ياسر الزعاترة: عن دلالات قصة “صوماليلاند” وجنوب اليمن..
بوسع أهل كل قضية أن يقولوا فيها ما يشاؤون، ويطرحوا مظالمهم، لكن النظر إلى القضايا من وجهة نظر الأمن القومي العربي في مواجهة مشروع صهيوأمريكي يسعى لتركيع الأمّة يبدو مختلفا إلى حد كبير.
دعونا هنا نتذكّر القمة المصرية السعودية السورية في الإسكندرية عام 1994، والتي جاءت ردّا على مشروع بيريز لـ”الشرق الأوسط الجديد”، والهرولة المتسارعة نحو “الكيان” بعد اتفاق “أوسلو”.
المشهد الآن يبدو أسوأ بكثير، أولا لجهة تماسك الوضع العربي، وثانيا لجهة مستوى العربدة الأمريكية الصهيونية، ووضوح الحديث عن تصفية القضية الفلسطينية (ملامح الضمّ والتهجير في الضفة أصبحت واضحة، بجانب استمرار المأساة في غزة)، وتركيع المنطقة في آن.
صفقة “صوماليلاند” مع “الكيان”، بجانب تقسيم اليمن، وكذا العبث في السودان، وفيه ملامح تقسيم، كلها تحظى بتشجيع صهيوني، وهي جزء لا يتجزّأ من المشروع الجديد، وإذا لم يتم التصدّي لها، فإن حبّات المسبحة ستتساقط تباعا (راقبوا جيّدا ما يجري في سوريا قبل ذلك وبعده).
من هنا، فإن على عقلاء الوضع العربي أن لا يفصلوا هذه القضايا عن بعضها البعض، وأن يلملموا شتاتهم ويرتّبوا أولوياتهم، ولو في الحدّ الأدنى، بعيدا عن مرضى “متلازمة الإسلام السياسي”، وإلا، فإن حقبة بالغة البؤس ستكون بانتظارنا، مع استمرار قناعتنا بأن مشروع الصهاينة لن يمرّ في نهاية المطاف.
Comments are closed.