لماذا عجزت “إسرائيل” عن هزيمة حماس؟ تحليل لباحث بريطانيّ يشرح الأسباب

وكالات:

يرى الأكاديمي والباحث البريطاني عظيم إبراهيم، أنه ورغم إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي تصميمها على “استكمال النصر”، فإنّ واقع الميدان في غزة يروي قصة مغايرة تمامًا.

ويقول الأكاديمي والباحث البريطاني عظيم إبراهيم، في مقال نشرته مجلة ذا ناشيونال إنترست، “إن نحو 15 ألف مقاتل من حركة حماس أعادوا تنظيم صفوفهم وخرجوا من بين الأنقاض بأسلحتهم الكاملة، ما يدل على أن الحركة استعادت قدرتها الميدانية بسرعة لافتة، رغم الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب”.

ويشير إلى، أن “إسرائيل” فشلت في تحقيق هدفها المعلن بـ”القضاء على حماس”، لأن الحركة ليست مجرد تنظيم عسكري، بل فكرة سياسية وأيديولوجية متجذرة في المجتمع الفلسطيني، مؤكدًا أن قتل القادة وتدمير البنية التحتية واحتلال الأرض، لكن لا يمكن قتل الفكرة”.

ويرى أن “الانتصار الكامل” الذي تحدثت عنه إسرائيل كان سرابًا سياسيًا، فقيادة حماس تضررت لكنها ما زالت قادرة على العمل وإدارة القطاع”.

ويشير المقال إلى أن العدوان الإسرائيلي دمّر البنية المدنية لغزة، وقتل عشرات الآلاف، وشرّد أكثر من مليون فلسطيني، وسوّى أحياءً كاملة بالأرض. ويستدرك بالقول، “لكن الظروف التي أنجبت حماس – من يأس وتهميش وغياب الدولة – ما زالت قائمة بل ازدادت سوءًا، ما يجعل من المستحيل القضاء على الحركة بالقوة”.

ويعزو إبراهيم صعود شعبية حماس إلى فساد السلطة الفلسطينية وفشلها في إدارة شؤون الناس أو تحقيق أي أفق سياسي، فضلًا عن استمرار الاستيطان وانسداد طريق التسوية، مما جعل الفلسطينيين يرون في حماس بديلاً أكثر صدقًا وصلابة.
ويتهم الكاتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه ساهم، بسياساته قصيرة النظر، في تعزيز نفوذ حماس عبر تبنّيه استراتيجية “الفصل” بين غزة والضفة الغربية لمنع قيام قيادة فلسطينية موحدة.
هذه السياسة – كما يقول – كانت “كارثية على المدى البعيد”، إذ أبقت على الانقسام، وبرّرت لإسرائيل تجميد عملية السلام، فيما واصلت توسيع المستوطنات وتجنّب أي تنازل سياسي.

ويشير إلى أن هذه الحسابات ارتدت على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، حين انفجرت الأوضاع بشكل غير مسبوق.

ويخلص إبراهيم بالقول إن على “إسرائيل” أن تدرك أن أمنها لن يتحقق بالحروب أو الحصار، بل بالتعايش العادل مع الفلسطينيين، مشددًا أنه “قد تهزم الجيوش في المعارك، لكن الأفكار لا تُهزم بالقوة”.

 

Comments are closed.

اهم الاخبار