المشاريع المنزلية.. اقتصاد صامت يدعم آلاف الأسر

الوحدة نيوز/ أسماء شمسان:

في تجربة تعكس روح المبادرة لدى المرأة اليمنية، استطاعت هديل (أم حلا) أن تحوّل مهارة منزلية بسيطة إلى مشروع صغير حمل اسم “حلا كيك”، ليصبح وسيلة دعم لأسرتها والتخفيف من أعباء المعيشة، في ظل محدودية الفرص الوظيفية وعدم استقرار الدخل.

هديل منصور الفقية امرأة متعلمة، حاصلة على شهادة جامعية من جامعة صنعاء – كلية التربية، قسم اللغة الإنجليزية. حاولت العمل في مجال تخصصها، إلا أن الرواتب المعروضة في المدارس لم تتجاوز 25 ألف ريال، وهو مبلغ لا يتناسب مع متطلبات الحياة اليومية ولا يحقق الحد الأدنى من الاستقرار المعيشي.

ومع عمل زوجها في الأعمال الحرة وما يرافق ذلك من تذبذب في الدخل، اتخذت هديل قرار إنشاء مشروع منزلي بدعم وتشجيع من أسرتها، وخاصة زوجها، بهدف المساهمة في مصاريف الأسرة وتوفير احتياجاتها الأساسية واحتياجات ابنتيها.

فانطلقت ببداية مشروع “حلا كيك” بشكل متواضع، حيث تروي هديل تجربتها قائلة:

“في بداية مشروعي كنت أعمل الحلويات للجيران وأطلب منهم فقط قيمة المكونات. كانت الفكرة ببساطة أن أجرب وأكسب ثقة الناس، ومع الوقت صار عندي زبائن أكثر، وأصبح المشروع مصدر دعم لي ولأسرتي.”

ورغم بساطة المشروع واعتماده على إمكانيات محدودة، إلا أنه استطاع أن يزيح جزءًا من أعباء المعيشة عن الأسرة، وأسهم في تحسين الدخل بشكل نسبي، ليغدو مصدر دعم مساعد إلى جانب عمل الزوج.

ويأتي مشروع “حلا كيك” ضمن سياق أوسع يتمثل في انتشار المشاريع المنزلية التي تشكل ما يُعرف بـ الاقتصاد الصامت في اليمن. وتشير تقارير الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر إلى أن هذه المشاريع تمثل أكثر من 90 % من النشاط الاقتصادي، ويعتمد عليها عدد كبير من الأسر كمصدر دخل رئيسي أو مساعد، لا سيما في مجالات الصناعات الغذائية والأسر المنتجة.

كما تُظهر بيانات برامج ومؤسسات التمويل الأصغر أن عشرات الآلاف من الأسر اليمنية تعتمد على مشاريع منزلية بسيطة مشابهة، وأن هذا النوع من المشاريع أسهم في تحسين سبل العيش لمئات الآلاف من المواطنين، رغم التحديات الاقتصادية وصعوبة الحصول على التمويل.

ويعكس مشروع “حلا كيك” نموذجًا واقعيًا لمبادرات نسوية انطلقت من الحاجة، وتمكنت بدعم أسري وإصرار شخصي من تحقيق أثر ملموس، مؤكدًا أن المشاريع المنزلية، رغم بساطتها، قادرة على تخفيف الأعباء المعيشية وتعزيز صمود الأسر في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة.