Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

العمل التطوعي وغياب المشارة الفاعلة للشباب

تب/ صادق السماوي:

 

 أشارت الدكتورة سكينة أحمد هاشم الأستاذ المساعد بقسم الخدمة الاجتماعية كلية الآداب جامعة صنعاء إلى أن العمل الاجتماعي التطوعي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي ويكتسب العمل الاجتماعي أهمية متزايدة يوماٍ بعد يوم فهناك قاعدة مسلم بها مفادها أن الحكومات سواء في البلدان المتقدمة أو النامية لم تعد قادرة على سد احتياجات أفرادها ومجتمعاتها فمع تعقد الظروف الحياتية ازدادت الاحتياجات الاجتماعية وأصبحت في تغير مستمر ولذلك كان لا بد من وجود جهة أخرى موازية للجهات الحكومية تقوم بملء المجال العام وتكمل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية ويطلق على هذه الجهة »المنظمات الأهلية« وفي أحيان كثيرة يعتبر دور المنظمات الأهلية دوراٍ سباقاٍ في معالجة بعض القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وليس تكميلياٍ وأصبح يضع خططاٍ وبرامج تنموية تحتذي بها الحكومات.

 

وأضافت في مداخلة لـ»الوحدة« حول الشباب والعمل الاجتماعي التطوعي أن العمل الاجتماعي شهد عدة تغيرات وتطورات في مفهومه ووسائله ومرتكزاته  وذلك بفعل التغيرات التي تحدث في الاحتياجات الاجتماعية وما يهمنا هنا التطورات التي حدثت في غايات وأهداف العمل الاجتماعي فبعد أن كان الهدف الأساسي هو تقديم الرعاية والخدمة للمجتمع وفئاته أصبح الهدف الآن تغيير وتنمية المجتمع وبالطبع يتوقف نجاح تحقيق الهدف على صدق وجدية العمل الاجتماعي وعلى رغبة المجتمع في احداث التغيير والتنمية ومن الملاحظ أن العمل الاجتماعي بات يعتبر أحد الركائز الأساسية لتحقيق التقدم الاجتماعي والتنمية ومعياراٍ لقياس مستوى الرقي الاجتماعي للأفراد.

 

ويعتمد العمل الاجتماعي على عدة عوامل لنجاحه من أهمها المورد البشري فكلما كان المورد البشري متحمساٍ للقضايا الاجتماعية ومدركاٍ لأبعاد العمل الاجتماعي كلما أتى العمل الاجتماعي بنتائج ايجابية وحقيقية كما أن العمل الاجتماعي يمثل فضاءٍ رحباٍ ليمارس أفراد المجتمع ولاءهم وانتماءهم لمجتمعاتهم كما يمثل العمل الاجتماعي مجالاٍ مهماٍ لصقل مهارات الأفراد وبناء قدراتهم.

 

وانطلاقاٍ من العلاقة التي تربط بين العمل الاجتماعي والمورد البشري فإنه يمكن القول بأن عماد المورد البشري الممارس للعمل الاجتماعي هم الشباب خاصة في المجتمعات الفتية فحماس الشباب وانتماؤهم لمجتمعهم كفيلان بدعم ومساندة العمل الاجتماعي والرقي بمستواه ومضمونه فضلاٍ عن أن العمل الاجتماعي سيراكم الخبرات وقدرات ومهارات الشباب والتي سيكونون بأمس الحاجة لها خاصة في مرحلة تكوينهم ومرحلة ممارستهم لحياتهم العملية.

 

ورغم ما يتسم به العمل الاجتماعي من أهمية بالغة في تنمية المجتمعات وتنمية قدرات الأفراد إلا أننا نجد نسبة ضئيلة جداٍ من الأفراد الذين يمارسون العمل الاجتماعي فهناك عزوف من قبل أفراد المجتمع وخاصة الشباب منهم عن المشاركة في العمل الاجتماعي بالرغم من أن الشباب يتمتع بمستوى عال من الثقافة والفكر والانتماء وبالرغم من وجود القوانين والمؤسسات والبرامج والجوائز التي تشجع الشباب على المشاركة بشكل فاعل في تنمية مجتمعهم.

 

وعرفت العمل الاجتماعي التطوعي بأنه مساهمة الأفراد في أعمال الرعاية والتنمية الاجتماعية سواء بالرأي أو بالعمل أو بالتمويل أو بغير ذلك من الأشكال ومن خصائص العمل الاجتماعي أن يقوم على تعاون الأفراد مع بعضهم البعض في سبيل تلبية احتياجات مجتمعهم وهذا يقود إلى نقطة جوهرية مفادها أن العمل الاجتماعي يأتي بناء على فهم لاحتياجات المجتمع.

 

وتجدر الاشارة إلى أن مساهمة الأفراد في العمل الاجتماعي تأتي بوصفهم إما موظفين أو متطوعين وما يهمنا هنا الوصف الثاني والتطوع هو الجهد الذي يقوم به الفرد باختياره لتقديم خدمة للمجتمع دون توقع لأجر مادي مقابل هذا الجهد.

