نايف القانص: العقل بين ثلاث مراحل

يمر العقل البشري بثلاث مراحل متمايزة، لكل واحدة منها انعكاساتها على شخصية الإنسان ومصيره:

– مرحلة التغييب (اللا عقل أو التلقين):

في هذه المرحلة يُغيب الإنسان عقله، فيسلّم نفسه للتلقين الأعمى دون تفكير أو تمحيص، فيصبح أسيرًا للآخرين الذين يستغلون جهله وضعفه. هنا يسود الغباء والاستسلام والجهل، ويغيب الوعي النقدي.

– مرحلة الوعي (البحث عن اليقين): وهي المرحلة التي يتحرر فيها العقل من كل الرواسب والأفكار الدخيلة، لينطلق باحثًا عن الحقيقة. في هذا المستوى، يستوعب الإنسان عوامل الطبيعة البيولوجية والميتافيزيقية، ويدرك معنى وجوده وما يحيط به من مؤثرات. إنها مرحلة النضج، حيث يكتمل اليقين، وتُصاغ المسؤولية، ويصبح للعقل قوة معرفية وعلمية قادرة على الإنقاذ والبناء.

– مرحلة اللا وعي (الهروب من الواقع): عندما يعجز الإنسان عن مواجهة الحقائق ويتخلى عن السيطرة على عقله، يجد نفسه في دوامة من الضعف والهرب. هنا يلجأ إلى المخدرات أو الملهيات بحثًا عن مهرب من الواقع، غير قادر على تحمّل مسؤولية المعرفة أو مواجهة الظلم. إنها مرحلة الاستسلام واليأس.

المفاضلة بين المراحل

  • المرحلة الأولى: ضعف وجهل واستسلام.
  • المرحلة الثانية: وعي، يقين، قوة ومعرفة.
  • المرحلة الثالثة: هروب، ضعف، وعدم تحمّل للمسؤولية.

ويبقى السؤال الحاسم: أي مرحلة ستختار لتبني بها شخصيتك وقيمك؟

الواقع اليمني في اليمن، نرى هذه المراحل الثلاث مجتمعة؛ غير أن المرحلة الأولى – مرحلة التغييب والتلقين – ما زالت تفرض هيمنتها على العقول، مقيّدة بذلك إمكانات الوعي والتحرر، ودافعة بالكثيرين إلى الانزلاق نحو اللا وعي والهروب من مواجهة الحقائق.

* سفير اليمن السابق في سوريا

Comments are closed.

اهم الاخبار