محمد البخيتي: الرياض هي عاصمة الانقلابات، لا صنعاء

بتوجيه مباشر من محمد بن سلمان، جرى استدعاء الأمير محمد بن نايف إلى قصر السلام في جدة بحجة حضور اجتماع أمني عاجل، وهناك جرى سحب هاتفه وعزله لساعات داخل إحدى الغرف. ووفقاً للمصادر، فقد تعرض للتهديد بالتصفية وباستهداف أسرته، ما دفعه تحت الإكراه إلى مبايعة محمد بن سلمان أمام الكاميرا. ولا يزال محتجزاً حتى اليوم مع أكثر من عشرين أميراً من الأسرة الحاكمة.

تم الانقلاب بموافقة أمريكية مسبقة، بعد أن تولّى جاريد كوشنر إقناع المؤسسات الحاكمة في واشنطن بأن ابن سلمان أكثر قدرة من بن نايف على خدمة المصالح الأميركية وتحقيق أهدافها في المنطقة.

وبتوجيه من بن سلمان جرى استدعاء عبدربه منصور هادي في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف ليل 7 أبريل 2022  إلى مقر البعثة اليمنية في الرياض، حيث مُنع مرافقيه من الدخول. وهناك تعرّض لضغوط وتهديدات من ضباط المخابرات السعودية بحضور خالد بن سلمان لإجباره على القبول بقرار عزله. وفي نحو الرابعة فجراً، أُرغم على التوقيع على ما سُمّي بقرار نقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي. وقبل ذلك بساعات فقط، كان قد أُعلن قرار عزل علي محسن الأحمر. واليوم يخضع كلٌّ من هادي وعلي محسن للإقامة الجبرية في الرياض.

أعلنت الولايات المتحدة تأييدها لقرار عزل هادي بعد ثلاث ساعات فقط من صدوره، وهو ما يؤكد أنها كانت على علم مسبق بالخطوة وتوافق عليها، خاصة وأن رشاد العليمي يُعدّ رجلها الأول في اليمن. كما سارعت الإمارات إلى دعم القرار هي الأخرى، بعد أن تحقق لها الهدف الأهم وهو إقصاء علي محسن الأحمر.

قبل العدوان على اليمن، وعلى مدى ستة أشهر، كنا نحاول إقناع هادي وبحّاح في صنعاء بالعدول عن استقالتيهما، غير أنهما تمسّكا بها استجابةً لتوجيهات أمريكية هدفت إلى تهيئة المبررات اللازمة للعدوان والحصار تحت ذريعة كذبة “الانقلاب”.

ولا ننسى أيضاً أن الانقلاب على الرئيس إبراهيم الحمدي جرى هو الآخر بتدبير وإدارة من الرياض.

الغاية من إعادة سرد هذه الحقائق التي باتت معروفة للجميع، هي طرح سؤال جوهري: ما هو مصير أولئك المرتزقة الذين قُتلوا وهم يقاتلون في صفّ التحالف الامريكي الذي اعتدى على اليمن وحاصره بذريعة تهمة تنطبق على المعتدي لا على المعتدى عليه؟

 

Comments are closed.

اهم الاخبار