ملحمة بشرية مهيبة تزين ساحات الحديدة احتفاءً بمولد الرسول الأعظم

سبأ :
غصّت ساحتا الشهيد الصماد بمدينة الحديدة، والرسول الأعظم في الحسينية بمديرية بيت الفقيه، اليوم، ببحر بشري هادر احتشد لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، في لوحة جماهيرية مهيبة تجلّت فيها مشاعر الفرح والولاء للنبي الأعظم في وجدان أبناء حارس البحر الأحمر.

شارك في الاحتفال المحمدي الذي ازدانت به ساحة الشهيد الصماد بمدينة الحديدة حشد مليوني تدفّق من مربعات مديريات المدينة والمديريات الشمالية والشرقية، فيما اكتظت ساحة مضمار الحسينية بجموع هادرة من أبناء مديريات المربع الجنوبي الذين توافدوا حاملين رايات الولاء ومشاعر الفرح والإجلال بهذه المناسبة العطرة.

وعمت أجواء الفرح المهرجان الأكبر لأبناء حارس البحر الأحمر في صورة إيمانية بهيّة جسدت عظمة المناسبة الدينية، حيث تجلّت مظاهر الحفاوة والابتهاج بتعظيم يوم المولد النبوي في أبهى صورة إيمانية تعبّر عن عمق الانتماء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وردّدت الحشود الهادرة هتافات وأناشيد تمجّد الرسول الأعظم وتعكس الولاء الصادق له، مجسدة مضامين الهوية الإيمانية في أجمل صورها منذ مطلع شهر صفر، حين انطلقت فعاليات الاحتفاء بهذه المناسبة وصولاً إلى المشهد المليوني اليوم.

وتميزت الحشود التهامية بأجواء احتفالية فريدة تمثلت في الأهازيج و اللافتات والرايات الخضراء التي رفرفت في سماء الساحات، معبّرة عن صدق الانتماء وعمق اليقين بالنصر والتمسك بخط الرسالة المحمدية، ومؤكدة ارتباط اليمنيين الوثيق بسيد المرسلين.

وأظهر أبناء الحديدة من خلال حضورهم البهيج صورة أيقونية للحب والولاء للنبي الكريم، مجسدين رسالة إيمانية يمانية خالدة تؤكد أنهم أهل الإيمان والمدد وعنوان العزة والبأس، وأن إحياء هذه الذكرى يمثل تجديداً دائماً للارتباط بالعقيدة والرسالة المحمدية.

وشكلت الحشود التي قطعت مسافات طويلة من القرى والعزل للوصول إلى ساحات الاحتفال، لوحة إيمانية نادرة، حيث ازدحمت الطرقات والمداخل الرئيسية بالوافدين الذين جسدوا المحبة والوفاء والانتماء لرسول الله في أبهى معانيها.

وبعثت الجموع الغفيرة رسائل فخر واعتزاز بذكرى مولد النبي الأكرم، مؤكدين أن المناسبة محطة لتجديد العهد، واستلهام قيم الرسالة وتعظيم دورها في واقع الأمة، وترسيخ الولاء لرسول الله كنهج حياة ومبدأ ثابت.

وتوّج أبناء الحديدة هذا العرس المحمدي بأصدق صور الولاء ومشاعر المحبة النابعة من صميم القلوب لخير الأنام، الرحمة المهداة والنعمة المسداة، القدوة المثلى والأسوة الحسنة، إمام الأنبياء وسيد المرسلين، الصادق الأمين، مبينين أن ذكرى مولده ميثاق ولاء خالد وعهد نصرة لا ينقطع.

وفي أجواء إيمانية مهيبة، أكدت الحشود الهادرة في هذا اليوم الأقدس أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو تجسيد عملي للشكر على النعمة الإلهية العظيمة، وتعبير صادق عن بهجة الشعب اليمني في المحافظات الحرة التي تتوهج أكثر في ذكرى ميلاد سيد البشرية صلى الله عليه وآله وسلم.

