لقاء لعلماء وخطباء ذمار يؤكد أهمية تبني خيار الجهاد ويحذر من التخاذل والتطبيع مع العدو
وفي اللقاء، الذي حضره عضو المحكمة العليا القاضي محمد الديلمي، أشار محافظ ذمار محمد البخيتي، إلى المسئولية الكبيرة التي تقع على عاتق العلماء والخطباء والمرشدين في تبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم، ودحض الأفكار الضالة، ورفع الوعي بمخاطر الثقافات المغلوطة والدخيلة، فضلا عن تعزيز الهوية الإيمانية، والارتباط بكتاب الله تعالى ونهج رسوله الكريم.
وذكر، أنه عند تقييم واقع الأمة اليوم نجد أن كثيرا من العلماء أصبح دورهم سلبيا، وهناك من يحرف الكلم عن مواضعه ويلبس الحق بالباطل، تماشيا مع أهواء وتوجهات دنيوية.
وأكد محافظ ذمار على أهمية دور العلماء والخطباء والمرشدين في التوعية بأهمية إحياء ذكرى مولد الرسول الأعظم.. مثمنا جهودهم في تنوير المجتمع، وتفاعلهم مع برنامج هذه المناسبة الدينية، والحشد للفعالية المركزية.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة العامة للأوقاف والإرشاد العلامة عبدالمجيد الحوثي، أن الشعب اليمني يحمل قيم الإنسانية والدين، ويتشرف بالاحتفاء بأعظم شخصية في الكون، وفي انسجام مع القيادة والجيش في القيام بواجبه تجاه غزة.
واعتبر من يعارضون إحياء ذكرى المولد النبوي، ويسعون للتفريق بين الأمة تحت عناوين طائفية ومذهبية وغيرها، جنود إبليس، وينفذون أجندات الأعداء.. لافتا إلى خطورة إضعاف الأمة وإبعادها عن منهج كتاب الله تعالى، الذي أمر بأن تكون أمة واحدة.
وأشار رئيس الهيئة إلى تكالب أمريكا والغرب مع الكيان الصهيوني، فيما الأمة الإسلامية منقسمة ومتخاذلة وليس لها موقف موحد وفاعل تجاه ما يحدث في غزة.. مبينا أن سلاح العلماء والخطباء والمرشدين هي ألسنتهم، وأن عليهم الرجوع إلى كتاب الله تعالى، وقول الحق، وألا يخشون إلا الله سبحانه وتعالى.
وحث الجميع على الاهتمام بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، والتسابق في التقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بذكره والتمسك بنهجه وبرسالته.
وخلال اللقاء بحضور مدير أمن المحافظة العميد محمد المهدي وقيادات محلية وتنفيذية وتعبوية، حث مدير مكتب الهيئة العامة للأوقاف بالمحافظة فيصل الهطفي، الخطباء على تركيز الحديث في خطب الجمعة عن مأساة غزة، وتوعية المجتمع للاهتمام بجوانب التنظيم في الفعالية المركزية لإحياء ذكرى المولد النبوي، والتعامل الخلاق مع القائمين عليها.
وأكد أهمية هذه الذكرى العظيمة كمناسبة للتزود من سيرة الرسول الكريم، وإحياء قيم التراحم والإحسان، وتعزيز ارتباط النشء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
بدوره، أشار مسئول الإرشاد بالمحافظة عبدالله مشرح، إلى أن ذكرى المولد النبوي من أعظم المناسبات التي ينبغي أن تعود الأمة إليها عودة جادة وصادقة، فهي مناسبة جامعة للأمة تحت راية الإسلام، وعنوان لوحدتها، سيما في ظل الحرب التي تُشن عليها اليوم وفي المقدمة ما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم إبادة وتجويع بحق إخواننا في غزة وفلسطين، وانتهاكات متكررة للمسجد الأقصى.
وحث على الاستفادة من هذه المناسبة الدينية في التأسي بالرسول، والاقتداء بصفاته وأخلاقه والسير على نهجه القويم.
وفي كلمة العلماء، أوضح عضو رابطة علماء اليمن العلامة إسماعيل الوشلي، أن يمن الإيمان والحكمة يحمل الهوية الإيمانية، ويتعلم من رسول صلى الله عليه وآله وسلم، الشجاعة والثبات، وكيفية التعامل مع المشركين واليهود الذين نشروا فسادهم في أرجاء العالم.
ولفت، إلى مأساة غزة، والمؤامرات التي تستهدف المقاومة الفلسطينية واللبنانية وجبهة إسناد غزة.. مبينا أن اليمن إلى جانبهم، وسندا وعونا وركنا وثيقا لهم، وأن الذين يحملون عقيدة الإسلام السمحة والتعظيم والتوقير للرسول الكريم هم الغالبون بإذن الله.
فيما أشار الخطيب علي الأقمري في كلمة الخطباء، إلى دلالات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في تعظيم وتوقير المبعوث رحمة للعالمين، الذي جاء ليخرج الناس من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الهداية والحق المبين.
