محمود ياسين: مؤلم عتاب أبو عبيدة

يتحدث لهجة الكريم وقد أمضى الكثير من الوقت في انتظار أن يستيقظ حس المروءة عند من يفترض بهم إخوته.
الغريب أن الفلسطيني لم ييأس بعد، ولا يزال يتوقع في سلسلة الخذلان أن يستعيد الحكام العرب ولو بعضا من الحس الإنساني، ولو بعضا من شهامة البدوي الذي كان.
عتاب اليوم يترك حسا بالمرار، كونه جاء بعد ستمائة يوم انتظار بلا جدوى.
تدرك فداحة الوجع الفلسطيني من كون الفلسطيني وقد شيع اطفاله وأقاربه قد جلس على انقاض بيته يعاتب العرب. يهيل التراب على جثث أطفاله ويحاول ماوسعه إحياء ضمير مات في صدر اخوانه منذ زمن بعيد.
كأنما هي حالة المحاصر المثخن وهو لا يملك ترف اليأس.
صوته وجيع ومثخن بكبرياء الكريم الذي ينزف ويتمسك ببقية مروءة لدى العربي اللئيم.
لا أحد سيأتي يا أبا عبيدة
لا أحد يصغي منذ البدء
لم يعد هناك غير صوت محمود درويش مستحضرا لحظة كبرياء الكريم وقنوطه الأخوي المرير مرددا:
حاصر حصارك لا مفر
لا أمام ولا وراء
سقطت ذراعك فالتقطها
واضرب بها عدوك
وسقطت قربك فالتقطني
واضرب عدوك بي.
فأنت الآن حر وحر وحر

كأنما هو قدر الفلسطيني:
قبل أن يتحرر من قبضة عدوه، عليه أن يتحرر من انتظار إخوته.
إن بي رغبة بالبكاء.

 

*من صفحته على الفيسبوك

Comments are closed.

اهم الاخبار