صنعاء تتوعد السعودية والأخيرة تحرك الوساطات
الوحدة:
القحوم لـ”السعودية والإمارات”: المفاجئة الكبرى تنتظركم
الأسد يكشف عن تنامي السخط ضد النظام السعودي
خبير عماني يكشف عن حراك جديد بملف اليمن
سارعت السعودية إلى تحريك الوساطات العمانية والأممية غداة تهديدات علنية وجهتها صنعاء ضد نظام آل سعود الذي يقود تحالفا عدوانيا على اليمن منذ أكثر من 10 سنوات.
وقال علي القحوم عضو المكتب السياسي لأنصار الله له في تغريدات على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، إن “وعد القائد سينفذ والمفاجئة الكبرى تنتظركم وكما تنكست أعلامكم من قبل ستنكس هذه المرة ولأمد طويل وستدركون أنَّ اليمانيين لحمهم مُر ودماءهم غالية وأرضهم عزيزة وحرة مستقلة وكرامتهم فوق كل شيء ولن تنفعكم أمريكا ولا كيانها الإسرائيلي..”.
وأضاف: “فالوقت حان لتعرفوا من هي اليمن ومن هو شعبها..”.
وتابع: “السعودية تغلق الأبواب أمام السلام وإصرارهم على العدوان يؤكد وبجلاء أن المشكلة خارجية وليست داخلية كما يروّجون لها في أبواقهم الإعلامية”.
وأردف: “هذا ما يتطلب على الشعب أن يتنبه ويحذر من أن لا ينخدع وأن يوهن عزمه في مقارعة الغزاة والمحتلين وإفشال كل المخططات الشيطانية والعدوانية والاستعمارية”.
الرياض أقرب
من جهته قال حزام الأسد عضو المكتب السياسي لأنصار الله في مقال له بعنوان “الرياض أقرب”، نشره على حسابه بموقع “إكس”، إن “تنامي السخط الشعبي لدى عموم أبناء الشعب اليمني من النظام السعودي أصبح من القضايا التي باتت محل إجماع، سواء في مناطقنا الحرة أو المناطق المحتلة”.
وأضاف: “من خلال اطلاعي ومعرفتي بالكثير من أبناء بلدنا – من عموم المواطنين، والنخب، وأرباب الأعمال، والشباب والطلاب، ومن الملتحقين بدورات التعبئة العامة التي تجاوز منتسبوها المليون متدرب – يتضح أن مشاعر السخط تجاه النظام السعودي لم تعد مجرد انطباع عابر، بل تحولت إلى حالة وعي راسخة ونزعة ثأرية متجذّرة لدى غالبية اليمنيين”.
وتابع: السخط ضد النظام السعودي، “أمر طبيعي إذا تذكرنا أن هذا النظام، منذ أن غرسه الاستعمار البريطاني في قلب جزيرتنا العربية، لم يُعرف إلا بالعداء لليمن والإضرار بشعبه وبأمتنا الإسلامية وقضاياها العادلة”.
وأردف: “العدوان الغاشم على بلدنا منذ مارس 2015م، والحصار الخانق، والقتل لعشرات الآلاف من المدنيين – بينهم آلاف الأطفال والنساء – وقصف المدن والأسواق والمنشآت العامة والخاصة، وتدمير المساجد والمدارس والمستشفيات والطرق والجسور، واحتلال بعض المناطق اليمنية… ثم الارتماء الكامل في أحضان أمريكا والكيان الصهيوني؛ ليست أحداثًا طارئة، بل امتداد طبيعي لسلوك تاريخي وظيفي معادٍ لليمن وللأمة”.
ولفت إلى أن النظام السعودي “قابل كل مبادرة سلام بعدوان، وكل إحسان بغدر، متكئًا على الإملاءات والدعم الأمريكي والغربي، ومنخدعًا بنشوة غرور زائفة لا تقوم على حكمة ولا على قوة حقيقية”، رغم أن صنعاء مدّت يدها – مرات عديدة – بصدق وبنية خالصة لبناء علاقة تقوم على حسن الجوار والاحترام المتبادل.
وأكد أنه “لم يعد مستغربًا أن يتعامل اليمنيون اليوم مع هذا النظام بروح السخط والانتقام والجهوزية، بعدما أوغل في دمائهم وأصرّ على عدوانه بإصرارٍ أعمى لا يرى إلا ما تمليه عليه واشنطن وكيان العدو الصهيوني”.
ونوه إلى أن السخط ضد النظام السعودي، “وهذا المزاج الشعبي ليس ردّة فعل وقتية، بل خلاصة عقود من الدم والظلم والمعاناة، ورسالة واضحة بأن اليمنيين لم يعودوا يرون في هذا النظام إلا عدوًا مباشرًا، امتدادًا طبيعيًا للعدوين الصهيوني والأمريكي”.
وشدد الأسد على “أن حساب هذا النظام (في إشارة إلى النظام السعودي) سيظل مفتوحًا أمام شعبٍ يرفض الذل والخنوع ولا ينسى الدم. وشعبنا – بفضل الله – لا يراهن على القوة الزائفة التي يعتمد عليها النظام السعودي، بل يثق بنصر الله ووعده الحق، لا سيما وأن لدينا قضية عادلة ومظلومية واضحة، وعلى الباغي تدور الدوائر. ولا عدوان إلا على الظالمين”.
