تضارب يكشف ارتباك العدو الاسرائيلي.. اليمن يقلب موازين المعركة بسلاح نوعي جديد

الوحدة نيوز/ نجحت القوات المسلحة اليمنية في قلب موازين المعركة واستهداف العمق الاستراتيجي للكيان الصهيوني، في شن هجوم نوعي أطلقت خلاله صاروخا حربيا انشطاريا يحمل رأسا متفجرا قابلا للانشطار “لأول مرة”، ما دفع الاحتلال الإسرائيلي لشن قصف عدواني على منشآت مدنية بصنعاء، منتصف الأسبوع الجاري، في أعقاب فشل دفاعات الاحتلال في التصدي للصاروخ اليمني متعدد المراحل، وهو ما أعاد الساحة اليمنية إلى واجهة الأحداث.

واعتبر خبراء عسكريون أن نجاح العملية اليمنية، يحمل رسالة مزدوجة، الأولى للداخل الإسرائيلي مفادها أن ‘العمق الإسرائيلي ليس محصناً، وأن أي تصعيد يمكن أن ينعكس مباشرة على تل أبيب ومطاراتها الحيوية’، أما الثانية، فهي تأكيد يمني على استمرار صنعاء في إسنادها لغزة، تزامناً مع تطوير وتعزيز قدراتها العسكرية.

وأكدوا أن العمليات اليمنية الأخيرة، ليست مجرد سقوط صاروخ في منطقة فارغة كما يروج إعلام الاحتلال، بل مؤشر على مرحلة جديدة من الحرب، وأنه في حال ثبت امتلاك صنعاء لصاروخ برأس حربي انشطاري، فهذا يعني أن ‘تل أبيب’ أصبحت مكشوفة أمام هجمات معقدة، ما يمكّن صنعاء من نقل ساحة المواجهة إلى العمق الإسرائيلي.

وتسبب الصاروخ بقلق كبير في الداخل الاسرائيلي على مستوى القيادة العسكرية، وتشكيك على المستوى الإعلامي، بعد فشل المنظومات الدفاعية للكيان، في اعتراض صاروخ فلسطين 2 المتطور والمسيرتين اليمنيتين، مساء الجمعة الماضية، ووصول هذه الأسلحة إلى أهدافها التي حددتها صنعاء بدقة، ما دفع وسائل إعلام عبرية إلى وصف تلك العمليات بالنوعية.

وفتح جيش الاحتلال الإسرائيلي تحقيقاً في أسباب فشل اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أُطلق من اليمن، واستهدف مطار بن غوريون.

سلاح نوعي

ووصف العميد الركن عبد السلام سفيان، الخبير العسكري والاستراتيجي في قوات صنعاء، الصاروخ الانشطاري بأنه “سلاح نوعي وسيغير كثيرا من المعادلات”، ويجبر 3-4 ملايين صهيوني على الدخول إلى الملاجئ، معطّلاً حركة الملاحة الجوية والبحرية.

واعتبر أن هذا التكتيك لا يهدف إلى إحداث دمار واسع، بل إلى ضرب “ركيزة الأمن” لدى الكيان، وهي الركيزة التي يعتبرها سفيان حجر الزاوية في وجوده.

وأكد سفيان أن قصف الكيان الصهيوني للأهداف المدنية، كمحطات النفط والمقرات الرئاسية، فعل يائس يهدف إلى “الترويج الإعلامي” لتغطية “حالة الفشل” التي يعيشها.

مستدلاً على ذلك بالصبر والصمود التي يتحلى به الشعب اليمني، الذي “لا يأبه” للانفجارات ويواصل حياته الطبيعية، في تناقض صارخ مع حالة “الارتباك” التي تعصف بالكيان.

أوراق قوة

من جهته قال الإعلامي اليمني الدكتور علي ظافر في تغريدة على حسابه بموقع إكس، تابعتها “الوحدة”، إنه ” من الواضح أن اليمن بات يمتلك أوراق قوة استراتيجية يصعب التقليل من شأنها في معادلات الصراع الإقليمي”.

