صنعاء تتوقع سقوطاً مدوياً للمهرولين نحو التطبيع

الوحدة:

توقعت قيادات سياسية بصنعاء، نهاية مخزية وسقوطا مدويا للمهرولين إلى أحضان الصهاينة؛ في إشارة ضمنية إلى ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.

وشن عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم، هجوماً لاذعاً على ما يسمى بالمجلس الانتقالي، على خلفية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

وقال القحوم في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، رصدتها “الوحدة”، إنه “ليس غريباً على من يهرول إلى أحضان الصهاينة بعد أن ذهب إلى أحضان الأعراب المطبعين وأنظمة الخيانة والعمالة والمحمية أمريكياً وبريطانيا وعلاقتهم مع الكيان الصهيوني علاقة حميمية فمن يقبل بأمريكا يقبل بإسرائيل وهذا زمن كشف الحقائق والوقائع والأحداث والشواهد ماثلة ومليئة بالعبر والاعتبار”؛ في إشارة إلى ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.

وأضاف: “وللمرتزقة وبائعي الأوطان ونخاسي الرق والعمالة وخونة الوطن لن تفلحوا أبدا ولا مستقبل لكم مطلقاً فالنهاية مخزية والسقوط مدوٍ والخسارة كبيرة وإلى مزبلة التاريخ”.

احتلال وتدخل خارجي

بدوره اعتبر عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح، أن “ما يجري في المناطق المحتلة ليس صراعاً داخلياً، بل نتيجة مباشرة لاحتلال وتدخل خارجي يسعى لإضعاف اليمن ومنع قيام دولة موحدة ذات قرار مستقل”.

وقال الفرح في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، إن “موقف السعودية الأخير من الانتقالي لا علاقة له بوحدة اليمن، بل يرتبط بأطماعها في ثروات حضرموت والمهرة والمناطق الشرقية”.

وأضاف: ”كما أن الإمارات بدورها لا تريد وحدة اليمن، فالجميع يجمعون على تمزيق اليمن وكلهم يخوضون سباقاً لتقاسم النفوذ والثروات عبر أدوات محلية، على حساب معاناة الشعب وتمزيق نسيجه الاجتماعي”.

ويعتبر التصعيد بين السعودية من جهة، والامارات عبر القيادات التابعة لها في جنوب وشرق اليمن، مؤشرا على عمق الخلافات داخل دول التحالف التي تسعى إلى تمزيق محافظات اليمن الجنوبية والشرقية، وفق صراع النفوذ بينها في تلك المناطق بما يخدم المشروع الأمريكي والإسرائيلي في تلك المناطق الغنية بالثروات الطبيعية منذ إعلان العدوان على اليمن في مارس 2015م.

صنعاء تتصدى

وقد نجحت صنعاء في التصدي لمساعي الانفصال وتقسيم اليمن، وواجهته بقوة.

وأكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالله النعمي، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، رصدتها “الوحدة”، أن “ما يحدث في المحافظات الجنوبية هو ما كان يخطط له منذ 2015 ليشمل كل اليمن، تقسيم لليمن كل اليمن فدرلة وتقسيم وتفتيت، وهو ما تصدى له الانصار وواجهوه بشراسة وقدموا في سبيل افشاله عشرات الالاف من الشهداء”.

ولفت إلى أنه “هو المخطط الذي تبناه المرتزقة ووافقوا عليه، والآن يتباكون منه “.

إعادة تدوير

في المقابل، يرى مراقبون أن ما يجري في المحافظات اليمنية الشرقية، يأتي في إطار ترتيبات أمريكيةـإسرائيلية مرتبطة بمواجهة التطورات الإقليمية التي أعقبت المشاركة اليمنية الفاعلة في معركة “طوفان الأقصى”. ووفق هذا الطرح، تسعى الولايات المتحدة و”إسرائيل” إلى إعادة الدفع بالتحالف السعودي ـ الإماراتي نحو عدوان جديد على اليمن، لكن تحت عناوين ومسوغات مختلفة تبدأ بإعادة تدوير الأدوات والوكلاء المحليين، والتخلص من بعض الأوراق المحترقة، ضمن صفقة سعودية ـ إماراتية يتم بموجبها تصدير فصائل أبو ظبي إلى الواجهة.

ويُنظر إلى هذه الترتيبات باعتبارها تمهيداً لإعلان كيان انفصالي يشكل غطاءً سياسياً واسعاً لهذا العدوان المحتمل، ويوفر منصة عسكرية واقتصادية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني، بهدف تكثيف الضغط والحصار على صنعاء من جهة، ومنح الرياض فرصة لمواصلة التنصل من استحقاقات السلام، والخروج التدريجي من مستنقع الحرب في اليمن، مع إعادة ترتيب أوضاعها الداخلية، من جهة أخرى، قبيل أي مواجهة كبرى محتملة مع صنعاء.

ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال إقدام المجلس الانتقالي على إرسال وفد إلى “إسرائيل” عقب سيطرته على محافظتي حضرموت والمهرة. فقد كشفت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، في تقرير لها، أن “المجلس الانتقالي أرسل مندوبين للقاء مسؤولين إسرائيليين”، مشيرة إلى أن المجلس المدعوم إماراتياً “يأمل في كسب رضا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يسعى إلى تمديد اتفاقيات إبراهيم بين إسرائيل والدول العربية، من خلال الوعد بالاعتراف بإسرائيل فور استقلال جنوب اليمن”، بذريعة وجود “قضية مشتركة ضد الحوثيين الذين هاجموا إسرائيل مراراً خلال العامين الماضيين”.

وسبق أن أكد رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، هذا التوجه خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “روسيا اليوم”، حين أشار إلى أن “إقامة دولة جنوبية ستُمكّن من بناء علاقات رسمية مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقيات أبراهام”.

من جهته، نشر معهد “أبحاث الأمن القومي” الإسرائيلي تقريراً، أفاد بأن سيطرة المجلس الانتقالي “تفتح نافذة استراتيجية تتمثل في كيان جنوبي مستقر يعتمد على الإمارات، يسيطر على ميناء عدن الحيوي، ويقع بالقرب من باب المندب، ويحدّ من النفوذ المعادي في المجال البحري ذي الأهمية الحيوية لإسرائيل”.

أصدقاء سريون

وفي ذات السياق، نشرت صحيفة “إسرائيل اليوم” مقالا يكشف عما وصفه بـ”الأصدقاء السريين” الجدد في اليمن، في إشارة إلى ما يسمى بالمجلس الانتقالي-المدعوم إماراتيا- الذي يسيطر على مساحات في جنوب اليمن، وخاصة جزيرة سقطرى.

ويقول كاتب المقال أفيل شنيدر في الصحيفة إن دولة جديدة أُعلنت قبل بضع أسابيع خلف أبواب مغلقة في الشرق الأوسط، موضحا أن المجلس الانتقالي سيطر على عدن والمحافظات الأخرى في المنطقة الجنوبية الغربية من اليمن بقيادة عيدروس الزبيدي.

ويذكر الكاتب بعض المؤشرات التي وصفها بالإيجابية بشأن مواقف “الانتقالي” تجاه إسرائيل، على الرغم من عدم وجود علاقة دبلوماسية رسمية معه حتى الآن.

فينقل عن هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي تغريدات في تويتر ترحّب بالتطبيع مع إسرائيل، وتعليقه بأن “العرب والإسرائيليون يتفقون على حل الدولتين والدول العربية تطبّع علاقاتها مع إسرائيل”.

وأشار الكاتب إلى أن العديد من الإسرائيليين تجاوبوا مع هذه الكلمات، وتمنوا “للدولة الجديدة” أو الحكم الذاتي في اليمن الكثير من النجاح. ونقل عن مصادر لم يسمها أن إسرائيل على اتصال بالحكومة الجديدة في جنوب اليمن من خلف الكواليس.

كما نقل عمن وصفه بصديق يعمل في المطار أنه لاحظ في يناير أن مواطنين يمنيين ليسوا يهودا جاؤوا إلى إسرائيل، مؤكدا أن ذلك غير معتاد بما أنه لا توجد علاقات دبلوماسية، مشيرا إلى أنه علامة على أن مواقف الدول العربية في الشرق الأوسط تجاه إسرائيل “تتغير إلى الأفضل”، وفق تعبيره.

وتعليقاً على ما أوردته الصحيفة الإسرائيلية، قال الخضر السليماني مدير مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي إن المجلس جزء لا يتجزأ من المنظومة العربية، مبدياً استعداد المجلس لإقامة علاقة مع إسرائيل إذا لم يتعارض ذلك مع مصالحه الوطنية، حسب تعبيره.

جاهزية وترقب

ولعل حقيقة أن الصراع القائم بين قطبي التحالف السعودي ـ الإماراتي يجري أساساً تحت مظلة أمريكيةـإسرائيلية، هي ما أشار إليه عضو المجلس السياسي الأعلى، الدكتور عبد العزيز بن حبتور، الذي أكد في تصريحات نشرتها وكالة “يونيوز”، أن “الأحداث في المحافظات الجنوبية والشرقية تأتي في إطار مخطط قديم-جديد رسمته دول العدوان، السعودية والإمارات”، مشيراً إلى أن “هناك معلومات تؤكد وجود تنسيق مباشر بين المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتياً، وكيان العدو الإسرائيلي”.

ويتقاطع هذا الموقف مع تصريحات عدد من المسؤولين في دول إقليمية، من أبرزهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الذي قال إن “التطورات الجارية في اليمن تثير قلق العديد من دول المنطقة، إذ تأتي هذه التحولات في إطار السياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تفكيك وتقسيم دول المنطقة”.

وبين هذا وذاك، تتابع صنعاء تطورات المشهد في الجنوب والشرق، داخلياً وخارجياً، وهي على درجة عالية من الوعي والإدراك بمخططات التحالف السعودي-الإماراتي وأدواته، ومن خلفهما الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. ويظهر ذلك بوضوح في الخطاب الرسمي لصنعاء، وفي تكثيفها للتحشيدات والاستعدادات العسكرية، المدعومة بتفاعل شعبي واسع واستنفار قبلي متصاعد، يعكس جاهزية كاملة على مختلف المستويات للتعامل مع جميع السيناريوهات المحتملة.

Comments are closed.

اهم الاخبار