إبراهيم محمد الهمداني: سيد الجهاد والمقاومة

 

إن الحديث عن المسار الجهادي، لسماحة السيد حسن نصر الله، هو حديث عن مشروع جهادي للأمة، وليس مجرد تجربة نضالية فردية خاصة، وبالرغم من ارتباط أعظم وأكبر انتصارات المقاومة، بشخص أمينها العام السيد حسن، إلا أن هذا المجاهد القائد الاستثنائي، قد جعل من تلك الانتصارات نهجاً أممياً، وجعل من قيادته الفذة إنموذجاً متفرداً، في مسار السياسة والقيادة والاقتداء، وجعل من ثوابته الإيمانية، ومبادئه وقيمه الجهادية، دستوراً خالداً في مسار التكليف الإلهي، من منطلق الإيمان بعظمة المسؤولية، والشعور برهبة الموقف والسؤال بين يدي الله.

كان المجاهد الصادق والقائد الاستثنائي، الذي أرسى مسار التحرر ومشروع الجهاد والمقاومة، بعطائه ومواقفه؛ متجاوزاً نطاقه الجغرافي الخاص، ليصل إلى معظم الجغرافيا العربية والإسلامية، التي تتعرض للاستباحة، وعربدة قوى والاستكبار، ضد الإسلام والمسلمين، وصولاً إلى البوسنة والهرسك.

كرس معادلة “ولّىٰ زمن الهزائم وأتىٰ زمن الانتصارات”، وافتتح زمن الانتصارات بجهده وجهاده، وحنكة قيادته الاستثنائية، التي أذهلت العالم، وأصبحت شخصيته محل اهتمام ودراسة وتحليل مراكز الدراسات السياسية العالمية، والخبراء والمختصين في جميع أنحاء العالم، وكانت معادلته تلك، هي المنعطف الأهم والأبرز، في تاريخ المنطقة والعالم، ونقطة التحولات العالمية، التي ما زالت تفاعلاتها وثمارها تجنى، وتؤتي أكلها إلى اليوم، فكانت معادلته السالفة، التي صرخ بها في خطابه، حجة على كل الانظمة العربية والإسلامية، كونها المعنية – أولاً – بالسير على هذا النهج التحريري الجهادي، الذي كسر معادلة الهيمنة الإسرائيلية الاستعمارية، وكانت – ثانيا – مصدر إلهام لجميع الشعوب، في مختلف بلدان العالم، في إذكاء نزعتها التحررية، من هيمنة قوى الاستكبار العالمي.

قال فصدق، ووعد فأوفى، وكسر عقيدة التفوق الصهيوني، وأسطورة الجيش الذي لا يقهر، والقوة التي لا تهزم، وطوى عقوداً من الهزيمة النفسية والانكسار المعنوي، من الوجدان العربي، الذي سببته الهزائم المتوالية للجيوش العربية، أمام جيش الكيان الغاصب، مؤكداً بصرخته الحيدرية المجلجلة، أن هذا الكيان الإسرائيلي المحتل، أوهن من بيت العنكبوت.

 

 

Comments are closed.

اهم الاخبار