Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

حضر الضيوف وغاب المضيفون !!

 من المؤسف جدا أن تدعو الأنظمة العربية وحكامها رؤساء دول أميركا اللاتينية الذين أبدوا ويبدون تعاطفا منقطع النظير تجاه كل القضايا العربية وأهمها وأول تلك القضايا القضية الفلسطينية حيث اتخذت تلك الدول الأميريكية الجنوبية أو اللاتينية من المواقف الداعمة والمساندة للحق العربي ما لم تتخذه الأنظمة العربية ذاتها .. ففي موعد اللقاء العربي الأميركي اللاتيني الذي عقد في الدوحة عقب مؤتمر الحكام العرب سارع العديد من الرؤساء والحكام العرب إلى ( كلفتة ) مؤتمرهم في يوم واحد بدلا من يومين ليسارعوا بالفرار من اللقاء مع زعماء أميركا اللاتينية المقرر انعقاده في اليوم التالي لانعقاد القمة العربية وذلك حتى لا يحرجوا أمام من سيلقونهم وأيضا أمام الغرب ممثلا بالولايات المتحدة الأميركية الذي لا يرضى كثيرا عن الأنظمة المصنفة باليسارية في أميركا اللاتينية كفنزويلا وغيرها ..

وحضر الضيوف جميعا وغاب المضيفون ما عدا أمير قطر الدولة المستضيفة للقمة العربية وللقمة العربية الأميركية اللاتينية وقليل من الزعماء العرب وعلى رأسهم  الرئيس الصالح علي عبد الله صالح وأولئك الذين تغيبوا أو فروا من اللقاء العربي اللاتيني إنما هم بعملهم وجهوا رسالة صريحة وواضحة أنهم مع أميركا قلبا وقالبا في كل سياساتها وتوجهاتها ولن يتخلوا عنها أبدا يعادون من يعاديها ويصادقون من يصادقها حتى وهي ليل نهار تؤكد تحيزها للكيان الصهيوني عدو العرب والإسلام الأول..  فهم حبا وطاعة لأميركا الاستعمارية المتجبرة صادقوا الكيان الصهيوني سرا وعلانية والتقوا مع قادته في كل المحافل كسبا لرضا البيت الأبيض وكل البيوت الغربية وتنفيذا لرغباتها السامية بل إن أحد الحكام العرب لم يكمل التواجد في القمة العربية في الدوحة حتى بادر مسرعا ومهرولا لحضور قمة الدول العشرين في لندن وذلك ليحظى بالرضا السامي وبالمباركة الأميركية الغربية وليقول أو ليؤكد أنه وأغلب الحكام العرب جاهزون لكل ما يريده الغرب وليؤكد أيضا أن إسرائيل لن يلحقها أي أذى أو ضيم أبدا ما دام هو وأقرانه على سدة الحكم في بلدانهم الذين أثبت أحدهم أنه أكثر ولاء وطاعة فقاطع القمة العربية في الدوحة خوفا أن ( ينطس الحكام العرب في نفوخهم ) كما يقول إخوتنا المصريون فيتخذوا قرارات وإجراءات لا ترضي أميركا وربيبتها إسرائيل فتغضب وهذا شيء لا يتحمله ذلك الحاكم العربي المتخلف عن القمة العربية مع أنه بلا شك أو ريب يثق بأغلب زملائه الحكام العرب وأنهم ( أعقل ) من أن يغضبوا ساداتهم ولكن الاحتياط ( برضه ) واجب ..

 

خصوصا وأنه كان يسمع ويقرأ أن هناك قضايا عديدة ستناقش في القمة أدهى دواهيها تلك المبادرة اليمنية التي تبناها الرئيس الصالح ودعمها البرلمان العربي فهذه المبادرة كانت وستكون وحدها كافية كإنجاز عظيم  لمؤتمر القمة لو تفاعل معها الحكام العرب وأخضعوها للنقاش الجاد والمثمر وأقروها وستعتبر أعظم ما تحقق في مؤتمرات القمة منذ بداية الزمان الرديء وهذا كان أكبر سبب لتجاهل الحكام العرب للمبادرة وفرارهم و( كلفتتهم ) للمؤتمر حتى لا يقعوا في المحظور وكان أيضا سببا هاما لذلك الحاكم الذي قاطع المؤتمر بعدم المشاركة خوفا من أن يقع في المحظور فتخرج القمة العربية بقرار يحقق وحدتها ولو لمرة في التاريخ الحديث ..  ولكن الله أخبر بعباده فلم يرد للحكام العرب الفلاح ولم يرد للأمة العربية الخير ما دامت خاضعة خانعة لأولئك الحكام الذين جعلوا الأقدمية لأميركا في الولاء والطاعة قبل ولائهم وطاعتهم لله سبحانه وتعالى فهو جلت قدرته عندما يريد الخير والنعيم لأية أمة يقيض لها حكاما ورجالا يحبهم ويحبونه لا حكامنا العرب الحاليين أو الأغلب منهم الذين يحبون ذواتهم ومصالحهم أكثر من حبهم لله تعالى ..

