فقط في غزة.. لقمة الطعام مغمسة بالدم
ندّد الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا واليابان ودول أخرى، الثلاثاء، بـ”المجاعة” التي يعانيها سكان قطاع غزة المحاصر، وطالبت بتحرك “عاجل” لوضع حد لها، وقال بيان مشترك وقعه 27 شريكاً إنّ “المعاناة الانسانية في غزة بلغت مستوى لا يمكن تصوّره. هناك مجاعة على مرأى منا”.
وذكر وزراء خارجية الدول في بيان مشترك نشرته بريطانيا “تتكشف المجاعة أمام أعيننا. هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الجوع”، وأضاف البيان “ندعو حكومة إسرائيل إلى السماح بدخول جميع شحنات المساعدات الدولية للمنظمات غير الحكومية وعدم عرقلة عمل الجهات الفاعلة الأساسية في قطاع المساعدات”.
وأعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، الثلاثاء، وفاة 5 فلسطينيين، بينهم طفلان، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، سجلتها مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية. وأفادت المصادر الطبية بأن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 227 وفاة، من بينهم 103 أطفال..
. وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية” ، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة أمميا.
ومنذ بدء هذه الآلية، وصل عدد الضحايا الفلسطينيين إلى ألف و807 شهداء، و13 ألفا و21 مصابا، جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار يوميا على منتظري المساعدات، بحسب معطيات وزارة الصحة.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و499 شهيدا و153 ألفا و575 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
مصائد موت
من ناحية أخرى، مجلة ذي اكونيميست البريطانية استعرضت صور أقمار اصطناعية تبين كيف تحولت مراكز توزيع المساعدات في غزة إلى مصائد موت، مشيرة إلى أن مئات الفلسطينيين قتلتهم نيران قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال محاولتهم الحصول على الغذاء.
كما لفتت المجلة إلى أن مجموع ضحايا مراكز المساعدات في غزة ارتفع ثمانية أضعاف خلال شهر يوليو.
وفي حين استعرضت صورا تظهر حشودا تتجمع عند نقاط توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية لفتت المجلة إلى أنها كانت شاهدة على لحظة إطلاق الغاز المسيل للدموع على الحشود التي كانت تنتظر المساعدات وقتل فيها العشرات وتم إغلاق المركز بعدها.
الجدار الحديدي
وفي نفس السياق، كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أنه لم يسمح لها بإدخال أي مساعدات إنسانية إلى غزة، بما في ذلك الأدوية والمستلزمات الطبية، منذ أكثر من 5 أشهر.
وذكرت الوكالة على منصة “إكس” أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات من قبل عدد من الدول الأعضاء استمرت في غزة، رغم تحذيرات العديد من الهيئات الدولية من أن هذه العمليات مكلفة للغاية وغير فعالة.
وقالت الوكالة إنه “منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18مارس وحتى 27 يوليو، قدمت فرق الصحة التابعة للأونروا أكثر من 1.5 مليون استشارة صحية في مختلف أنحاء غزة، بما في ذلك استشارات الأمومة، واستشارات صحة الأسنان والفم، وإعادة التأهيل بالعلاج الطبيعي”.
وأضافت “وفي شمال الضفة الغربية، لا يستطيع نحو 30 ألفا من سكان مخيمات نور شمس وطولكرم وجنين العودة إلى منازلهم نتيجة العملية واسعة النطاق التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي باسم “الجدار الحديدي” والمستمرة منذ يناير 2025″.
قتل مُنظّم
من جانبه قال فيليب لازاريني، المفوض العام لـ(الأونروا)، على منصة “إكس” إن “هذه المشاهد القاسية الكابوسية هي الواقع الجديد في غزة، حيث يجري الانتقاص من قيمة الإنسان وتجريده من إنسانيته”.
وأضاف في منشور على “إكس” “هذه ليست إغاثة.. بل قتل مُنظّم وترخيص بقتل الجائعين في ظل إفلات تام من العقاب”.
وتابع أنه “منذ إنشاء ما يُسمّى بـ(مؤسسة غزة الإنسانية) قُتل ما يقارب 1400 شخص أثناء بحثهم اليائس عن الطعام
وأكد المسؤول الأممي أن المجاعة تنتشر في الوقت نفسه، و“تقتل بصمت عددا كبيرا جدا من الأطفال”، وقال “لقد حان الوقت لاستعادة بوصلتنا الأخلاقية وإنسانيتنا”.
ودعا إلى رفع الحصار عن غزة وقال “يجب رفع الحصار فورا، واستعادة الاستجابة الإنسانية الكاملة، الآمنة، التي تحفظ الكرامة، ودون أي عوائق، تحت تنسيق الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا”.
وفي السياق ذاته، شدد برنامج الغذاء العالمي في منشور على منصة “إكس” على ضرورة الوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة لخطر المجاعة في غزة، “وبشكل آمن ومستمر وبكرامة
وقال في المنشور إن ذلك يتم عبر إدخال “ما لا يقل عن 100 شاحنة يوميا.. موافقات أسرع وطرق أكثر أمانا داخل غزة.. المخابز والمطابخ المجتمعية تعود للعمل.. إن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد للمضي قدما”.
وبدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، منذ 27 مايو تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية” وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة من قِبل الأمم المتحدة والوكالات الدولية.
ومذ ذلك الوقت تعرض المئات من المحتاجين في صفوف الانتظار والمجوعين، للقتل بإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال، كما أصيب العديد منهم بإصابات خطرة وهم ينتظرون تلقي المساعدات.
Comments are closed.