صنعاء تتخذ إجراءات استباقية لمواجهة الحرب الاقتصادية والمؤامرات الخارجية
الوحدة:
نجحت سلطات صنعاء، في اتخاذ إجراءات استباقية لمواجهة الحرب الاقتصادية والمؤامرات الخارجية التي تسعى لاستهداف الاقتصاد الوطني، قبيل دخول الولايات المتحدة الأمريكية على الخط.
فقد دعا سلطان السامعي، عضو المجلس السياسي الأعلى، إلى تعزيز وحدة الصف الوطني لمواجهة التحديات وإحباط المخططات التآمرية التي تستهدف الاقتصاد الوطني بما في ذلك النهب المنظم لثروات الشعب اليمني ومقدراته في المحافظات المحتلة من قبل مرتزقة العدوان.
جاء ذلك خلال لقائه رئيس مجلس النواب يحيى الراعي، وعدداً من أعضاء المجلس، والتي شدد فيها على أهمية تكاتف جهود الجميع والتصدي لتلك المؤامرات.
وحيا السامعي، الدور المشرف لرئيس وأعضاء مجلس النواب في مواجهة المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد الوطن، مشيدًا بدور مجلس النواب في مخاطبة الاتحادات والبرلمانات العربية والأمم المتحدة بحقيقة ما يجري من نهب لثروات ومقدرات الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان وأدواته.
بدوره ثمن الراعي جهود السامعي في تعزيز وحدة الصف الوطني ومواجهة التحديات التي تستهدف الوطن أرضاً وإنساناً وفي مقدمتها القضايا المتعلقة بتعزيز دور الاقتصاد والتصدي للحرب الاقتصادية التي يشنها تحالف العدوان ضد الشعب اليمني.
ولفت إلى أهمية رفع مستوى الوعي وإحباط كافة المؤامرات التي تستهدف الوطن ومقدراته، وتوحيد الجهود لمواجهة تلك التحديات التي تحاول النيل من اليمن بسبب مواقفه المشرفة الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني.
تحركات أمريكية
جاء ذلك قبيل الإعلان عن بدء تحركات وضغوط أمريكية مباشرة، والتي تزامنت أيضاً مع تقارير عن إعادة تفعيل الوساطة العمانية مجدداً بين الولايات المتحدة والسعودية من ناحية واليمن من ناحية أخرى.
وكشفت مصادر إعلامية عن لقاءات جمعت مسؤولين أمريكيين وبريطانيين في الرياض مع حكومة المرتزقة ومؤسسات مالية تابعة لها، لمواجهة ما وصفوها بالأنشطة المالية لصنعاء، ومهدّدين بإدراج المصارف والشبكات المتعاونة معها في قوائم العقوبات.
وبناء على ذلك، فقد سلم المدعو رشاد العليمي، رئيس ما يسمى المجلس الرئاسي، إدارة البنك المركزي اليمني في عدن لأمريكا، في إطار الحرب الاقتصادية التي تشنها واشنطن على اليمن.
وقالت مصادر مطلعة إن العليمي وجه قيادة البنك المركزي في عدن بتنفيذ توجيهات فريق من وزارة الخزانة الأمريكية وصل من واشنطن إلى الرياض للإشراف على عمليات البنك.
وبينت المصادر أن قيادة البنك ألزمت مدراء البنوك المتواجدة في عدن بالسفر إلى الرياض للقاء الفريق الأمريكي كلاً على حدة.
وكشفت وثيقة مسربة جدول مواعيد لقاءات مدراء البنوك التجارية مع الفريق الأمريكي في الرياض، والتي بدأت الاثنين الماضي الماضي، واستمرت عدة أيام في أحد فنادق الرياض.
وأكدت المصادر بأن الفريق الأمريكي هدد مسؤولي البنوك التجارية بفرض عقوبات عليهم وبنوكهم حال عدم الانصياع لأوامر الخزانة الأمريكية، خاصة ما يتعلق بفرض سعر محدد غير واقعي للريال مقابل الدولار والريال السعودي في عدن.
