في ذكرى الاستقلال 58.. أكاديمي يمني يدعو إلى الالتفاف حول مشروع وطني جامع
الوحدة:
دعا الأكاديمي بجامعة عدن، الدكتور سامي أمين عطا، إلى الالتفاف حول مشروع وطني جامع، يتجاوز إرث الماضي والصراعات السابقة في اليمن.
جاء ذلك، خلال محاضرة فكرية بعنوان: “عدن وذكرى الاستقلال الوطني الـ 58″، التي نظمها مركز آفاق اليمن للأبحاث والدراسات بصنعاء، تزامنا مع ذكرى الاستقلال الوطني ورحيل آخر جندي بريطاني من اليمن.
واستهلّ الدكتور سامي عطا محاضرته باستعراض المشاريع الاستعمارية التي حدثت خلال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي في مدينة عدن.
وقال إن: ” تلك المشاريع “عدن للعدنيين واتحاد الجنوب العربي”، كان يقف خلفها الاستعمار البريطاني محاولا طمس الهوية اليمنية “كيمننة الجنوب”، مشيراً إلى أن المناضل الوطني الكبير عبدالله عبدالرزاق باذيب، لعب دوراً مهما في الدفاع عن الهوية اليمنية، وأسقط تلك المشاريع الاستعمارية التي هدفت لسلخ الجنوب عن الهوية اليمنية، باعتبار اليمن بلدا واحدا موحداً شمالاً وجنوباً”.
ولفت عطا، الذي يعمل حاليا مستشار لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية اليمني، إلى أن ما يحدث في الجنوب اليوم أحد تجليات سياسات قوى الهيمنة الدولية، والصراع الدائر، ويرى أن الصراع الدائر اليوم صراع إرادات بين فريقين، فريق يسعى إلى إعادة تصحيح المسار وفك التبعية عن قوى الهيمنة وتحقيق استقلال حقيقي، وفريق متواطئ يقاتل بهدف بقاء مشروع التبعية والارتهان واستمراره.
كما قدّم المحاضر قراءة فلسفية لمسألة التحرر الوطني، معتبرًا أن الاستقلال ليس لحظة سياسية فقط، بل مشروع حضاري يحتاج إلى استمرار الوعي بقيم الحرية والعدالة وبناء الدولة.
وأكد الدكتور عطا، الأستاذ المساعد بجامعة عدن، أن الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967، يعد الحدث الأبرز في التاريخ اليمني بل والعربي الحديث، الذي شكّل نقطة تحوّل مفصلية في مسار التحرر من الاستعمار البريطاني.
وأفرد الدكتور عطا جزءًا من محاضرته لتحليل دور النخب في اليمن، من سياسيين وصناع القرار ومراكز أبحاث ودراسات، في صياغة مشروع وطني جامع وبناء مستقبل واعد يرفض التبعية والوصاية.
وشدد على أهمية تعزيز الوعي الوطني في الأوساط الأكاديمية والشبابية، والاهتمام بتوثيق ذاكرة اليمن التاريخية بما يضمن حفظ إرثها للأجيال القادمة، مؤكدًا أن إحياء ذكرى الاستقلال ليس مجرد مناسبة احتفالية بل فرصة للتأمل في مسار الدولة وتحديات الحاضر والمستقبل.
وشهدت المحاضرة التي أدارها عبدالله صبري رئيس المركز، حضورًا وتفاعلًا لافتًا، تخللته نقاشات ومداخلات نوعية أسهمت في إثراء الفعالية وتعزيز مضامينها العلمية.
Comments are closed.