ما عجزت عنها الشبحية لن تحققه الورقية! ..القوات المسلحة تجبر العدو الإسرائيلي على تغيير استراتيجيته

الوحدة:

نجحت القوات المسلحة اليمنية في إجبار العدو الإسرائيلي على تغيير استراتيجيته وشن عدوانه من خارج الأجواء اليمنية بطائرات بدون طيار من نوع كاميكازي طويلة المدى، بدلاً عن الطائرات المقاتلة، بعد إفشالها لهجومه قبل الأخير على ميناء ومحافظة الحديدة.

وقال عبدالقادر المرتضى، رئيس اللجنة الوطنية للأسرى بصنعاء، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، رصدتها “الوحدة”، إن “العدو الإسرائيلي شن عدوانه على ميناء الحديدة دون إنذار مسبق.. واستخدم طائرات مسيّرة لا طائرات حربية.. وضرب من فوق البحر من خارج الأجواء اليمنية.. وهذه كلها أدلة على أن تصدي دفاعتنا الجوية في العدوان السابق كان فاعلاً مما أجبر العدو على تغيير استراتيجيته”، ووصف المرتضى ذلك بالمعطيات المهمة.

ويشير استخدام العدو للطائرات المسيّرة بدلاً عن المقاتلات الحربية، إلى مخاوفه من إسقاط دفاعات القوات المسلحة اليمنية لطائراته، خاصة مع نجاحها في إفشال الهجوم الإسرائيلي قبل الأخير، وتأكيد الاحتلال أنها كانت على وشك إسقاط بعض طائراته التي تراجعت من مسرح العملية.

ورغم الضربات الإسرائيلية المتكررة على ميناء الحديدة الاستراتيجي ومطار صنعاء، إلاَ أن القوات المسلحة اليمنية تواصل إطلاق الصواريخ بشكل منتظم على إسرائيل وتتوعد السفن التجارية المرتبطة بها في البحر الأحمر.

استخدام المسيرات

بدوره أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، حزام الأسد، أن ” ما عجزت عنه الشبحية، لن تحققه الطائرات الورقية”.

وقال الأسد في تغريدات على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”: “بعد نجاح دفاعاتنا الجوية في التصدي لطائرات الـ F-35، لجأ العدو الصهيوني إلى استخدام المسيّرات! وما عجزت عنه الشبحية، لن تحققه الطائرات الورقية”.

وأضاف: “شعبنا اليمني ثابت في مواقفه، مستمر في الدفاع والمساندة، نصرةً لأطفال ونساء غزة الذين يُذبحون جوعاً وقصفاً”.

وتابع: “كل محاولات العدو الصهيوني لردع الشعب اليمني عن أداء واجب الإسناد لغزة مصيرها الفشل، وعملياتنا العسكرية إلى عمق الكيان، وضرباتنا البحرية التي تستهدف الملاحة الإسرائيلية، مستمرة حتى يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن غزة”.

يقظة وتأهب

أما العميد عبدالله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة، فقد اعتبر أن “العدوان على ميناء الحديدة (الاثنين الماضي) كان متوقعاً”.

وأضاف في تغريدة مقتضبة على حسابه بموقع “إكس”، “أشرنا الى ذلك سابقاً ونظراً للاستعداد واليقظة والتأهب كان العدوان من خارج الأجواء ومن مسافة بعيدة ولاحقاً قد يتجه لمغامرة بأسلوب وطابع آخر جرى ويجري تتبعها”.

وتابع: في اليمن هناك قيم حاضرة مهيمنة ومؤثرة يلتزم بها الناس، وهي جزء من شخصيتهم، هي دينهم رجولتهم عاداتهم عروبتهم اصالتهم، ولهذا يجد الأجنبي الكثير من العوائق وهو يحاول اختراق هذا المجتمع فيتجه لمحاولة هدم القيم أولاً كمقدمة لاختراق المجتمع وكلما توهم أنه يتجه للنجاح تفاجأ بالفشل والاخفاق.

التصعيد بالتصعيد

فيما أكد الناشط والسياسي محمد الحسني، على أن ” الاعتداءات الاسرائيلية على ميناء الحديدة لن تؤثر على إرادة الشعب اليمني في مواصلة معركة اسناد غزة بل ستحفزه، ولن تؤثر على قدراتنا العسكرية بل ستدفعنا لتطويرها وسنقابل التصعيد بالتصعيد مهما كلفنا ذلك من تضحيات”.

جاء ذلك في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”.

رد فعل غير مؤثر

من جهته اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على ميناء الحديدة غربي اليمن هو “رد فعل لا يحقق شيئًا”، ويعكس عجز سلاح الجو الإسرائيلي عن وقف هجمات القوات المسلحة اليمنية على أهداف إسرائيلية.

وقال العميد حنا لقناة الجزيرة إن استمرار القوات المسلحة اليمنية في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، يؤكد فشل تل أبيب في تحقيق أهدافها العسكرية، مشيرًا إلى أن اليمن لا يملك فقط الصواريخ، بل ترسانة متنوعة من الأسلحة، وأن إسرائيل تعاني من عدة عوائق، أبرزها البعد الجغرافي ونقص المعلومات الاستخباراتية الدقيقة، إضافة إلى غياب مراكز ثقل واضحة لصنعاء يمكن استهدافها.

واستهدف العدو الإسرائيلي الإثنين الماضي منشآت داخل ميناء الحديدة، بينها صهاريج وقود وآليات هندسية، بالإضافة إلى قوارب زعم أنها تستخدم لأغراض عسكرية.

