أزال الجاوي: 14 أكتوبر بين المحلية والعالمية

 أكبرُ جريمةٍ تُرتكب في حقِّ الرابعِ عشرَ من أكتوبر هي حصرُه في نطاقٍ زمانيٍّ من الماضي أو جغرافيٍّ ضيّق، أو اعتباره مناسبةً تخصُّ الجنوبَ وحده؛ فثورةُ أكتوبر المجيدة كانت جسرَ الوصال، وحلقةَ الربط بين ثورةِ السادسِ والعشرينَ من سبتمبر الوطنية، وبين حركةِ التحرّرِ العربيةِ في عمومِ المنطقةِ والعالم.

إنَّ الرابعَ عشرَ من أكتوبر ليس مجرّدَ ذكرى من الماضي، بل مبدأٌ خالدٌ يُجسّد روحَ التحرّرِ والسيادةِ والاستقلال، ونداءً دائمًا لكلِّ الأحرارِ في وجهِ الاستعمارِ والوصايةِ والتبعيّة، في كلِّ زمانٍ ومكان، وعلى امتدادِ أرضِ اليمن والمنطقة.

أما وطن مؤسسات، أو وطن نعرات..

لا يمكن أن يقوم مجتمع مدني حقيقي دون مؤسسات مجتمع مدني قوية وفاعلة.

كانت هناك بذور أولية جنينية تجسدت في التجربة الحزبية والنقابية بعد الثورة والوحدة، لكنها أُجهضت بفعل الحروب في 1994 و2015، وعاد الواقع ليهيمن عليه النعرات القبلية والمناطقية والمذهبية، بالمنطق الرجعي الذي يعتمد العنف والغلبة، على حساب المنطق التقدمي القائم على أسس علمية ومؤسسية.

الطريق نحو المستقبل، نحو السلام والازدهار، يتطلب النضال لإعادة بناء المؤسسات وإفساح المجال لها لتنمو بشكل طبيعي. وإلا، سنظل ندور في مكاننا، بل ومن المؤكد اننا سنسير نحو الأسوأ، ما لم يكن أفق السلام مرتبطًا بفكر ومؤسسات تقدمية.

Comments are closed.

اهم الاخبار