أنس القاضي:مرحلة تفكك حاد لتحالف العدوان
تدلّ مجمل التطورات اليوم على أنّ معسكر تحالف العدوان يدخل مرحلة تفكك حادّ تتنازع فيها الرياض وأبو ظبي على إعادة توزيع النفوذ في الجنوب والشرق، مقابل محاولات من العليمي لاستعادة موقعه عبر البوابة الغربية (ممثلا الشرعية في اليمن فيما الغرب باتت أولوياته أمنية لا سياسية).
وفي المقابل يواصل المجلس الانتقالي تعزيز تموضعه الأمني والسياسي مستفيداً من الانسحاب السعودي وسقوط الإخوان، مقدّماً نفسه شريكاً موثوقاً للغرب في ملف الأمن البحري والاصلاحات الاقتصادية في مواجهة حملة العليمي ضده.
ميدانياً، يظلّ الانتقالي مركز الثقل العسكري والسياسي في المحافظات الجنوبية على حدود ما قبل 1990م، فيما تبحث رباعية العدوان بمشاركة سفراء بريطانيا امريكا الامارات السعودية— عن آليات لإعادة رسم المشهد السياسي–الإداري بما يخفف تداعيات التحولات التي أحدثها الانتقالي على وحدة معسكر المرتزقة، ويوجه الجهود العدوانية نحو صنعاء.
خلاصة القول يتجه معسكر العدوان نحو خيارين رئيسيين:
الأول—وهو المرجّح—الانخراط في عملية إعادة تشكيل جديدة برعاية سعودية–إماراتية–غربية، تراعي الواقع المستجد وتحافظ على وحدة المعسكر العميل.
الثاني احتمال انزلاق الساحة الجنوبية إلى صدامات متعدّدة المستويات: تنافس سعودي–إماراتي عبر أدواتهما (الانتقالي ودرع الوطن) في حضرموت والمهرة، وصدام الانتقالي وطارق صالح مع الإخوان في شمال وغرب البلاد.
Comments are closed.