رُقيّة الرّشيدِي: إِنجازاتٌ مَزعومة.. وخِياناتٌ حاضِرَة

يَعرِضون إنجازات عفاش، وهو الذي جَنى ما جَنى من العُملاءِ والمُرتزقة الّذين نراهم يَدوسون على علَمِ الجمهوريّة، ويُزيّنون صورته في واجهات الإعلام، كأنّ الدماءَ التي سُفِكت لم تكن، وكأنّ الخرابَ الذي زُرِع في كلّ زاويةٍ من هذا الوطن لم يخرُج من بين يَدَيه. يُلمّعون ماضيه ويُخفون سوءَ خاتمته، ويتناسون أنّ الأقدامَ التي تدهس علم الجمهوريّة اليوم إنّما هي صنيعةُ أمسه وامتدادُ خيانتِه.

وفي 4 ديسمبر، حين قرّر عفاش أن يكشف آخر أوراقه، وأن يطعن الوطن من خاصرته، وأشعل فتنةً سوداء أراد لها أن تبتلع صنعاء واليمن كلّه، لم يكن ذلك مجرّد خلافٍ سياسي، بل خيانة مكتملة الأركان، وانقلابًا صريحًا على الشراكة، وارتماءً علنيًّا في أحضان العدوان. يومها لم تتقدّم لوقفه أي قوى سوى أنصار الله، والجيش، واللجان الشعبيّة، الذين واجهوا الفتنة بصدورهم، وحسموها في أيّام، ودفنوا مشروع الخيانة قبل أن يتمدّد. سقط الرهان، وسقط صاحبه، وبقي الوطن واقفًا بدماء رجاله، لا بصفقات الخونة.

فهل ستَعرِضون عمّا قريبٍ مساوئه ونكباته هو وأُسرته، أم تُراكم تحت قيد العَمالةِ مستمرّون؟

تذكّروا: التّاريخُ لا يُزوَّر إلى الأبد، ومهما طُمِسَت الحقائقُ اليوم فستعود غدًا أكثر وضوحًا، ليعرف كلّ ذي بَصيرةٍ مَن خان ومَن وقى، وأنّ الحسابَ آتٍ لا رَيب فيه ولو بعد حين.

ولا تنسوا أنّ كلّ من يُساهم في تزيين صورته، أو يغضّ الطرف عن جرائمه، أو يشارك في صمتٍ مشينٍ، سيكون شريكًا في الجريمة بقدر صمته، وجزءًا من تاريخٍ أسود لا يُمحى. فليعلم الجميع أنّ العدالة لا تموت، وأنّ الحساب سيطال كلّ مَن خان وطنه، مهما طال الزمن، ومهما اختبأ وراء واجهات الإعلام وأقنعة المظاهر.

 

Comments are closed.

اهم الاخبار