عادل عبد الله حويس: غزة تصرخ.. فأين العرب؟!

في قلب غزة، تحت الركام، وبين أزيز الطائرات وهدير المدافع، هناك أطفال لا يعرفون طعم النوم، وأمهات يحملن أبناءهن بين الموت والخوف، وشيوخ جف الدمع من عيونهم وهم يودّعون الأحباب واحدًا تلو الآخر. إنها غزة.. جرح الأمة النازف، وقضيتها التي باتت تُتلى في نشرات الأخبار، لا في ساحات القرار.

منذ عامان، يتعرض أهلنا في غزة لعدوان همجي لا يعرف للإنسانية معنى، ولا يفرّق بين طفل وامرأة، ولا بين مشفى أو مدرسة أو مسجد. عدوان ينهش الأرض ويجرف الأحلام، يصنع نكبة جديدة على مرأى ومسمع من العالم، والعرب… صامتون!

فأين العرب من هذا؟

أين الصوت العربي الموحد؟ ..أين موقف العروبة الذي عهدناه في الكتب، وتربّينا على بطولاته في المدارس؟.. أين الغضب الذي كنا نقرأ عنه في القصائد؟.. وأين بيانات الشجب والاستنكار التي لم تعد تُخيف أحدًا؟

في الوقت الذي تُرتكب فيه المجازر، تُعقد صفقات وتُفتح ممرات للتطبيع. بينما تُقصف غزة، تُقصف معها الذاكرة العربية، ويُختطف الضمير الجماعي للأمة.

لا يُطلب من العرب المستحيل، بل فقط أن يكونوا عربًا. أن يُعيدوا تعريف الموقف، ويُعيدوا الكلمة لهيبتها. أن يتحركوا – لا بالكلام – بل بالفعل، بالسعي السياسي، بالدعم الإنساني، بفتح المعابر، بالضغط القانوني، وبأن يكونوا درعًا لأهل غزة لا شاهدين على دفنهم.

غزة لا تحتاج الشفقة، بل تحتاج الموقف.

هي لا تريد دموعنا، بل أن نكون معها، في الميدان، في الإعلام، في القرار، في العطاء، في الضمير.

أما أن تبقى غزة وحدها، تحارب وتواجه وتدفن شهداءها في صمت.. فذاك عار لا يُمحى، وتاريخ لن يرحم.

فيا عرب.. تحرّكوا قبل أن تُصبح غزة عنوانًا للخذلان الأبدي.

تحرّكوا.. فإن لم تكونوا للعروبة سندًا، فلا تكونوا عليها عبئًا.

تحرّكوا.. فإن صمتكم اليوم، سيكتب شهادة تخليكم عن أنفسكم قبل أن يكون تخليًا عن غزة.

Comments are closed.

اهم الاخبار