اليمن يوجه رسائل نارية ويكتب فصلاً جديداً في المواجهة مع العدو
الوحدة:
نجحت القوات المسلحة في توجيه رسائل نارية لكيان العدو الصهيوني باعتماد عنصر المفاجأة، وسط توقعات باشتباك طويل الأمد، يؤكد الجاهزية العالية لخوض فصل جديد ضد تل أبيب، ويكشف بما لا يدع مجالاً للشك أن اليمن بالفعل ميدان الركلات الأخيرة لا الاستعراض.
في السياق، أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، على “أن اليمن ميدان الركلات الأخيرة وليس ميداناً للاستعراض، هكذا يقول التاريخ وسيثبته الحاضر بإذن الله”.
وجدد تأكيده أن “اليمن يكتب اليوم فصلاً جديداً في تاريخ المواجهة مع العدو الصهيوني”؛ وفق وكالة سبأ.
وأشاد المشاط بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية، معتبراً أن “إفشال محاولات تسلل الطائرات المعادية دليل على الجاهزية القصوى”، وأن “الردع اليمني أصبح واقعاً مفروضاً في المنطقة”.
وشدد على أن “كل محاولات الترهيب والعدوان ستبوء بالفشل”، وأن “اليمن لن يتخلى عن موقفه التاريخي الداعم لفلسطين”، متوعدا بأن “المفاجآت القادمة ستكون أكبر مما يتوقعه العدو”.
مؤكداً أن “الدعم اليمني لفلسطين ليس شعارات بل أفعال على الأرض”، وأن “المواقف اليمنية ستظل ثابتة كالجبال”.
ودعا المشاط المقاومة الفلسطينية إلى “خوض مفاوضات من موقع القوة”، مؤكداً أن اليمن سيبقى “حصنهم الداعم” حتى تحقيق النصر ورفع الحصار عن غزة.
وأضاف: “نقول لإخواننا المجاهدين في فلسطين: فاوضوا مرفوعي الرؤوس، فأنتم أصحاب الحق، واليمن بكل إمكانياته العسكرية والاقتصادية يقف خلفكم”.
سلاح الجو اليمني يفجع العدو الصهيوني بالمفاجآت
تصعيد عملياتي
من جهتها أكدت القوات المسلحة، أن الدفاعات الجوية تصدت لهجوم جوي واسع شنّه العدو الإسرائيلي على الأراضي اليمنية، وتوعدت بردود ميدانية وعمليات جديدة تستهدف الاحتلال، في إطار دعمها لمعركة غزة والشعب الفلسطيني.
وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، في تغريدات على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، إن “الدفاعات الجوية اليمنية تعاملت مع العدوان الإسرائيلي على محافظة الحديدة، والذي نُفذ بـ”تشكيلات جوية متعددة”، بكفاءة عبر “دفعة كبيرة من صواريخ أرض-جو محلية الصنع”، ما أدى إلى “إرباك كبير في صفوف الطيارين وغرف عمليات العدو”.
وأكد سريع على أن القوات المسلحة “جاهزة وحاضرة للتصدي لأي اعتداءات إسرائيلية على بلدنا بكل قوة واقتدار”.
وأضاف: “نطمئن شعبنا وأحرار أمتنا أن قواتنا المسلحة في جهوزية عالية وقادرة بعون الله على التصدي للمعتدين، وسندافع عن بلدنا وأمتنا بكل ما أوتينا من قوة، وأن عمليات الإسناد لغزة وفلسطين ستستمر بوتيرة عالية.”
ولفت إلى أن العمليات مستمرة في استهداف عمق الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وكذلك عمليات منع الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وتعطيل ميناء أم الرشراش حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
صدمة إسرائيلية
يأتي ذلك في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام إسرائيلية، عن صدمة الاحتلال الصهيوني من تطور الدفاعات الجوية للقوات المسلحة اليمنية، التي أعلنت تصديها لعدد من طائرات الاحتلال خلال هجومها الأخير على الحديدة، وإجبارها على الهروب.
ونقلت وسائل إعلام العدو الصهيوني، عن مسؤول عسكري في جيش الاحتلال قوله إنه ” لم نتوقع أن يصل الحوثيون إلى هذا المستوى المتقدم في قدرات الدفاع الجوي”.
وأضاف “لقد كان الأمر قريبًا، بعض الطائرات كادت أن تصاب في اللحظة التي دخلت فيها الاجواء”.
وذكرت وسائل إعلام العدو، أن الاشتباك بين دفاع الجو اليمني وطائرات الاحتلال استمر لأكثر من نصف ساعة في أجواء البحر الأحمر.
