أطفال غزة يذبلون جـــــــــــــــــــوعاً
بينما تعالت الأصوات المطالبة بوقف إطلاق النار وفتح المعابر جاء الرد الإسرائيلي مختلفا تماما فجيش الاحتلال اقتحم سفينة حنظلة المتجهة إلى غزة وأضرم النيران في المساعدات الإنسانية في مشهد صادم هز الضمير العالمي.
وفي الوقت الذي يموت فيه المئات جوعا في غزة اتلف الجيش الإسرائيلي عشرات الآلاف من مواد الإغاثة الإنسانية منها كميات كبيرة من الغذاء كانت مخصصة لسكان غزة.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلي فإن الكميات المتلفة تقدر بحمولة أكثر من ألف شاحنة وشملت مواد غذائية وطبية ومياه الشرب.
تفاقم الأزمة
قالت إيناس حمدان، مديرة المركز الإعلامي لوكالة الأونروا في غزة، إن مليون طفل في قطاع غزة يتعرضون للتجويع، مشيرةً إلى أنّ القطاع يواجه حالة جوع تعكس كارثة حقيقية تتزايد يومًا بعد يوم.
وأكدت حمدان أنّ أزمة الجوع تتفاقم نتيجة حصار الاحتلال ومنعه إدخال المساعدات الإنسانية، مطالبةً بخطوات ملموسة لإنقاذ القطاع.
وطالبت بالسماح بتدفق المساعدات لمساعدة القطاع على التعافي، مضيفةً: «تصلنا تقارير عن عدم قدرة الجميع على توفير الطعام، بما في ذلك الطواقم الطبية»، ومنوّهة بأنّ الأطباء يجدون صعوبة بالغة في توفير الطعام يوميًا.
وأضافت أنّ سكان القطاع بحاجة إلى كل أنواع المساعدات، وعلى رأسها المواد الغذائية، مشيرةً إلى أنّ الوقود لا يدخل بشكل كافٍ إلى القطاع، ومطالبةً بالضغط على الاحتلال لإدخاله بشكل عاجل.
شهداء جراء المجاعة
من جانبه قال الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في غزة، إنّ ما يزيد على 117 شخصًا بينهم 85 طفلًا استُشهدوا، نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنّ المجاعة هي جزء من عدة مآس يواجهها القطاع.
وأضاف مدير الإغاثة الطبية في غزة : «نحتاج إلى إدخال المحاليل والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية لإنقاذ من يعانون من المجاعة».
وأشار إلى أنّ كثيرًا من الأطفال يموتون في صمت، ربما دون أن تصل أخبارهم، كما أن هناك 11 ألف مريض سرطان في القطاع لا يجدون أدوية ولا رعاية صحية.
وأكد أنّ المنظومة الصحية في القطاع منهكة بالفعل، ولم تعد قادرة على مواجهة تلك الأوضاع الكارثية، كما أنّ أزمة الجوع والحصار تجاوزت الحدود في ظل صمت المجتمع الدولي.
وعبرت (الأونروا) عن أملها في السماح لها بإدخال آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء ولوازم النظافة الموجودة حالياً في الأردن ومصر.
وأضافت الوكالة في منشور على منصة “إكس”: “ما نحتاجه هو 500 إلى 600 شاحنة يومياً على الأقل من المواد الأساسية”.
الإنزال الجوي لا يجدي
وانتقدت “الأونروا” استخدام إسرائيل للإنزال الجوي للمساعدات في قطاع غزة، قائلة إن تلك الآلية في إيصال المساعدات “لن تنهي” المجاعة المتفاقمة.
جاء ذلك في تصريحات لجولييت توما، مديرة الإعلام والاتصال في الوكالة.
وتأتي تصريحات توما بينما تروج تل أبيب لسماحها بتنفيذ إنزالات جوية محدودة للمساعدات على القطاع الفلسطيني الذي يعاني من مجاعة مستفحلة، بينما تتكدس الشاحنات المحملة بالمساعدات والإغاثات على المعابر البرية التي تغلقها إسرائيل منذ 2 مارس.
وتساءلت المسؤولة الأممية عن جدوى إنزال المساعدات جوا، وقالت: “لماذا نستخدم الإنزال الجوي بينما يمكننا نقل مئات الشاحنات عبر الحدود؟”.
وشددت على أن إدخال المساعدات عبر المعابر البرية “أسهل بكثير، وأكثر فعالية، وأسرع، وأقل تكلفة.”
وأكدت أن الإنزال الجوي للمساعدات “لن يُنهي المجاعة المتفاقمة في غزة”، لافتة إلى تكدس 6000 شاحنة تابعة للأونروا عند المعابر البرية “تنتظر الضوء الأخضر” من إسرائيل من أجل الدخول إلى القطاع المحاصر.
وموجهة خطابها لتل أبيب، تابعت توما: “ارفعوا الحصار، وافتحوا المعابر، واضمنوا حركة آمنة (لقوافل المساعدات) ووصولا كريما للمحتاجين (في غزة.
Comments are closed.