عاصم السادة: “خطة ترامب”.. الإبادة بالتقسيط!

لم تتوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، ولا تزال الإبادة مستمرة للفلسطينيين برعاية “خطة ترامب” التي خفضت القتل بالجملة وأرست مفهوم جديد للإبادة بـ”التقسيط”!

فعقب توقيع الاتفاق المكون من 20 بندا في شرم الشيخ بمصر، استشهد وجرح أكثر من 300 فلسطيني في غزة، ولا تزال “إسرائيل” حتى كتابة هذه السطور تعربد بآلياتها العسكرية جوا وبرا مواصلة خروقاتها لهذا الاتفاق الذي نص صراحة بوقف اطلاق النار والبدء بتنفيذ المراحل التي تضمنتها “خطة ترامب”، حيث لم تلتزم بما ورد في فحواها، وظلت تراوغ وتختلق المبررات الواهية لاستمرار اعتداءاتها وخروقاتها على الفلسطينيين بغزة قتلا وتهجيرا وحصارا واغلاقا للمنافذ ومنع دخول المساعدات الإنسانية الكافية لسكان القطاع الذين يعيشون مأساة لم يسبق لها مثيل في التاريخ العالمي.

ومع هذه الصلف الإسرائيلي، لم يتخذ الوسطاء والدول الضامنة للاتفاق أي خطوات رادعة لتصرفات “إسرائيل” الإجرامية ووقف خروقاتها التي ترتكبها بشكل استفزازي وتحديا لكل تلك الدول الراعية والضامنة لـ”خطة ترامب”، بما فيها واشنطن.

بينما إذا حدث أن تأخرت فصائل المقاومة في استخراج جثة صريع صهيوني، نتيجة عدم توفر المعدات اللازمة لعملية البحث والحفر، تقوم الدنيا ولا تقعد على المقاومة ويمارس العالم أجمع بما فيها الدول الوسيطة والضامنة أقصى درجات الضغوط والتهديدات عليها!

اليوم تغرق خيام سكان قطاع غزة بمياه الامطار، حيث توفي العشرات من الفلسطينيين بينهم أطفال جراء السيول والبرد القارس وانعدام المأوى والملابس الشتوية، إذ لم تبادر الدول الضامنة العربية والإسلامية لممارسة أدنى درجات الضغط على “إسرائيل” بإدخال الوسائل الانقاذية من الخيام والأدوية والمواد الغذائية عبر المنافذ لمواجهة المنخفض الجوي الذي يشهده القطاع.

أمام الوسطاء والدول الضامنة العربية والإسلامية مسؤولية إنسانية كبيرة لا تقف عند حدود إصدار البيانات الجوفاء والخطابات الرنانة مع الفلسطينيين في غزة، حيث يجب أن تكون الأفعال حاضرة على الميدان للتخفيف من المعاناة المأساوية في القطاع، والضغط المؤثر على “إسرائيل” لبدء تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق دون مماطلة، والزامها الكف عن تصعيدها العسكري وخروقاتها التي تنتهك القوانين الدولية، وتقوض “خطة ترامب” التي أساسها السلام وإنهاء الحرب على غزة.

كما يجب عليها –أيضاً- أن تضع واشنطن أمام ما تمارسه “إسرائيل” في قطاع غزة من تجاوزات خطيرة تهدد الاتفاق من الانهيار، ومطالبتها باتخاذ إجراءات ضاغطة وفاعلة توقف المحاولات المتكررة لـ”إسرائيل” لإنهاء هذا الاتفاق، كونها المسؤولة الأول والمباشرة عن ذلك.

 

Comments are closed.

اهم الاخبار