علي محمد الاشموري: نوبل (للدمار)!!

 

في مشهد يعكس أقصى درجات التناقض الأخلاقي، تتواصل المجازر بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها إبادة 53 أسرة وأربع أسر بشكل كامل خرجت من السجل المدني دون أن يبقى لها أثر. وبينما تتصاعد الغارات على قطاع غزة، تُطرح خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على طاولة المفاوضات غير المباشرة في شرم الشيخ، دون أن تتضمن أي ضمانات حقيقية لحقوق الفلسطينيين أو وقف العدوان بصورة نهائية.

فترامب، الذي يسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام يبدو أنه يسعى لنوبل (للخراب) في ظل دعمه المطلق للغارات الإسرائيلية المكثفة على غزة، والتي كشفت عن وجه الاحتلال النازي الفاشي. وفي باريس، يتصدر مؤتمر “جيل غزة” المناهض للحروب والتطهير العرقي المشهد، بينما تتردد أصداء المطالبات في لندن بإنهاء اتفاقية التعاون العسكري بين الكيان الإسرائيلي والأكاديمية العسكرية البريطانية، الموقعة عام 2023.

خطة ترامب، كما تظهر في شرم الشيخ، تُقرأ بعيون نتنياهو وتياره اليميني المتطرف، حيث وصلت القوات الإسرائيلية إلى شواطئ غزة التي لا تتجاوز 70 كم، في خطوة تهدد بتفجير المفاوضات والعودة إلى مربع الحرب والدمار. ويبدو أن ترامب مستعد لدفع المنطقة نحو مواجهة استفزازية مع المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس.

فالوعود المنقوضة والنوايا المبيتة ضد سكان القطاع وأصحاب الأرض المحتلة، تعيد إلى الأذهان تحالف ترامب-نتنياهو، الذي لم يتوقع أن تقبل حماس بمناقشة المبادرة الأميركية، لما تحمله من عراقيل وشروط تعجيزية تهدف إلى إعادة الاعتبار لنتنياهو، بعد أن بلغ الوضع الميداني مستويات خطيرة من الدمار.

فمنظمة “هيومن رايتس ووتش” وصفت خطة ترامب بأنها “لا إنسانية”، مؤكدة أنها لا تتناول حقوق الإنسان بأي شكل من الأشكال. بل إنها تطالب بتسليم سلاح المقاومة، وتغض الطرف عن القصف الوحشي والحصار القاتل الذي يطال الأطفال والنساء والشيوخ منذ فجر الإثنين وحتى لحظة كتابة هذه السطور.

ناهيك عن احتجاز السفن المتعددة الجنسيات من المياه الدولية التي تحاول فك الحصار القاتل عن غزة والمعاملة السيئة للبشر وخاصة ذوي الشعر الأسود عرب ومسلمين٠

العالم اليوم بات أكثر وعيًا، وأكثر قدرة على التمييز بين الضحية والجلاد. ومع تصاعد الأصوات المناهضة للحرب في باريس ولندن، تتكشف ملامح خارطة جديدة للمنطقة، عرضها نتنياهو على الفضائيات، وتطال السعودية ومصر وسوريا والأردن، في محاولة لإعادة رسم الشرق الأوسط وفق رؤية الاحتلال.

فهل يُعقل أن يُمنح ترامب جائزة نوبل للسلام، بينما تُزهق الأرواح وتُباد الأسر؟ ويموت الأطفال جوعا ومرضاً؟؟؟

وهل يمكن للضمير العالمي أن يصمت أمام هذه الجرائم؟

الأسئلة كثيرة، لكن الحقيقة واحدة: لا سلام يُبنى على أنقاص الحقوق، وما يحدث في المغرب من مطالبات صحية وحقوقية وتعليمية لا تمت الى (الربيع العربي) كما تصفه صديقة (موزة) ولدينا مثل يمني شائع (الناس خراجه و زعكمة داخلية يا (خرمان)!

الرحمة والخلود لشهداء المقاومة على طريق القدس الشهيد السيد حسن نصرالله ورفاقه والسنوار وإسماعيل هنية وكافة شهداء طوفان الأقصى، ولا نامت اعين القتلة والصامتين المطبعين من العرب والمسلمين والنار ستحرق كل متخاذل.

 

Comments are closed.

اهم الاخبار