صاروخ نادر

فيما أكد الدبلوماسي المصري سامح عسكر، أن الصاروخ اليمني سبب حالة رعب في إسرائيل.

وقال عسكر، في نشر على حسابه في إكس، رصدته “الوحدة”، إن “اليمنيون قصفوا إسرائيل بصاروخ جديد ونادر، قريب الشبه من صاروخ خرمشهر الإيراني، وهو صاروخ فرط صوتي لديه عدة رؤوس متفجرة، وهو ما سبب رعباً في إسرائيل وأدى لانفجارات متعددة في تل أبيب وإغلاق مطار بن غوريون..”.

وأضاف: هذا التطور يفسر رد الفعل الصهيوني؛ في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على منشآت مدنية بصنعاء.. وهو أيضاً تصعيد يتسق مع توتر عسكري قادم يبدو أنه كبيراً حيث زيارة الرئيس المصري المفاجئة للسعودية، وتحذيرات إيران والعراق المتكررة، وتصريحات نتنياهو بإسرائيل الكبرى وإصراره عليها وعدم الاعتذار عنها.

ودعا عسكر الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص لمراجعة مواقفها تجاه اليمن، وتكريمه على التضحية والشجاعة النادرة ضد أوسخ جيش في التاريخ.

وجدد عسكر تأكيده على ضرورة دعم اليمن كفلسطين والتأكيد للاحتلال بأنه مثلما فشل في تركيع فلسطين رغم قلة سلاحها سيفشل باليمن.

هستيريا الصاروخ

وتتواصل الصدمة التي خلفها صاروخ صنعاء الأخير في عمق الكيان الصهيوني، في وقت كشف فيه وسائل إعلام الاحتلال، عن تفاصيل جديدة للإخفاق الإسرائيلي في مواجهة الصاروخ اليمني، وسط حالة من الهستيريا.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت الصهيونية”، إن 3 محاولات اعتراض للصاروخ الانشطاري اليمني باءت بالفشل، مشيرةً إلى أن إطلاق اليمنيين صاروخًا انشطاريًا على “إسرائيل” كان مفاجئًا، حيث لم يسبق لهم استخدام هذا النوع من الصواريخ.

وأوضحت الصحيفة أنه “من غير المؤكد إطلاقًا أن الهجوم “الإسرائيلي” سيكون كافيًا لوقف اليمنيين عن إطلاق الصواريخ على “إسرائيل”.

وأشارت إلى إن القوات الجوية “الإسرائيلية” تحقق في سبب فشل الدفاعات في إيقاف الصاروخ اليمني الذي ضرب قرب “تل أبيب”.

وبينت أن القوات الجوية تحقق ما إذا كان الصاروخ اليمني يحمل ذخائر عنقودية.

وفي ذات السياق، أفادت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي، إن المؤسسة “الدفاعية” تحقق فيما إذا كان الصاروخ الباليستي اليمني الذي أُطلق ليلة الجمعة الماضية يحمل رأسًا حربيًا انشطاريًا.

وزعمت إذاعة جيش العدو أنه وفقًا للتقرير الأولي تفكك الصاروخ اليمني وأطلق سلاح الجو صواريخ اعتراضية على أجزائه، ويجري التحقق مما إذا كانت أجزاء الصاروخ اليمني انشطارية ولكل منها رأس حربي منفصل.

من جهتها، أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الصهيونية، بأن تحقيق سلاح الجو يكشف أن اليمنيين أطلقوا للمرة الأولى صاروخًا باليستيًا برأس حربي انشطاري يوم الجمعة، مؤكدةً أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية فشلت في اعتراضه.

كما أكد موقع والا العبري أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في فرض نظام استنزاف على إسرائيل.