وأضاف حنا أن الاستهدافات الإسرائيلية تتركز على البنية التحتية المدنية، مشيرًا إلى قصف سابق لمطار صنعاء رغم أنه لا يُستخدم لتوريد الأسلحة، ومؤكدًا أن ميناء الحديدة ليس مصدرًا رئيسيًا لصواريخ قوات صنعاء أو تسليحها.

وخلال الأشهر الماضية، نفذت إسرائيل عدة غارات عدوانية استهدفت منشآت مدنية في اليمن، من بينها محطات كهرباء ومصانع ومطارات، في محاولة لإضعاف البنية التحتية التي يعتمد عليها الشعب اليمني، بحسب مراقبين.

في المقابل، تواصل القوات المسلحة اليمنية استهدافها للعمق الإسرائيلي، حيث ردت بشن العديد من الهجمات ضد أهداف عدة في عمق الكيان الإسرائيلي.

اعتراف بالفشل

وكانت القناة الإسرائيلية 14، أفادت بأن قوات الاحتلال استخدمت طائرات كاميكازي بدون طيار طويلة المدى في الضربات الأخيرة على اليمن، بدلاً من الطائرات المقاتلة.

فيما أكدت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، أن ” الضربة على ميناء الحديدة نفذت (الاثنين الماضي) بمسيرة وليس بطائرات مقاتلة”.

وفي وقت سابق، أقرّت إذاعة جيش الاحتلال الصهيوني، بفشل الهجمات الإسرائيلية على اليمن.

وقالت إذاعة جيش العدو، إن الهجمات على ميناء الحديدة، غربي اليمن، هي نفس الهجمات السابقة على بنى تحتية تعرضت للقصف مرات عديدة، في اعتراف صريح يكشف فشلها الذريع.

وأشارت إلى أن الهجمات على الحديدة لن توقف عمليات إطلاق النار، ومنذ “الهجوم السابق” قبل أسبوعين تم إطلاق 6 صواريخ باليستية و7 طائرات.

الاحتلال يقر بخسارة أولى معاركه

وبعد نحو عامين من المواجهة، يقر الاحتلال بخسارة أولى معاركه ضد اليمن، ويعترف أيضاً بأن النتائج كارثية بالنسبة لمستقبله عند أهم الممرات البحرية في المنطقة.

ففي نوفمبر من العام 2023، أعلنت اليمن تدشين باكورة اسنادها لغزة بعمليات اقتصرت في مرحلتها الأولى على حظر الملاحة إلى الموانئ الإسرائيلية على البحر الأحمر وتحديدا ميناء ايلات الذي يعد الوحيد والأهم هناك.

ولأشهر ظل الاحتلال يبتلع الضربات رغم قسوتها على مضض، ويحاول بشتى الطرق انكارها أو إمكانية الحاقها أضرار باقتصاده الذي يعتمد على الميناء كشريان حياة يمتد إلى المحيط الهندي وشرق آسيا.

وقد تنوعت العمليات اليمنية، خلال تلك الفترة، بين اعتراض السفن المتجهة إلى ايلات أو استهدافها أو تنفيذ عمليات مباشرة ضد الميناء سواء بالصواريخ البالستية أو الطائرات المسيرة. ورغم ارتقاء العمليات اليمنية إلى مستويات أعلى مع وصوله المرحلة الخامسة، ظل الميناء وحصاره بحرا وجوا أبرز الأهداف وسط محاولات مستميتة للاحتلال وحلفائه بكسر الحظر المفروض، واليوم وبعد نحو عامين ونصف تتجلى نتائج المجهود اليمني الذي لم  يدخر جهدا في سبيل نصرة غزة، وقد كشف الاحتلال كواليس ما جرى على مدى أكثر من عامين.

ووفقا لرواية الاحتلال، التي نشرتها وسائل اعلامه، فإن الميناء متوقف كلياً منذ قرار اليمن حصاره، لتضاعف عمليات إيقافه خلال الأشهر الأخيرة كمية الديون ليقرر الاحتلال بشكل رسمي إغلاقه كلياً بدء من مطلع الأسبوع الجاري.

ويعكس هذا الإغلاق التداعيات العميقة لهجمات القوات المسلحة اليمنية على حركة الملاحة المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، والتي أدت إلى خفض إيرادات الميناء بأكثر من 90% وفقًا لتقارير اقتصادية.

وتدير شركة “بيبو” الميناء بموجب امتياز مدته 15 عامًا منذ عام 2012، وقد أكدت هيئة الموانئ الإسرائيلية وهيئة الطوارئ الوطنية الإغلاق، بعد أشهر من تأجيل المدفوعات والعجز المتكرر، ما أدى إلى انهيار الإنتاج فعليًا منذ أواخر عام 2023.

ويُعد ميناء إيلات ذا أهمية وطنية استراتيجية لإسرائيل، حيث يمثل البوابة الجنوبية للكيان على البحر الأحمر للتجارة البحرية مع الشرق الأقصى والهند واستراليا، ويشكل ركيزة اقتصادية مهمة للمدينة وسكانها، وحذر جدعون جولبر، الرئيس التنفيذي لميناء إيلات، من أن إغلاق الميناء يمثل “نجاحًا دوليًا هائلاً لقوات صنعاء لم يحققه أي من أعدائنا من قبل”، بالإضافة إلى التأثير على أحجام التجارة العامة، يؤثر الإغلاق أيضًا على التدفقات الاستراتيجية، مثل صادرات البوتاس وحركة النفط الخام المحتملة عبر خط أنابيب إيلات – عسقلان.

وتواجه شركات الشحن الآن تكاليف باهظة لتغيير مساراتها، إما إلى محطات البحر الأبيض المتوسط أو عبر رأس الرجاء الصالح، ما يضيف أكثر من 6000 ميل بحري ويوم إلى أوقات النقل.

 

Comments are closed.

اهم الاخبار