صنعاء تحتضن قيادات التحرير عقب رسائل تحذيرية

الوحدة:

دعا سياسيون بصنعاء للاستعداد لثورة الاستقلال الثاني وتحرير المحافظات اليمنية الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي ومرتزقته، عقب رسائل تحذيرية وجهتها التظاهرات المليونية التي شهدتها العاصمة صنعاء، احتفاءً بالذكرى الـ58 للاستقلال الوطني والتحرر من الاستعمار البريطاني.

تثبيت للاحتلال

وأكد علي القحوم، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، أن “ما يجري في المحافظات الجنوبية المحتلة وحضرموت يأتي ضمن المخططات الاستعمارية الأمريكية والبريطانية والصهيونية والتي تقوم على تنفيذها السعودية والإمارات”.

القحوم: ما يجري في المحافظات المحتلة تثبيت للاحتلال

وأضاف: “دورهما رئيسي في المؤامرة على اليمن وبشكل مفضوح بحيث يكون في الظاهر خلاف للأدوات على النفوذ والسيطرة وفي الواقع هو تثبيت الاحتلال”.

إرادة أقوى

بدوره قال محمد الفرح، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، رصدتها “الوحدة”، إن “اليمن، كما أثبت تاريخه، قدره التحرر مهما طال الاحتلال وتعددت أشكاله، فكما خرج المستعمر البريطاني بالأمس سيخرج كل محتل مهما كان اسمه أو داعموه، سواء كان إماراتيا أو سعوديا أو غيرهما”.

وأضاف: “إرادة اليمني أقوى من كل قوة عابرة، والوطن في النهاية لا يقبل إلا أهله”.

وتابع: إن ذكرى الجلاء ليست مجرد حدث تاريخي، بل محطة تؤكد قدرة اليمنيين على الصمود وتجاوز التحديات، والعمل من أجل بلد كريم وآمن ومستقل، لا مكان فيه للمحتل الأجنبي مهما خضع له عشاق المال والمناصب.

الفرح: إرادة اليمني أقوى من كل قوة عابرة

وأردف: يمثل عيد الجلاء مناسبة وطنية للتذكير بتضحيات الشهداء والمناضلين الذين حملوا مسؤولية تحرير الوطن، كما يعبر هذا اليوم عن إرادة الشعب اليمني في نيل الحرية وصون السيادة.

ويحتفل اليمنيون في الثلاثين من نوفمبر بذكرى خروج آخر محتل بريطاني من عدن عام 1967، وهو اليوم الذي أعلن فيه اليمن استقلاله بعد سنوات طويلة من الجهاد والمقاومة، والذي صادف الأحد الماضي.

التاريخ يعيد نفسه

من جهته، قال سليم المغلس أمين سر المجلس السياسي الأعلى بصنعاء في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، رصدتها “الوحدة”، إن “التاريخ يعيد نفسه، كما احتضنت صنعاء اول اجتماع لقيادات ثورة 14 أكتوبر في عام 63م والاجتماعات التحضيرية والتأسيسية للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل وباركت ودعمت قرارها في الكفاح المسلح ها هي اليوم تحتضن من جديد قيادات وجماهير نحو تحرير المحافظات اليمنية الجنوبية المحتلة”.

المغلس: التاريخ النضالي لصنعاء يعيد نفسه مجدداً

وجاء حديث القيادي المغلس، تعليقاً على الصراع السعودي الإماراتي على السيطرة على محافظة حضرموت، الساعي لنهب ثرواتها النفطية والغازية.

خيانة عظمى

وكان أحمد جريب، محافظ لحج المعين من حكومة التغيير والبناء بصنعاء، دعا أبناء المحافظات المحتلة إلى الاستعداد لثورة الاستقلال الثاني من المحتل الأمريكي السعودي الإماراتي.

واعتبر جريب في تصريح لـ”سبأ”، أن ما يحدث اليوم في تلك المحافظات من ارتهان وانصياع للمحتلين الإماراتيين والسعوديين خيانة عظمى لدماء أبطال أكتوبر ونوفمبر وكافة شهداء الوطن.

جريب: القوات المسلحة ستقف مع الأحرار

وأكد جريب أن أبناء المحافظات المحتلة الذين رفضوا وقاوموا المحتل الأجنبي في ستينيات القرن الماضي هم اليوم أقوى من أي وقت مضى، وأن القوات المسلحة ستقف إلى جانب أحرار تلك المحافظات في معركة الاستقلال من الاستعمار الأجنبي خلال الفترة القادمة لتعود حرة أبية.

احتلال جديد

أما طارق سلّام، محافظ عدن، المعين من حكومة التغيير والبناء بصنعاء، فقد اعتبر أن ما تشهده المحافظات الجنوبية والشرقية اليوم من ممارسات، تؤكد أن الاحتلال الجديد، بقيادة القوى الإقليمية ممثلة بالسعودية والإمارات برعاية ودعم دول الاستكبار العالمي، يتبنى أساليب تتشابه جوهرياً مع انتهاكات الاحتلال البريطاني القديم.