 

فخوفهم وجبنهم وخنوعهم لأسيادهم أنساهم الأخلاق العربية الحميدة وأنساهم اللياقة وإكرام الضيف ففروا من لقاء ضيوفهم كفرارهم من الطاعون حتى لا تلصق بهم من الغرب تهمة الخيانة وعدم الطاعة والولاء فتكون وبالا عليهم قد تهز عروشهم وكراسيهم مع أنهم لو كانت لديهم ذرة من الولاء الوطني والقومي  لتمسكوا بالعقل والحكمة وشاركوا في اللقاء العربي اللاتيني الذي لم يحضره سوى القليل من الحكام العرب في مقدمتهم أمير قطر والرئيس علي عبدالله صالح الذي عودنا على التغريد غالبا خارج السرب العربي المهجن التابع بالولاء المطلق للقوى الغربية بزعامة أميركا أقول لو كان أولئك الحكام العرب الفارون من اللقاء بقوا والتقوا بزعماء أميركا اللاتينية وبالذات بالرئيس ( هوجو شافيز ) ربما كانوا سيستفيدون منهم في كيفية التعامل مع شعوبهم وكيفية الحفاظ على كرامتهم وكرامة شعوبهم .. وأيضا سيستفيدون من الخبرة في كيفية تنمية شعوبهم ومجتمعاتهم وكيفية استثمار خيرات بلدانهم وكيفية جعل الشعوب ترتص معهم ووراءهم لمواجهة التجبر والغطرسة الأميركية الغربية فربما كانت الدروس ستنفعهم لو أخلصوا واستوعبوا وآمنوا وأيقنوا أنهم قادرون على أن يكونوا أحسن وأفضل من غيرهم بما تحتوي بلدانهم من إمكانات وثروات هائلة تخضع الغرب وتجبره على تغيير سياسته تجاههم وتجاه بلدانهم وسيرون ويشعرون أنهم كانوا واهمين ومغيبي العقل والإرادة بخضوعهم المطلق لأعدائهم وأعداء بلدانهم وشعوبهم فذلك سبب ضعفهم وهوانهم الدائم ..

 

 مع أن وضعهم وإمكاناتهم وموقعهم أفضل بكثير من كل الآخرين على خارطة العالم فالأمر لا يتطلب سوى الثقة بالنفس وبالشعوب ونبذ الرغبة بالخلود على الكراسي والعروش أسوة بـ (إبليس) اللعين الذي أراد أن يكون من المنظرين وهم كأنهم يتمنون أن يكونوا مثله لضعف الإيمان في قلوبهم وكأنهم لا يدركون أن الإنسان مهما تعمر وتخلد فهو إلى زوال ولن يأخذوا معهم لا مالاٍ ولا جاهاٍ عند لقاء ربهم خالقهم وخالق كل الكائنات وعند قيام الساعة لن تنفعهم لا سلطة ( بوش ) ولا ( أوباما ) ولا وساطتهم أو شفاعتهم هم وغيرهم من جبابرة العالم ..  لكن أغلب الحكام العرب كأنهم لا يقرأون القرآن وإذا قرأوه لا يستوعبونه أبدا فما يفعلونه يدل على أن كل أفعالهم وأقوالهم مخالفة لأحكام القرآن ونواهيه وهم بلا شك محاسبون لخيانتهم الأمانة وخضوعهم الذليل لأعداء بلدانهم وأعداء العروبة والإسلام ..

 

وإزاء صنيعهم الأخير سواء تجاه المبادرة اليمنية للاتحاد العربي وتجاه ضيوفهم الزعماء والرؤساء الأميركيين اللاتينيين لا يمكن القول إلا أن النخوة والشهامة العربية التي تفرض المتحلي بها إكرام الضيف والترحيب به حتى ولو لم يدع لم  يعد لهما وجود وإزاء موقفهم من مبادرة الاتحاد العربي  نتبين  ضعف الإيمان فيهم وهروبهم من دعوة توحيد الأمة أو اتحادها المبنية على قول الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم  ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) صدق الله العظيم تلك الدعوة التي بادر بها الرئيس الصالح الذي للأسف الشديد كان كالمنادي في صحراء واسعة ليس فيها لا مجيب ولا مستجيب فكل الحاضرين في المؤتمر سدوا آذانهم عن سماع المبادرة واكتفوا بإحالتها إلى لجنة وزارية لدراستها وعرضها في مؤتمر قادم ومن المؤكد أنهم حينذاك سيتجاهلونها تحت أية أعذار ومبررات لا يقتنع بها أحد حتى لا يورطوا أنفسهم في ما يغضب ساداتهم في أميركا وفي الغرب وفي ( تل أبيب ) أيضا..
 
 

محمد عبدالرحمن المجاهد

 

Share

التصنيفات: منوعــات

Share