وعبّرت جماهير الحديدة عن تأييدها المطلق لتوجّهات قائد الثورة في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مجدّدة العهد على الامتثال الواعي والطوعي لتوجيهاته، مؤكدة استعدادها لتعزيز جهود التحشيد ومضاعفة الصمود لمواجهة التحديات والاستحقاقات المصيرية التي تمر بها الأمة.

وأبدى المحتشدون اعتزازهم بمواقف الشعب اليمني وقيادته ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في ترسيخ نهج الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، ونصرة الحق والجهاد في مواجهة قوى الكفر والطغيان، معتبرين المناسبة محطة إيمانية وتربوية متجددة لتعزيز الثبات والصمود في مقارعة الأعداء.

وفي الاحتفال بمدينة الحديدة، بحضور محافظ المحافظة عبدالله عطيفي وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ونائب وزير النقل والأشغال العامة يحيى السياني ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، عبّرت الحشود عن اعتزازها بالتفاعل الكبير الذي شهدته المحافظة في إحياء فعاليات المولد النبوي، والتي بلغت ذروتها بالحضور الجماهيري المهيب اليوم، في لوحة لم يسبق لها نظير.

واعتبر المشاركون احتفال اليمنيين بذكرى مولد الرسول امتداد طبيعي لسيرة الأنصار الذين ناصروه، وتجديد لقيم الأخلاق والوفاء، ورسالة وحدة وتماسك في مواجهة أعداء الأمة ومحاولاتهم لطمس معالم الدين.

وأكدوا أن اليمنيين بهذه الحشود المهيبة يثبتون أنهم سند للأمة وركيزة لمظلومية الشعب الفلسطيني، ويوجهون رسالة قاطعة للأعداء بأنهم ماضون بثبات وإيمان في نصرة القضايا الإسلامية، متمسكين بالرسول الأعظم وبخط الرسالة المحمدية.

وحيت الحشود المشاركة خطاب قائد الثورة بهذه المناسبة، مجددة التزامها بتوجيهاته والعمل وفق مقتضيات المرحلة بما يلبي تطلعات الشعب اليمني، ويحفّز مسار الجهاد، ويعزز الهوية الإيمانية للأجيال.

وأشاروا إلى أن المشهد الجماهيري المشرف يعكس وحدة الصف اليمني، ويؤكد أن ذكرى المولد النبوي ثقافة يمانية راسخة، ودليل عملي على مواجهة محاولات التضليل والحملات التي تستهدف هذه المناسبة العظيمة.

وشددوا على أن إحياء ذكرى المولد النبوي في ظل ما تتعرض له فلسطين من عدوان صهيوني غاشم، يمثل استنهاضاً لوعي الأمة ودافعاً لمواصلة الجهاد، وانتصاراً للمظلومين والمستضعفين في كل مكان.

وفي ساحتي الاحتفال، اللتين شهدتا أكبر ملحمة بشرية في تاريخ المحافظة، وجّهت الجماهير رسائل قوية للعدو وأدواته، أكدت فيها أن الشعب اليمني اليوم أكثر ثباتاً وإصراراً على نصرة فلسطين، وأن اليمن حاضر برجاله ومشروعه، ماضٍ في عهده مع القدس وغزة، والتصدي لكل المؤامرات بعزيمة لا تلين وإرادة لا تنكسر.

وأشارت جموع حارس البحر الأحمر إلى ما يحققه الشعب اليمني من انتصارات متوالية بفضل تمسكهم بالهوية الإيمانية واتباع لنهج الرسول الكريم، معتبرة إحياء هذه المناسبة استنهاضاً لوعي الأمة وتجديداً لعوامل النصر المؤزر في مواجهة أعداء الدين والإنسانية.

وشهد الاحتفال في الساحتين بحضور وكلاء المحافظة وعدد من وكلاء وزارة النقل والأشغال العامة وقيادات عسكرية وأمنية العديد من القصائد والفقرات الإنشادية التي عبّرت عن مشاعر الولاء والحب لرسول الله، واستمع الحاضرون إلى كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التي شكّلت محوراً جامعاً أكّد على الثبات في نهج النصرة والجهاد وتعزيز الوعي الإيماني.