه الدكتور عبد المؤمن شجاع الدين أستاذ الفقه المقارن حيث ذكر تعريفات كثيرة لمصطلحات الوسطية.. منوهاٍ لإشارة القرآن إلى مفهوم الوسطية (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) الوسط أي العدل.. والوسطية هي ضد الغلو وهو مجاوزة الحد أما الاعتدال فهو ضد الجور.. عدل فلان فلاناٍ أي زكاه ثم بين معنى الاعتدال في الوسط بقوله هو التزام المسلم المنهج الأعدل الأقوم بين الغلو والتنطع وفصل في تعريف الوسطية والاعتدال مع الإكثار من الاستدلال بالآيات والأحاديث وأقوال السلف.. ثم تساءل من هم المتوسطون والمعتدلون¿

 

وأجاب: لا شك ولا ريب أن أصحاب الوسطية هم الأنبياء وهم العدول والأخيار في العقيدة والعبادة والمواقفولذلك لا بد أن نقتدي بالأنبياء والصالحين.. وبين أن ذلك الاقتداء لا بد أن يكون سبباٍ في البعد عن منهج الهلاك والضلال والغلو والتشدد..

 

قواعد الوسطية

 

ويختتم الدكتور شجاع مشاركته بمجموعة من قواعد الوسطية مع أدلتها ونذكرها هنا باختصار وهي:

 

1- الوسط هو مقصود الشارع

 

2- خير الأمور أوسطها

 

3- أصلح الأمور الاعتدال في كل شيء

 

4- التوسط معمول به مالم يخالف نصاٍ

 

5- ذروة الإفتاء حمل الناس على المعهود الوسط

 

6- من لزم القصد بلغ.

 

7- أعظم الكرامة لزوم الاستقامة (الاعتدال)

 

8- بالعدل يتأتى كل مراد

 

9- وسطية الأمة مبناها الإسلام وليس القومية أو العنصرية

 

10- شمولية الوسطية

 

بعد ذلك أعلن رئيس الندوة الدكتور محمد نجاد عن فتح باب التعليق والمناقشة والذي استمر لمدة ساعة تقريباٍ..

Share

التصنيفات: نور على نور

Share