رسائل سياسية
سبق ذلك رد مفاجئ من قبل صنعاء، لا يعكس فقط تحولاً اقتصادياً، بل يحمل أيضاً رسائل سياسية تؤكد قدرة حكومة التغيير والبناء على تجاوز الحصار والعقبات والتحديات، تمثل بإعلان البنك المركزي بصنعاء، خلال الأيام الماضية، إصدار عملتين نقديتين جديدتين (معدنية فئة 50 ريالا، وورقية فئة 200 ريال) ما أحدث حالة من الارتباك الهستيري في أوساط قوى تحالف العدوان ومرتزقته في اليمن.
وقال البنك المركزي بصنعاء إن الإصدار الجديد سيُخصص إلى جانب الفئات المعدنية المُصدرة أخيراً لإنهاء مشكلة الأوراق النقدية التالفة لفئة المئتين والخمسين ريالاً وما دونها، حرصاً من البنك على استخدام أدواته بما يخدم أبناء الشعب دون أن يترتب عن ذلك إضافة أي كتلة نقدية أو التأثير في أسعار الصرف.
وأكد أنه يضع على رأس أولوياته إعادة الاعتبار للعملة الوطنية، التي تعرضت لحرب عدوانية ظالمة وممنهجة بقيادة أمريكية.
وأشار البنك إلى أنه بناءً على ذلك، سيدرس خلال الستة الأشهر القادمة مدى الحاجة لسك وإصدار فئات ما دون الخمسين ريالاً.
وذكر أنه من مسؤوليته تجاه حقوق أبناء الشعب ومصالحه في أنحاء الجمهورية اليمنية كافة، فقد أُجِّل طرح هذا الإصدار رغم جاهزيته منذ فترة، كفرصة لتنفيذ استحقاقات السلام وفق خارطة الطريق التي ماطلت السلطات السعودية في تنفيذها، في الوقت الذي تتفاقم فيه معاناة المواطنين اليمنيين اليومية؛ في إشارة إلى أن البنك لديه القدرة على تعزيز السوق بمختلف الفئات النقدية في حال استمرار تهرُّب دول التحالف السعودي – الإماراتي من استحقاقات السلام، والتي يأتي الملف الاقتصادي في أولوياتها.
تعطيل وإرباك
واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة التي أربكت حسابات بنك عدن المدعوم من واشنطن، أدّت إلى تعطيل محاولات إغراق أسواق صنعاء بالعملة المطبوعة من قبل البنك المذكور من دون غطاء نقدي؛ وهي جرت بطريقة قانونية، إذ أقدمت قيادة “المركزي” في العاصمة صنعاء على استبدال فئة نقدية من 50 ريالاً تالفة بأخرى معدنية قابلة للتداول، إضافة إلى عملة ورقية فئة 200 ريال بدلاً عن فئة 250 التالفة؛ وهي تجنّبت بذلك أي آثار تضخمية للإصدارين الجديدين في الداخل في ظل القيود المفروضة على إصدار العملات في شركات طباعة نقدية خارجية.
المضي في المواجهة
فيما أكد عبدالقادر المرتضى، رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى بصنعاء، المضي في المواجهة دون أي مخاوف من أي جهة كانت.
وقال في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، رصدتها “الوحدة”، إن “من واجه إسرائيل ولا زال في قلب المواجهة، وواجه أمريكا بكل قوتها وضرب بارجاتها وحاملات طائراتها بالصواريخ متوكلاً على الله دون خوف إلا منه _ وخرج من هذه المواجهة منتصراً مرفوع الرأس_ لن تخيفه أي مواجهة مع أي جهة أخرى، لأنه بكل تأكيد لن يكون بعد أمريكا وإسرائيل إلا ما دونهما.!!”.
Comments are closed.