 

وبالرغم من »مجانية« العمل الاجتماعي التطوعي إلا أنه يوجد نظام امتيازات وحوافز وجوائز يتمتع بها العاملون في هذا القطاع وبشكل عام يمكن أن نصف المتطوع بأنه إنسان يؤمن بقضية معينة واقعي ومتعايش مع ظروف مجتمعه له القدرة على الاندماج والتفاعل مع أفراد مجتمعه ومستعد لتقديم يد المساعدة لرعاية وتنمية مجتمعه.. فأهمية التطوع للشباب يكمن في أنه يمثل جانباٍ مهماٍ في العمل الاجتماعي كما يعود عليهم بالعديد من الفوائد أهمها:

 

– تعزيز انتماء ومشاركة الشباب في مجتمعهم و تنمية قدراتهم ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية كما يتيح التعرف على الثغرات التي تشوب نظام الخدمات في المجتمع والتعبير عن آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة التي تهم المجتمع ويوفر للشباب فرصة تأدية الخدمات بأنفسهم وحل المشاكل بجهدهم الشخصي والمشاركة في تحديد الأولويات التي يحتاجها المجتمع والمشاركة في اتخاذ القرارات.

 

والحقيقة أن العمل التطوعي يتصف بأنه عمل تلقائي ولكن نظراٍ لأهمية النتائج المترتبة عن هذا الدور والتي تنعكس بشكل مباشر على المجتمع وأفراده ويجب أن يكون هذا العمل منظماٍ ليحقق النتائج المرجوة وإلا سينجم عنه آثار عكسية.

 

وعن كيفية تنظيم العمل الاجتماعي.. أشارت الدكتورة سكينة إلى أنه عادة ما يتم تنظيم العمل الاجتماعي من خلال الأطر التالية:

 

– القوانين: وهي مجموعة القوانين التي تنظم العمل الاجتماعي وتحدد قطاعاته كما تنظم إنشاء عمل المؤسسات الأهلية العاملة في المجال الاجتماعي التطوعي.

 

– إطار المجتمع: فكما سبق وأشرنا بأن العمل الاجتماعي التطوعي يأتي استجابة لحاجة اجتماعية فهو واقعي ومعبر عن الحس الاجتماعي وبالرغم من أن انفتاح المجتمعات يؤدي إلى اتساع الخيارات أمام العمل الاجتماعي إلا أنه يبقى هناك حد أدنى من التغيرات الاجتماعية التي يهدف العمل التطوعي احداثها يرفضها المجتمع.

 

– المؤسسات: وهي مؤسسات حكومية أهلية فبإمكان الشباب المشاركة في البرامج التطوعية التي تنفذها المؤسسات الحكومية كالوزارات والمدارس والجامعات والمؤسسات الدينية.. إلخ كما يمكن للشباب ممارسة العمل التطوعي من خلال انتسابهم للمؤسسات الأهلية كالجمعيات والنوادي والهيئات الثقافية..إلخ.

 

أما المعوقات التي تحد من نشاط العمل التطوعي من وجهة نظر الدكتورة سكينة فهي:

 

– الظروف الاقتصادية السائدة وضعف الموارد المالية للمنظمات التطوعية.

 

– بعض الأنماط الثقافية السائدة في المجتمع كالتقليل من شأن الشباب والتمييز بين الرجل والمرأة.

 

– ضعف الوعي بمفهوم وفوائد المشاركة في العمل الاجتماعي التطوعي.

 

– قلة التعريف بالبرامج والنشاطات التطوعية التي تنفذها المؤسسات الحكومية والأهلية.

 

– عدم السماح للشباب بالمشاركة في اتخاذ القرارات بداخل هذه المنظمات.

 

– قلة البرامج التدريبية الخاصة بتكوين جيل جديد من المتطوعين أو صقل مهارات المتطوعين.

 

– قلة تشجيع العمل التطوعي.

 

وحول كيفية الخروج من هذه الأزمة خلصت في نهاية مداخلتها إلى عدد من النقاط أهمها:

 

– إتاحة الفرصة أمام مساهمات الشباب المتطوع وخلق قيادات جديدة وعدم  احتكار العمل التطوعي على فئة أو مجموعة معينة وتكريم المتطوعين الشباب ووضع برنامج امتيازات وحوافز لهم وتشجيع العمل التطوعي في صفوف الشباب مهما كان حجمه أو شكله أو نوعه إلى جانب تطوير القوانين والتشريعات الناظمة للعمل التطوعي بما يكفل ايجاد فرص حقيقية لمشاركة الشباب في اتخاذ القرارات المتصلة بالعمل الاجتماعي.

 

– إنشاء اتحاد خاص بالمتطوعين يشرف على تدريبهم وتوزيع المهام عليهم وينظم طاقاتهم.

 

– تشجيع الشباب وذلك من خلال إيجاد مشاريع خاصة بهم تهدف إلى تنمية روح الانتماء والمبادرة لديهم كما أشارت إلى أهمية أن تمارس المدرسة والجامعة والمؤسسة الدينية دوراٍ كبيراٍ في حث الشباب على التطوع خاصة في العطل الصيفية وأن تمارس وسائل الإعلام دوراٍ أكبر في دعوة المواطنين إلى العمل التطوعي والتعريف بالنشاطات التطوعية التي تقوم بها المؤسسات الحكومية والأهلية..

Share

التصنيفات: الشارع السياسي

Share