صنعاء تلوح
ووسط تهديدات صنعاء للنظامين السعودي والإماراتي، عاودتا الرياض وأبوظبي تحريك الوساطات العمانية والإيرانية والأممية، حيث التقى هانس جروندبرج، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، في مسقط، بوزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي، قدّم خلاله تقريرًا حول آخر التطورات في اليمن، داعيًا إلى استمرار دعم إيران لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى تحسين الوضع الإنساني والسياسي في البلاد واستئناف عملية السلام.
وأعرب وزير الخارجية الإيراني عن إدانته للهجمات الإسرائيلية على دول المنطقة واستمرار حصار اليمن وفرض العقوبات عليه، محذرًا من تبعات انتهاكات إسرائيل للقانون وتأثيرها على الأمن والاستقرار الإقليمي.
وتأتي هذه اللقاءات ضمن فعاليات “خلوة مسقط للوساطة”، حيث عقد المبعوث الأممي لقاءً آخر مع وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، تم خلاله بحث سبل تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية، بما يمهد لتسوية شاملة تنهي الصراع وتفتح المجال أمام مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار في اليمن.
وأشاد جروندبرج بالدور الذي تضطلع به السلطنة في تقريب وجهات النظر اليمنية، ودعم جهود الأمم المتحدة، بما في ذلك إسهامات مسقط في إنجاح هدنة عام 2022 وتنفيذ صفقات للإفراج عن المحتجزين.
جاء ذلك بعد أيام من مشاورات أجراها غروندبرغ في مسقط مع مسؤولين عُمانيين وقيادات في المكتب السياسي لأنصار الله، تناولت آخر المستجدات الميدانية والسياسية، وسبل تعزيز الوساطة الأممية لخفض التوتر ودفع العملية السياسية.
وشدد المبعوث الأممي على أهمية التنسيق الإقليمي والدولي لتسهيل الوصول إلى تسوية تضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار وفتح مسارات إنسانية واقتصادية أوسع.
وتعد جولة جروندبرج الثالثة في أقل من شهر، وسط توتر متصاعد بين صنعاء والرياض مع استمرار تهرب الأخيرة من استحقاقات سلام شامل والإبقاء على اليمن مُعلَّقًا بين السلام والحرب.
وتأتي هذه التحركات مع بلوغ التوتر ذروته بتلويح صنعاء نقل الملف عسكريًا للقوات المسلحة، مع كشفها فشل إحراز أي تقدم في الجولات السياسية السابقة.
حراك جديد بملف اليمن
وفي ذات السياق قال الخبير العماني علي المعشني، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، إن ما وصفه بـ”القاع” يغلي بالمفاوضات والمساومات والمقايضات وتبادل أدوار سياسية مهمة في قضايا جغرافية متعددة إقليميًا ودوليًا، وعَدَّ المعشني ما يظهر على السطح سوى اليسير.
وجاءت تغريدة المعشني بالتزامن مع حراك جديد وغير مسبوق بملف اليمن وسط مخاوف من انفجاره عسكريًا.
ومع أنه لم يتضح بعد تفاصيل العروض، إلا أن حديث الخبير العماني يشير إلى أنها أبعد من تلك السابقة التي ظلت السعودية خلالها تتمسك بجنوب اليمن والقوى الموالية لها، إضافة إلى تسويق نفسها كوسيط لا طرف.
ويحظى الدور العُماني في الملف اليمني بإشادة واسعة على المستويين الإقليمي والدولي، حيث أعرب المبعوث الأممي هانس غروندبرغ عن امتنانه لدور السلطنة “البنّاء”، ودعمها الثابت لجهود الأمم المتحدة في مجال الوساطة من أجل السلام في اليمن.
استنفار مسلح
يأتي ذلك فيما تواصل كبرى القبائل اليمنية، بمختلف المحافظات، استنفارها المسلح ضد التحالف السعودي الإماراتي، محذرة له من أي تصعيد جديد، وسط أنباء عن تحركات أمريكية صهيونية تهدف إلى دفع الرياض لشن حرب جديدة على الشعب اليمني.
وجددت القبائل تأكيدها على دعمها المطلق لقوات صنعاء، وشملت حالة الاستنفار محافظات الحديدة وصعدة وإب التي شهدت لقاءات وحشوداً قبلية مسلحة هائلة.
وامتدت التحركات في الأيام الماضية لتشمل محافظات صنعاء وذمار والبيضاء والجوف وحجة والمحويت وعمران وتعز ومأرب وريمة، في استنفار غير مسبوق يدعم خيارات صنعاء لمواجهة التحركات التصعيدية الخارجية.
ووجّهت القبائل تحذيرات واضحة لكل من السعودية والولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني من عواقب أي عدوان جديد على اليمن، في وقت يشهد سخطاً قبلياً متصاعداً ضد النظام السعودي.
Comments are closed.