علي محمد الأشموري: الثورة اليمنية وواحدية الأهداف
جاءت ثورة الـ ـ21 من سبتمبر 2014 لتقضي على موروثات الحقد الصهيوني (التلمودي- السعودي- الاماراتي).. الذي بدأ قبل الـ26 من سبتمبر التي نقلت اليمن إلى النظام الجمهوري وبدأت هذه التشكيلة الخارجة من رحم المؤامرات لتبدأ مرحلة الحروب والتدخلات في السياسة الداخلية للجمهورية العربية اليمنية سابقا.. وكان بعض المرتزقة جمهوري في النهار وملكي في الليل وبدأت حروب الذهب السعودي والتدخل الأمريكي الصهيوني من أجل إجهاض حلم اليمنيين في الثورة والجمهورية والوحدة والتدخل في الشأن الداخلي حتى العام 67 فصنعاء التاريخ والحضارة والثورة حوصرت في حروب طاحنة لما يقارب العقد حينها ظهر أبطال وضعوا رؤوسهم على اكفهم من أجل الحفاظ على المنجز الشعبي بقدرات واستبسال محدودتين حيث وضعت أمريكا قدراتها التسليحية واستمر المسلسل حتى نهاية 67 وحينما برز دور الشاب إبراهيم الحمدي ورفاقه وخط الحلم الوحدوي تم اغتياله لأنه وقف ضد التدخل السعودي الأمريكي الصهيوني بعد استدعاء رؤساء الدول المطلة على البحر الأحمر للاجتماع.. فالمال السعودي والأيادي المأجورة من اليمنيين اغتالت إبراهيم الحمدي وشوهت صورته أمام الشعب وبالمثل نحن في العام الحادي عشر من الحرب والحصار والتجويع الخليجي الغربي بعدما يسمى بالربيع العربي، اغتيل في الحديدة رئيس المجلس السياسي الأعلى الشهيد صالح الصماد لأنه كان بسيطا بساطة الحمدي ومثقفا عاليا كثقافة الحمدي فالشهيد الصماد ذو الأيادي البيضاء كان صاحب شعار (يد تبني ويد تحمي) وبنفس المخطط الذي دمر مقدرات اليمن منذ قيام الثورتين 26 و 21 سبتمبر صاحبتي الأهداف البيضاء.
ساد السواد والحزن في اليمن على الشهيدين ومن سبقهما ومن لحق بهما.. توالت الأحداث (وعادت حليمة لعادتها القديمة) بصورة فجة طابعها العمالة والارتهان للصوص الأرض والثروات ومنافذ اليمن البحرية ومقدرات الشعب اليمني وبنيتها الثقافية والتعليمية والصحية والاقتصادية من جهة ومن جهة أخرى كان الفساد ينخر جسد الوطن والأمة.
فالاستقرار النسبي قد جعل من الجمهورية اليمنية وموقعها الاستراتيجي وثرواتها الاقتصادية في مهب رياح المؤامرات.
التاريخ اليمني ما زال مجهولا إلا من مذكرات شخصية جيرت ثورة الشعب لأصحاب المذكرات وتناسوا أن الثورة سبتمبر شارك فيها كل أطياف المجتمع وسقط في الثورة الأم ما يقارب النصف مليون شهيد وتدافع الثوار وأبناؤهم (كالسلال والعمري والارياني) ومعهم ذو الرتب الصغيرة والشباب إلى جبهات القتال لتصفية الجيوب الظلامية.
وعادة ما تكون للثورات بصماتها ولها أخطاؤها وسلبياتها وإيجابياتها بفعل النخب والأحزاب التي لا تمتلك (برامج إلا برامج انتفاخ الكروش وبقاء العروش).
المتعمق الحصيف في الأحداث يرى مدى الاستماته السعودية الإماراتية الصهيو-أمريكية على الثورة اليمنية 26-21 سبتمبر فلو لاحظنا القصف الصهيو-امريكي على الأهداف المدنية ومن ضمنها الصالة الكبرى وغيرها من المجازر والأحداث الدموية التي تعتبر جرائم حرب مكتملة الأركان والخارجة عن الأعراف والمواثيق الدولية والقوانين الإنسانية مرورا باستهداف الرموز الثورية والسياسية والاقتصادية وانتهاء بالمجزرة مكتملة الأركان باستهداف حكومة البناء والتغيير وقصف مبنى صحيفتي اليمن و26 سبتمبر والتي راح ضحيتها 32 عنصرا مدنيا لا يمتلكون إلا القلم والحقيقة بالإضافة إلى مجازر أخرى ارتكبتها في صنعاء والحديدة وذمار وإب وحجة وغيرها ضحاياها أطفال المدارس والشيوخ والنساء.. هذه الحرب العبثية على اليمن أو فقط من أجل موقعها الجغرافي وإسنادها لغزة الفلسطينية المحتلة.
فالمطلوب من اليمنيين حاليا لم الشمل لردع المخاطر الخارجية ولا عزاء لمن يبيع أبناء جلدته ولا مكان لمن يبيع وطنه لتحقيق السيادة على كامل الأراضي اليمنية بعيدا عن توقيعات (الدنبوع) والذي خرج من عباءة بن سلمان (الطنبوح) الذي خرج من رحم الريال السعودي أو الدرهم الإماراتي والثمانية (الدنابيع) التابعين للدولار والريال القطري والدرهم الاماراتي.. كل هذه الجرائم التي أحيكت وتحاك من أجل طمس القضية الفلسطينية وطمس الهوية الوطنية اليمنية بأموال عربان النفط الأسود وأسلحة الإجرام الأمريكي الغربي من أجل تحويل الجمهورية اليمنية إلى كانتونات صغيرة وتقطيع أوصالها وابتلاع ثرواتها وتاريخها العريق ومقدرات الشعب اليمني، فالحفاظ على الثورة اليمنية ووحدتها ينبغي الخروج من العباءات الأمريكية الإسرائيلية القطرية الإماراتية السعودية البحرينية.. والدور الآن أصبح على أصحاب الخليج (الهادر) الذاهبين نحو التطبيع..
الرحمة على شهدائنا الأبرار والعار للخونة وبائعي الأرض والعرض
وتحيا الثورة اليمنية وواحدية أهدافها ووحدتها وابنائها الشرفاء.
Comments are closed.