قيادي جنوبي: حضرموت والمهرة رهينة صراع إماراتي سعودي
قال القيادي الجنوبي مدرم أبو سراج، رئيس المكتب السياسي للحراك الثوري الجنوبي، إن الأوضاع في اليمن باتت شديدة التعقيد، مؤكداً أن ما يجري في الجنوب هو نتاج صراع سعودي–إماراتي تُستخدم فيه أدوات جنوبية، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي وقوى أخرى، وما أفرز ذلك من سيطرة على مناطق في وادي حضرموت والمهرة.
وفي تصريحات صحفية لقناة “المهرية”، أوضح أبو سراج أن السعودية اليوم تدفع ثمن ترددها السياسي وعدم امتلاكها قراراً حاسماً على الأرض في المناطق التي تُصنَّف ضمن نطاق نفوذها، مقابل ما وصفه بـ«الإنجازات الكبيرة» التي حققتها الإمارات عبر حضورها العسكري والسياسي والإعلامي.
وأشار إلى أن إخفاق السياسة السعودية لا يقتصر على اليمن فحسب، بل يمتد – بحسب تعبيره – إلى ملفات إقليمية أخرى كالسودان وليبيا والصومال، معتبراً أن هذا الفشل انعكس سلباً على المشهد اليمني، خصوصاً بعد زيارة الوفد السعودي إلى قصر معاشيق برفقة وفد إماراتي، وهو ما اعتبره دليلاً على ضعف الموقف السعودي.
وأكد أبو سراج أن الإمارات هي الداعم الحقيقي للمجلس الانتقالي الجنوبي مالياً وعسكرياً وسياسياً وإعلامياً، بل إنها – على حد قوله – من صنعت وجوده منذ بداياته، منتقداً في المقابل لجوء السعودية إلى التفاوض مع «أدوات الإمارات» بدلاً من الضغط المباشر على أبو ظبي.
وأوضح أن حكومة صنعاء، حين تدخل في مفاوضات، فإنها تفاوض السعودية مباشرة باعتبارها الطرف المؤثر، وليس المجلس الانتقالي أو الحكومة “الشرعية”، لافتاً إلى أن أي نتائج تخرج بها الرياض تنعكس مباشرة على الواقع الميداني في الجنوب.
وانتقد أبو سراج ما وصفه بـ«المراهقة السياسية» السعودية، قائلاً إن الرياض تعتمد على المال دون امتلاك الجرأة لتحمّل تبعات القرارات السياسية أو العسكرية، بعكس الإمارات التي – بحسب حديثه – تتحرك على الأرض وتتحمل نتائج أفعالها، مستشهداً بقصف الطيران الإماراتي لقوات الجيش الوطني في نقطة العلم خلال المواجهات السابقة.
وفيما يتعلق بحضرموت والمهرة، أكد أبو سراج أن المجلس الانتقالي لن ينسحب من تلك المناطق، معتبراً أن الإنجاز الحقيقي الذي حققه الانتقالي لم يكن بدخوله الميداني، بل بجلوس السعودية للتفاوض معه، مشيراً إلى التناقض بين البيان السعودي الذي تحدث عن انسحاب قوات الانتقالي، وتصريحات الناطق الرسمي للمجلس الانتقالي التي نفت ذلك.
وختم أبو سراج تصريحاته بالتأكيد على أن السعودية، ما لم تغيّر نهجها السياسي وتتعامل مع «رأس المشكلة» لا أدواتها، ستظل تخسر نفوذها الإقليمي وتخرج – كما وصف – «صافية اليدين» من الملفات التي تدخلها.
Comments are closed.