غزة تجوّع حتى الموت.. الاحتلال يهندس الإبادة المزدوجة

يعيش قطاع غزة، واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه، حيث لم تَعُد المجاعة احتمالاً مستقبليًا، بل واقعًا يوميًا ينهش أجساد أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين.

وفي ظل الحصار الكامل المفروض، ومنع دخول المساعدات، وتدمير البنية التحتية، أصبح الطعام شحيحًا، والمياه غير صالحة للشرب، والانهيار الصحي، وهذا لا ينذر فقط بكارثة وشيكة، بل كارثة تحصل على أرض الواقع.

وبات 100% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يعيش نصفهم في مجاعة فعلية، ويتناولون وجبة واحدة كل يومين، إن وُجدت، والأطفال ينامون جائعين، كما أن أكثر من 70 ألف طفل في غزة يتوقع أن يحتاجوا إلى علاج عاجل من سوء التغذية الحاد.

ويستخدم الاحتلال الإسرائيلي التجويع كسلاح ممنهج في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على القطاع، حيث تم استهداف كل شيء في غزة بما في ذلك مخازن الأغذية والمطاحن، وقوافل الإغاثة، وشاحنات الأونروا، وحتى المجوّعين الذين يصطفون للحصول على مساعدات.

وبات الفلسطينيون في غزة يواجهون موتًا بطيئًا، بعد أن فتك القصف بمن نجا من الجوع، وفتك الجوع بمن نجا من القصف، بما يمثل إبادة مزدوجة، بحيث لا يترك الاحتلال خيارًا للفلسطينيين سوى الموت، إما قصفا أو جوعا.

واليوم السبت، وجه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة نداء عاجلا للمجتمع الدولي والدول والمنظمات الأممية والحقوقية بالتحرك الفوري لإنقاذ سكان قطاع غزة من كارثة التجويع الجماعي.

ووصف المكتب في بيان رسمي المجاعة في غزة بأنها امتداد لـ651 يوما من الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي المستمر.

ودعا البيان إلى فرض ممرات إنسانية آمنة ودائمة بإشراف دولي مباشر لضمان إيصال الغذاء والدواء إلى جميع مناطق القطاع، ووقف التسييس المتعمد للمساعدات الإغاثية ومنع الاحتلال أو أي جهات متواطئة من التلاعب بها.

كما أكد على ضرورة رفع الحصار فورا عن قطاع غزة باعتباره جريمة جماعية بحق المدنيين، وتحرك دولي فوري لإجبار الاحتلال على وقف الإبادة الجماعية وسياسات التهجير والتجويع.

وطالب المكتب الإعلامي الحكومي، فتح تحقيق دولي عاجل في جريمة التجويع ومحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة الدولية.

وأكد البيان أن استمرار الصمت الدولي يمثل تواطؤا غير مباشر في كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة الملايين في غزة، مطالبا بخطوات ملموسة وعاجلة لوقف المأساة المستمرة.

هذا وحث منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر، مجلس الأمن الدولي على تقييم ما إذا كانت إسرائيل تفي بالتزاماتها في قطاع غزة، محذرا من أن الوضع الإنساني أصبح كارثيا.

وفي السياق، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في منشور عبر منصة “إكس”، إنها تمتلك مخزونا غذائيا كافيا لجميع سكان قطاع غزة لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، لكنه لا يزال في المستودعات ينتظر السماح بدخوله.

وأوضحت الوكالة، أن هذه الإمدادات، ومنها ما هو مخزن في مستودع بمدينة العريش المصرية، جاهزة للتوزيع، مشيرة إلى أن الأنظمة اللوجيستية قائمة.

ودعت أونروا إلى فتح المعابر ورفع الحصار، مؤكدة أنها مستعدة للقيام بواجبها الإنساني ومساعدة السكان، ومنهم مليون طفل.

وقد حذرت وزارة الصحة بغزة أمس الجمعة، من أن أعدادا غير مسبوقة من المجوعين من كافة الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالات إجهاد وإعياء شديدين.

وحذرت من أن مئاتٍ من الذين نَحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتّم، بفعل الجوع وعدم قدرة أجسادهم على الصمود.

من جهتها، قالت “شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية” إن القطاع يمر حاليا بأسوأ مراحل الكارثة الإنسانية، نتيجة سياسة التجويع الإسرائيلية.

المصدر:“قدس برس”

 

Comments are closed.

اهم الاخبار