وحث، الخطباء على تنوير أبناء المجتمع بشخصية وسجايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وترسيخ قيم ومبادئ رسالته، وتجسيدها في التوحد ونبذ التفرق والتشرذم، بما يمكنهم من مواجهة مخططات الأعداء، والقيام بواجبهم في نصرة غزة.
من جهته، قدم الشيخ مصلح القيري، نبذة من سيرة وحياة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. لافتا إلى أن العقيدة الراسخة والالتزام بتعاليم الدين وترك المنكرات عوامل أساسية لتحقيق الانتصار.
وحث الجميع على قول الحق وتجسيد قيم ومبادئ كتاب الله تعالى، ونهج رسوله الكريم في الواقع قولا وعملا.
وأكد بيان صادر عن اللقاء، وجوب نصرة غزة وفلسطين جهادا وعملا كفرض عين على كل مسلم قادر بكل وسيلة مشروعة بالمال أو النفس أو السلاح أو الكلمة أو الدعاء أو المقاطعة.
وأدان بأشد العبارات أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم، واعتبره خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين وخروجا عن جماعة المسلمين.
وأشار البيان إلى ضرورة تصحيح البوصلة ومواجهة العدو الحقيقي.. داعيا الأمة الإسلامية جمعاء إلى تصحيح بوصلة عدائها وتوجيهها نحو عدوها الأول والأخطر، العدو الصهيوني الغاصب وحلفائه ومؤيديه من قوى الاستكبار العالمي بزعامة امريكا الشيطان الأكبر.
وحذر من حملات التضليل التي تشغل الأمة بمعارك جانبية وخلافات هامشية لصرف أنظارها عن قضيتها المصيرية.
وأكد بيان العلماء والخطباء والمرشدين على وجوب الإعداد واتخاذ كل أسباب القوة المادية والمعنوية استجابة لأمر الله تعالى “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة”، كما أكد دعم حق المقاومة المشروع في كل زمان ومكان.
ودعا شباب الأمة إلى التدريب والاستعداد والالتحاق بمسار التدريب والتأهيل في دورات “طوفان الأقصى” للجهاد في سبيل الله دفاعا عن الدين والأرض والعرض.
كما دعا البيان الجميع للوحدة والاعتصام بحبل الله.. حاثا على وحدة الصف الإسلامي، وتجنب كل أسباب الفرقة والخلاف المذهبي والمناطقي والحزبي، التي تفت في عضد الأمة وتخدم أعدائها.
وأكد أن الاعتصام بحبل الله تعالى والتأسي برسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو الطريق الوحيد للعزة والتمكين والنصر.
كما حث البيان على تفعيل سلاح المقاطعة، ومقاطعة كل البضائع الامريكية والاسرائيلية مقاطعة تامة، فهي من أدنى درجات النصرة.. مطالبا الحكومات العربية والإسلامية بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان المحتل وإغلاق سفاراته وقنوات التأثير التابعة له.
واعتبر إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة للاقتداء والجهاد.. مؤكدا على دور العلماء والخطباء في إحياء هذه الذكرى من خلال تبيين العبر والعظات من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأن تكون خطبهم ومواعظهم مركزة على شجاعته وثباته وصبره في وجه أعداء الله، وعلى مواقفه البطولية ضد يهود بني قينقاع، وبني النظير، وبني قريظة وخيبر، ليستمد المجاهدون اليوم العزم والثقة بنصر الله.
كما أكد أن “واقعنا اليوم وهو يشهد حرب إبادة على أبواب المسجد الأقصى يوجب علينا أن نربط الأمة بنبيهم القدوة، ونذكرهم بأن سبيل العزة هو نفس السبيل الذي سلكه، الجهاد والثبات”.
ولفت البيان إلى أهمية أن تكون هذه المناسبة محطة لشد الأمة إلى هويتها الإيمانية الأصيلة ورسالتها الخالدة، والتأكيد على أن الاقتداء الحقيقي برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعني الاقتداء بجهاده ضد الطغاة والمستكبرين، وعدم الركون إلى الذل والهوان.. مؤكدا حاجة الأمة اليوم إلى الاقتداء بمواقف الرسول من يهود زمانه لتتمكن من مواجهة يهود هذا العصر.
وحذر كل الأنظمة العربية والإسلامية من عواقب التخاذل والتواطؤ والتمادي في التطبيع مع العدو الصهيوني، وطالبها بمراجعة حساباتها وتبني خيار المقاومة والجهاد.. داعيا شعوبها وجيوشها إلى الوقوف مع الحق ونصرة المظلومين.
وأدان البيان، العدوان الصهيوني الغاشم على بلدنا والذي كان آخره العدوان السافر الذي استهدف عددا من الأعيان المدنية في صنعاء.
وأشاد بصمود وثبات المجاهدين في غزة ولبنان واليمن.. منوها بموقف اليمن قيادة وشعبا وجيشا تحت قيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يجسد الوصية النبوية في حق أهل اليمن “الإيمان يمان والحكمة يمانية” وينتصر لإخواننا في غزة بالعمليات العسكرية القوية والمؤثرة والتي كان آخرها عملية الأمس التي استهدفت من خلالها القوات المسلحة اليمنية (مطار اللد) بصاروخ باليستي فرط صوتي.





Comments are closed.