آلاف الأطفال في غزة ضحايا سوء التغذية وأيتام بلا مأوى
حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة تسجيل 508 حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال، في ظل شحّ المساعدات الإنسانية ونقص التمويل الذي يهدد حياة مئات آلاف اللاجئين، لا سيما الأطفال والنساء.
وقالت مديرة العلاقات الخارجية والإعلام في الأونروا إن تدفّق المساعدات إلى قطاع غزة “لا يرقى إلى مستوى حجم الاحتياج”، مشيرة إلى أنّ الوكالة تعاني عجزاً مالياً كبيراً اضطرّها لتقليص خدماتها الأساسية، داعية المجتمع الدولي إلى تقديم دعم مالي عاجل لتفادي انهيار كامل للمنظومة الإنسانية.
كما كشفت المسؤولة الأممية أنّ مخيمات شمال الضفة الغربية أصبحت شبه خالية من السكان بسبب عمليات التهجير القسري، ما يزيد صعوبة إيصال الدعم ويضاعف الأعباء الإنسانية.
إبادة مستمرة
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي أوروبي، شنّ عدوان واسع على قطاع غزة وُصف بإبادة جماعية شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، في تحدٍّ سافر لمطالب المجتمع الدولي وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية.
وأسفر هذا العدوان – وفق معطيات فلسطينية رسمية – عن أكثر من 241 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلاً عن مجاعة حصدت أرواح كثيرين، ودمار واسع أزال أحياءً ومدناً بأكملها من الخريطة.
أطفال بلا آباء.. وبلا حياة
لم يترك العدوان أيتام غزة يواجهون الفاجعة وحدهم، بل فاقم معاناتهم اليومية بعد فقدان الأهل والمأوى والغذاء والأمان. مشاهد الأطفال في مراكز الإيواء تختزل المأساة كلها:
طفل يحتضن حقيبة مدرسية محترقة باعتبارها آخر ما يربطه بوالده، وطفلة تستيقظ مفزوعة عند كل صوت بعد أن فقدت أمها تحت القصف، وأطفال يقفون في طوابير طويلة للحصول على وجبة لا تكاد تسدّ الجوع، بينما تبحث عيونهم عن دفء أو حضن يشبه الحياة التي سُلبت منهم.
ووفق الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، بلغ عدد الأطفال الذين فقدوا أحد أو كلا والديهم منذ بدء العدوان 39,384 طفلاً، من بينهم نحو 17 ألف طفل أصبحوا أيتاماً بالكامل. ويعيش هؤلاء في خيام أو منازل مدمرة، محرومين من الرعاية الاجتماعية والدعم النفسي والخدمات الأساسية.
بدوره، حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان من تفاقم الوضع الإنساني، موضحاً أنّ 1.7 مليون فلسطيني يواجهون فصل الشتاء وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
وأشار الصندوق إلى وجود نحو 50 ألف امرأة حامل محرومات من خدمات الولادة الآمنة، نتيجة استهداف المنشآت الصحية والانهيار شبه الكامل للنظام الطبي في القطاع.
ومع اشتداد البرد، يعيش مئات آلاف النازحين داخل خيام لا تقي المطر ولا الرياح، في وقت تمنع فيه قوات الاحتلال إدخال المنازل المتنقلة ومستلزمات الإيواء الأساسية، ما ينذر بكارثة صحية وإنسانية واسعة.
نداء
تؤكد المؤسسات الأممية أنّ استمرار نقص التمويل والمساعدات سيؤدي إلى مزيد من الوفيات، خاصة في صفوف الأطفال، داعية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من حياة في قطاع غزة، الذي بات رمزاً للجوع والدمار والطفولة المكسورة
Comments are closed.