وأوضح سلام في تصريح لـ”سبأ”، أن الاحتلال الجديد يمارس اليوم سلب القرار الوطني والسيادي، عبر فرض الوصاية الاقتصادية والعسكرية على الموانئ والمواقع الاستراتيجية، كما كانت تفعل القوة المستعمرة في الماضي والذي يتجسد في العمل على تفكيك المؤسسات الأمنية والمدنية وتغذية الصراعات المناطقية، وتشكيل مليشيات مسلحة تعمل كأدوات لتنفيذ الأجندات الخارجية ونهب الثروات، وهو ما يشوه النسيج المجتمعي ويعكس سياسة الاحتلال القديم.

ودعا سلام كافة القوى الوطنية والاجتماعية في المحافظات المحتلة وكافة أنحاء اليمن إلى توحيد الرؤى والاصطفاف الوطني لمواجهة المشروع الجديد الذي يهدد بتقسيم اليمن وسلب سيادته بشكل كامل.

وأفاد بأن السبيل الوحيد لإعادة الاعتبار للسيادة الوطنية وتحقيق الجلاء الثاني، هو إعادة الالتفاف حول الهدف الأسمى الذي يتجاوز الخلافات الداخلية ويجعل من طرد المحتل الجديد واستعادة القرار الوطني الأولوية المطلقة.

سلّام: الاحتلال الجديد يمارس اليوم سلب القرار الوطني

وأكد أن “إرادة الشعب اليمني الموحدة التي هزمت إمبراطورية في الماضي، قادرة

اليوم على دحر أي احتلال يعترض طريق حريتها وكرامتها”.

ونوه بأن ذكرى الثلاثين من نوفمبر المجيد، تمثل نقطة تحول تاريخية لا ينبغي الاكتفاء بالاحتفاء بها، بل يجب أن تكون منطلقاً لاستلهام الإرادة الوطنية لمواصلة درب النضال حتى طرد الاحتلال الجديد.

وشدد سلام في الذكرى الـ 58 للاستقلال 30 نوفمبر، على أن التحرير من الوجود البريطاني لم يكن ليتحقق لولا وحدة الصف وتضافر الجهود بين أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، والدعم والإسناد الذي لا يقدر بثمن من المحافظات الشمالية، ما جعل مشروع التحرر مشروعاً يمنياً خالصاً.

التحرير خيارنا

وكان الملايين من أبناء الشعب اليمني احتشدوا بميدان السبعين في تظاهرة شعبية حملت عنوان “التحرير خيارنا والمحتل إلى زوال” بمناسبة عيد الاستقلال الوطني الـ 30 من نوفمبر، في كرنفال جماهيري مهيب.

وأعلن المتظاهرون دعمهم لخيارات القوات المسلحة في مواجهة التحالف السعودي الإماراتي والتصعيد الإسرائيلي الأمريكي ضد اليمن.

وأكد البيان الصادر عن التظاهرة “الثبات على مواصلة الجهاد والجهوزية العالية للجولة القادمة مع الأعداء وأدواتهم عسكرياً وأمنياً وبالأنشطة الرسمية والشعبية وبالتعبئة العامة”، في رسائل تحذيرية مباشرة لتحالف العدوان السعودي الإماراتي وأمريكا و”إسرائيل” من مغبة أي تصعيد جديد.

وشهدت عدد من المحافظات اليمنية، تظاهرات حاشدة مماثلة بذات المناسبة، وسط قيام المرتزقة المدعومين من الإمارات بفرض إجراءات تضييق ضد كل من يحتفل بذكرى جلاء وطرد المستعمر البريطاني جنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967، ما يؤكد ارتباط مشاريعهم بالاستعمار القديم والجديد معاً، حسب مراقبين.

القبائل تحذر

وتواصل كبرى القبائل اليمنية، انتفاضتها المسلحة ضد تحالف العدوان السعودي الإماراتي، مجددةً التأكيد على دعمها المطلق للقوات المسلحة، محذرةً السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني من أي تصعيد جديد ضد اليمن.

ونفذت قبائل محافظات صنعاء وذمار وصعدة والبيضاء والجوف وحجة والمحويت وعمران والحديدة وتعز ومأرب وريمة، وقفات قبلية في عملية استنفار واسع دعماً لخيارات حكومة التغيير والبناء بصنعاء لمواجهة التحركات التصعيدية الخارجية، وسط سخط قبلي غير مسبوق ضد النظام السعودي، بالتزامن مع أنباء عن تحركات أمريكية صهيونية للدفع به لشن حرب جديدة على الشعب اليمني.