فيما قال موقع “إنتل تايمز” الاستخباري الإسرائيلي، إن الصاروخ الذي أطلقته القوات المسلحة اليمنية باتجاه الاحتلال الإسرائيلي حمل رأسًا حربيًا متعدد المراحل وقابلًا للانشطار.

وفي السياق ذاته، ذكرت القناة 12 العبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحقق فيما إذا كان الصاروخ يحمل ثلاثة رؤوس حربية، في تطور يوصف بأنه الأول من نوعه إذا تأكدت صحته، لافتة إلى أن القوات المسلحة اليمنية لم تستخدم هذا النوع من الصواريخ في هجماتها السابقة ضد إسرائيل منذ أكثر من عام ونصف.

وبحسب القناة العبرية، يجري جيش الاحتلال الإسرائيلي فحصًا لبقايا الصاروخ التي سقطت داخل الأراضي المحتلة.

ويكشف هذا التضارب في التوصيفات حالة الإرباك العميقة داخل المؤسسة العسكرية “الإسرائيلية” خاصة أن الأمر يتعلق بسلاح لا تملك استخبارات الاحتلال عنه أي معلومات.

والحقيقة هي أن الصاروخ اليمني الذي أطلقته صنعاء مساء الجمعة على الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة لم يتفكك في الجو، وهو ينتمي إلى فئة الصواريخ الفرط صوتية، متعددة الرؤوس المزودة بتقنية ” MIRV”، وهذه التقنية تعني أن الصاروخ الواحد يمكن أن يحمل عدة رؤوس حربية تنفصل عند الاقتراب من الهدف، بحيث يتجه كل رأس نحو موقع مختلف، ما يخلق أمام الدفاعات الجوية معضلة حقيقية؛ إذ لا يكفي اعتراض الرأس الأول أو الثاني لنجاح الاعتراض لأن بقية الرؤوس تتساقط على أهداف متعددة في وقت متزامن.

تهديد استراتيجي

ويمثل دخول هذا السلاح إلى ساحة المواجهة تحولاً استراتيجيًا، فـ“إسرائيل” التي لطالما اعتمدت على تفوقها التكنولوجي في بناء منظومات مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” و”حيتس”، تجد نفسها اليوم أمام تهديد لا تتوافر لديها حلول عملية لمواجهته، سواء بواسطة دفاعاتها أو تلك التي زرعها الغرب لحماية “إسرائيل”.

وصممت الأنظمة الحالية لاعتراض الصواريخ ذات المسار المحدد، بينما الصواريخ الفرط صوتية متعددة الرؤوس قادرة على المناورة وإرباك الرادارات وتعطيل القدرة على الحساب المسبق لمسارها، وهذا يعني أن أي مواجهة واسعة مقبلة قد تضع العمق الإسرائيلي” في حالة إرباك دفاعي كامل، وهذا ظهر واضحًا مساء الجمعة الماضية.

ومع كل صاروخ يمني جديد، تتأكد حقيقة أن معادلة الردع في المنطقة لم تعد حكرًا على “تل أبيب” بل باتت موزعة بين أطراف إقليمية متعددة تمتلك الإرادة والسلاح، ما يفتح الباب أمام حقبة جديدة من الصراع الإقليمي، لا تشبه أي مرحلة سابقة.

وتشير التصريحات الصهيونية، إلى فشل الخيارات الإسرائيلية في مواجهة صنعاء، في وقت تخشى الدول والقوى من تجربة الفشل في اليمن بعد الفشل الأمريكي البريطاني الصهيوني والسعودي الإماراتي.

وكانت القوات المسلحة اليمنية، أعلنت أن القوة الصاروخية نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع “فلسطين2″، وتجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو الإسرائيلي وحقق هدفه بنجاح بفضل الله، وتسبب في إحداث حالة إرباك كبيرة في صفوف العدو وهروب ملايين الصهاينة إلى الملاجئ وتعليق حركة الطيران في المطار.

 

 

Comments are closed.

اهم الاخبار