عدنان حيدر درويش: قاضٍ في الأرض.. وقاضٍ في السماء

 

عندما تُغلق أبواب العدالة الأرضية، يبقى بابٌ واحد لا يُغلق…في مشوار الحياة، قد يجد الإنسان نفسه مضطرًا للوقوف في قاعات المحاكم، يطالب بحقه، ويُبرز الوثائق والحجج والبراهين… ومع ذلك، قد يُخذل!

قد تتقاطع المصالح، وقد يتغلب النفوذ على الحق، وقد يتعامى من أؤتمنوا على العدالة عن الحقيقة الواضحة كالشمس.

لكنّ المؤمن يُدرك يقينًا أن قاضي الأرض قد يخطئ أو يجور…

أما قاضي السماء فلا يظلم ولا يغفل.

﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾

نحن لا نفقد الثقة بالقضاء، ولا نقلّل من شأن الأنظمة، ولكننا نواجه مظالم متعمدة، وتجاوزات لا يمكن تبريرها، سواء من جهة بنكٍ تلاعب بالحقائق، أو من سلطةٍ تخلّت عن واجبها، أو من قاضٍ أغفل ما لا يجوز إغفاله.

ومع ذلك…

نحن على يقين بأن عدالة السماء قادمة.

ستشرق ولو بعد حين، وستُعلن الحقيقة ولو كتموها، وسيُردّ الحق إلى أهله ولو طال الانتظار.

هذه ليست مجرد قضية قانونية…

هذه كرامة إنسان وحقٌ استُبيح بغير وجه حق.

وهذا ما يبعث فينا الإصرار والثبات:

أنّ الحقوق عند الله لا تضيع…

وأنّ الميزان الإلهي لا يميل…

وأنّ دعوة المظلوم لا تُردّ.

“اتقِ دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب.”

سيأتي اليوم الذي تُفتح فيه الملفات من جديد…

وتُعرض الأدلة على من لا يحتاج إلى أدلة…

ويرى كل متجبرٍ نتيجة ما قدّم…

وسنقول حينها وقلوبنا مطمئنة:

هذا ما وعد الرحمن وصدق المظلومون.

Comments are closed.

اهم الاخبار