بين المجاعة والتهديد.. هل سيبقى ملف الرهائن شرطا لإيقاف جحيم غزة؟

الوحدة| وكالات:

للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في غزة، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا دخول القطاع في مرحلة المجاعة، لتضع العالم أمام مشهد إنساني كارثي يتجاوز حدود التوصيفات المعتادة.

الإعلان جاء مصحوبًا بتحميل إسرائيل مسؤولية مباشرة عن “العرقلة الممنهجة” لوصول المساعدات، بينما سارعت تل أبيب إلى النفي القاطع، مؤكدة أن كل ما يرد في تقارير المنظمات الدولية لا يعدو أن يكون “كذبًا مطلقًا” و”فرية دم جديدة” تستهدف إسرائيل سياسيًا.

وبين هذا السجال الدولي والإنكار الإسرائيلي، يواصل الميدان إنتاج المزيد من القتلى والجرحى، فيما يتوعد القادة الإسرائيليون بفتح “أبواب الجحيم” على غزة.

من جهته، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، اليوم السبت، إن على الحكومة الإسرائيلية التوقف عن “إنكار المجاعة” التي تسببت بها في قطاع غزة. ودعا في تدوينة على منصة “إكس”، كل أصحاب النفوذ في العالم “لاستخدام نفوذهم بعزم وإحساس بالواجب الأخلاقي” لثني إسرائيل عن تعميق المجاعة في القطاع المحاصر.

وقال لازاريني: “حان الوقت لحكومة إسرائيل أن تتوقف عن إنكار المجاعة التي تسببت بها في غزة”، ودعا المفوض العام لوكالة الأونروا إلى سرعة التحرك لإيقاف المجاعة قائلا: “كل ساعة لها قيمتها”. وفي وقت سابق، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، اليوم السبت، بأنّ “المجاعة في مدينة غزة يمكن إيقافها”.

وقالت أونروا، في بيان صحافي على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم، إنه يمكن وقف مسار الكارثة الإنسانية المستمرة من خلال إدخال الكثير من المساعدات عن طريق الأمم المتحدة بما في ذلك أونروا، مضيفة أن “مخازن أونروا وحدها في الأردن ومصر ممتلئة”.

وأشارت إلى أنه يوجد ما يكفي من الأغذية والأدوية ومستلزمات النظافة الصحية وهي جاهزة لملء 6 آلاف شاحنة. وتابعت: “يجب على إسرائيل أن تسمح لنا بتقديم المساعدات إلى غزة”.

وكانت المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” (آي بي سي)، أكدت في تقرير وجود المجاعة في محافظة غزة، وتوقعت أن تمتد إلى محافظتي دير البلح وخانيونس وسط وجنوب القطاع بنهاية سبتمبر/ أيلول المقبل.

وسارعت سلطات الاحتلال إلى مهاجمة التقرير رغم اعتماده على معطيات وحقائق، زاعمة في بيان للجيش أمس الجمعة، أن التقرير استند إلى “شهادات هاتفية”.

إلى ذلك، كشف استطلاع جديد للرأي أن 72 بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وأعرب 62 بالمئة من المشاركين عن انعدام ثقتهم بحكومة بنيامين نتنياهو.

جاء ذلك وفق الاستطلاع الذي أجراه معهد لازار للأبحاث يومي 20 و21 أغسطس/ آب الجاري، لصالح صحيفة “معاريف” الإسرائيلية التي نشرت نتائجه السبت.

يأتي الاستطلاع وسط تصاعد ضغوط عائلات الأسرى الإسرائيليين للمضي في إبرام صفقة تضمن الإفراج عن ذويهم، بينما أوعز نتنياهو، الخميس، ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراحهم بالتوازي مع المضي بخطة احتلال ما تبقى من قطاع غزة.

وبالتوازي مع السجال الإنساني والدبلوماسي، لم تتوقف التحركات العسكرية الإسرائيلية، وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس توعّد بشكل مباشر بـ”فتح أبواب الجحيم” على حماس وتدمير مدينة غزة، مهددًا الحركة بمصير مماثل لرفح وبيت حانون إذا لم تتخل عن سلاحها وتطلق سراح الرهائن.

وأعلن كاتس أنه صادق على خطط الجيش لهزيمة حماس، متضمنة استخدام “القوة النارية الكاسحة” وإجلاء السكان من المدينة، في سيناريو يبدو وكأنه يجمع بين التصعيد العسكري ومحاولة تقديم غطاء “إنساني” عبر الإجلاء المنظم.

وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 8 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفلان، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 281 حالة وفاة، من ضمنهم 114 طفلاً، وفق وزارة الصحة في غزة. كما أعلنت وزارة الصحة أنه وصل إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضي، 61 شهيداً و308 إصابات، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 62622 شهيداً و157673 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول للعام 2023. وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/ آذار 2025 حتى اليوم 10778 شهيداً و45632 إصابة.

Comments are closed.

اهم الاخبار