مع قرب إطلاق سراح الشيخ الزايدي.. المهرة تشهد انفراجة وشيكة تنهي التوتر الأمني

الوحدة:

من المتوقع أن تشهد محافظة المهرة، خلال الأيام القادمة، إنفراجة وشيكة تنهي التوتر الأمني القائم، وعودة الحياة إلى طبيعتها، مع استمرار جهود وساطة قبلية لإطلاق سراح الشيخ القبلي محمد أحمد الزايدي، الذي تم اعتقاله أواخر الأسبوع الماضي، في منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عمان، وهو في طريقه للعلاج خارج اليمن، عقب تدمير الاحتلال الإسرائيلي لمطار صنعاء.

جاء ذلك بعد وصول وفد قبلي من خولان التي ينتمي لها الزايدي إلى المحافظة، وبعد وصولهم طلب منهم المغادرة وإنهاء المظاهر المسلحة، وسط دعوات للتهدئة بالتزامن مع دخول لجان وساطة قبلية للوصول إلى حل ينهي التوتر الأمني القائم، وتطبيع الأوضاع.

وأثار اعتقال الزايدي الذي يعد أحد كبار مشايخ خولان ومأرب، جدلاً في الأوساط القبلية، خصوصاً مع تضامن قطاع قبلي واسع معه، بما في ذلك قبائل المهرة، باعتباره وجاهة قبلية معتدلة.

قبائل المهرة تناصر الزايدي

وقال الصحفي والكاتب عامر الدميني، في مقال له، إن “مشائخ من المهرة بمختلف انتمائهم السياسي، وولائهم الخارجي، احتشدوا متوحدين في خانة واحدة رفضاً لما يتعرض له الزايدي، ليس من منطلق الولاء للحوثيين (أنصار الله) كما يصوره البعض، ولكن انطلاقا من مفهوم التعاضد القبلي، الذي يجعل كل قبيلي يستشعر نفسه في مثل هذه الحوادث، وهي معادلة قريبة من مفهوم دين وسلف، أي أناصرك اليوم، فتناصرني غداً”.

وأضاف: “هذه الطبيعة القبلية لمجتمع المهرة ليست معزولة عن القبيلة في المناطق المحيطة بها، عبر نسيج من العلاقات مع مشائخ قبائل في محافظات يمنية أخرى، سواء شمالا أو جنوبا، والقبيلي ينطلق من مفهومه الخاص، في التعامل مع قبيلي آخر، ويشعر أن من الواجب النصرة، والموقف، والمناصرة تجاه أي شخص تعرض لأذى في نطاق أرضه ومكانه، فيسعى للتدخل، ثم يتم وضع الحلول، وبالتالي يعد الالتفاف مع الزايدي، جزءا من هذه الذهنية، وانطلاقا من هذا التصور”.

موقف الانتقالي من الاعتقال

ورغم الموقف القبلي المتماسك لقبائل المهرة، تخوض الأطراف الموالية لتحالف العدوان في المحافظة التي ظلّت بمنأى عن الصراع الذي عصف باليمن منذ أكثر من عقد، صراعا حول الزايدي؛ إذ يسعى حزب الإصلاح إلى التخلص من الملف خشية تداعياته التي قد تطال معقله في محافظة مأرب، فيما يسعى ما يسمى بالمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، لاستغلال حادثة الاعتقال للشيخ الزايدي لتوسيع سيطرته عسكرياً على المحافظة الاستراتيجية شرقي اليمن، وتحميل الإصلاح والطرف الآخر مسؤولية التداعيات.

وقال القيادي في الانتقالي عبدالله الغيثي في تغريدات على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، إن “الشيخ محمد بن أحمد الزايدي سيتم الإفراج عنه والسماح له بمواصلة رحلته إلى الخارج أو العودة بسلام إلى صنعاء”.

وأضاف “كل المؤشرات تقول إن حكومة من وصفها بـ”الشرعية” وداعميها غير مستعدين لدفع فاتورة استمرار اعتقال الشيخ الزايدي”؛ في تجذير صريح من استمرار اعتقال الشيخ محمد بن أحمد الزايدي.

وأكد أن “اعتقال الشيخ الزايدي في المهرة قد لا يخدم (من أسماها) حكومة الشرعية بقدر ما يخدم مصلحة أحد الأحزاب المنضوية تحت عباءة الشرعية”؛ في إشارة ضمنية إلى حزب الإصلاح، وتحميله مسؤولية تداعيات اعتقال الزايدي، خدمةً لمصالحه الخاصة الضيقة.

وأشار إلى “هكذا يضحي بالمصلحة العامة للكل في سبيل مصلحة جزء من هذا الكل!”.

الأمل في سرعة الإفراج

وقال عضو المكتب السياسي لأنصار الله، حسين العزي، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، إن “اعتراض الشيخ محمد وهو في طريق الله المسبلة عمل مقيت ومدان ويستفز كل أبناء اليمن باعتباره انتهاكا لقيمنا اليمنية المشتركة التي بنيت على احترام كبار القوم “.

وعبر العزي عن “الأمل في سرعة الإفراج صوناً لأمن وسلام الجميع “.

وكان رئيس اللجنة الوطنية للأسرى، عبدالقادر المرتضى، عبر عن إدانتهم للعملية، داعياً إلى سرعة الافراج عنه دون قيد أو شرط.

وقال المرتضى إن الزايدي شخصية اجتماعية معروفة على مستوى اليمن في حل القضايا والخلافات وهو شيخ مشايخ جهم وأحد أكبر مشايخ خولان، وليس لديه أي منصب سياسي أو عسكري.

أمن السلطنة

وتُمثل حالة الاستقرار في محافظة المهرة ضرورة بالنسبة لسلطنة عُمان، التي تمتلك حدوداً ممتدة مع المحافظة الواقعة شرقي البلاد.

وطيلة السنوات الماضية، ظلّت المهرة في حالة من الوئام، بعيداً عن الصراع اليمني الذي أودى بحياة أكثر من 377 ألف شخص، وفق إحصائية أممية تعود للعام 2021.

وبالرغم من حالة الهدوء في المهرة، إلا أنها بين الفينة والأخرى تشهد توترات لها علاقة بمحاولات بسط النفوذ، خصوصاً من قبل قوات ما يسمى المجلس الانتقالي، وهو ما دفع أبناء المحافظة لتشكيل لجنة سلمية لرفض أي وجود عسكري من خارج المحافظة.

وتحظى اللجنة ببعض الدعم العُماني، كما تتمتع السلطنة بعلاقات إيجابية مع السلطات المحلية بالمهرة، إلا أن التوتر الأخير يُلقي بظلال خطرة على تلك العلاقة، إذ أنه بات من المؤكد أنه ليس من مصلحة عُمان اندلاع صراع مسلح على حدودها مع اليمن.

 

 

Comments are closed.

اهم الاخبار