فيما قال وزير المالية الإسرائيلي يتسلئيل سموترتش، في تصريح صحفي، إن الكيان لم يكن يعرف أن من وصفهم بـ”الحوثيين” يبنون منشآت محصنة ضخمة تحت الأرض لصناعة صواريخ باليستية يصل مداها إلى نحو ألفي كيلومترا، وأكد أن “تلك الصواريخ تضرب الكيان بالفعل”، في تصريح هو الأول من نوعه لمسؤول رفيع في الكيان، جاء بعد ساعات على توجيه القوات المسلحة اليمنية لهجوم جوي بنحو 11 طائرة مسيرة وصاروخ باليستي، رداً على إعلان جيش الاحتلال بأن أن طائراته الحربية وبوارجه البحرية، وبتنسيق استخباراتي، نفّذت هجمات على بنى تحتية في موانئ محافظة الحديدة، فجر الاثنين، وهو العدوان الذي أدانته كافة الفعاليات الرسمية والشعبية، والذي استهدف موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، بالإضافة إلى محطة الكهرباء المركزية في منطقة رأس الكثيب.
تجربة عالية المستوى
بدوره أكد حسين العزي، عضو المكتب السياسي لأنصار الله، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، أن هجمات العدو مكنت دفاعاتنا الجوية من خوض تجربة عالية المستوى”.
هجمات العدو الإسرائيلي مكنت دفاعاتنا الجوية من خوض تجربة عالية المستوى
وأضاف: “الإخوة المختصون -كما في كل مرة – يدونون ملاحظاتهم ويحولونها إلى تقدم جديد، وهذا مهم للغاية”.
وتابع: “طبعا هجمات العدو قد تكون بداية لاشتباك طويل الأمد، وهذا متوقع (تقول النبوءات بأن نكبة صهيون ستكون على أيديكم بإذن الله)”؛ في إشارة إلى أبطال القوات المسلحة.
سماء اليمن محظورة
من جهته قال الصحفي، رضوان العمري، في تغريدة على حسابه بموقع “إكس”، رصدتها “الوحدة”، إن “سماء اليمن أصبحت محظورة على أي طيران معادي بإذن الله”.
وأضاف: “مثلما استطاع اليمن تطوير قدراته الصاروخية البحرية حتى أصبحت قادرة على استهداف أي نقطة في مسرح العمليات البحري الذي يمتد من شمال المحيط الهندي وحتى شمال البحر الأحمر، فإنه يطور من منظومة دفاعاته الجوية لتصبح سماء اليمن محظورة على أي طيران معادي بإذن الله.”
رسائل نارية
أما الإعلامي عمار الجرب، فقد تحدث عن نجاح صنعاء في توجيه رسائل نارية للعدو الصهيوني رداً على عدوانه على الحديدة.
وقال الجرب في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع “إكس”، تابعتها “الوحدة”، “رسائل نارية وجهتها صنعاء للعدو الصهيوني.. تصدي دفاعاتنا الجوية لطائراته، ورد سريع ومباشر على عدوانه على ميناء الحديدة بهجوم صاروخي ومسيرات أربك منظوماتهم وعجزت عن صدها وتأكيداً على الجاهزية: استهداف نوعي لسفينة خرقت حظر الملاحة الوقت والحجم والتنسيق يقول: المفاجآت بدأت، وما هو آت أعظم”.
وأضاف: اعتمد اليمن على عنصر المفاجأة، لا يضرب حيث يتوقع العدو، ولا في الوقت الذي ينتظره، بل يخرج من الصمت ليقلب الموازين بلحظة وان كانت الضربات السابقة قد أربكت العدو، فإن القادم سيُدهش العالم، ويذهل حتى أبناء اليمن أنفسهم من راهن على ضعف اليمن… فليبدأ الآن بحساب خسائره القادمة.
وتابع: اليمن ليس مجرد اسم في الجغرافيا، بل كابوس يؤرق الصهاينة وسجل حي لكرامة الأمة.
واعتبر أن “الهجوم الكبير على السفينة البريطانية كان بهدف إغراقها لا مجرد إصابتها، وسرعة رد العدو الإسرائيلي بقصف الحديدة يؤكد أهمية السفينة وحمولتها له، لكن الجديد هذه المرة: تصدي دفاعاتنا الجوية بشكل غير مسبوق… واضح أن هناك أحداث ورسائل كبيره في الميدان”.
إغراق سفينة محمّلة أطنان من المواد شديدة الانفجار في البحر الأحمر
تكريس المعادلة
فيما قال الكاتب والسياسي المتخصص في الشؤون الإقليمية، خليل نصر الله، إن توقيت استهداف القوات المسلحة اليمنية للسفينة “ماجيك سيز” في البحر الأحمر، مرتبط بتكريس المعادلة، قبل أي حسابات سياسية أخرى.
وأشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية تبنت عملية استهداف السفينة “ماجيك سيز” في البحر الأحمر، وهي تابعة لشركة انتهكتْ حظرَ الدخولِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ، كما توقعنا أمس عبر شاشة المسيرة فجرا، بأن العدوان الإسرائيلي قد يكون مرتبطا باستهداف السفينة قبالة الحديدة بزورقين مسيرين وعدد من الصواريخ البالستية والمسيرات.
وأكد أن “توقيت استهدافها، مرتبط بتكريس المعادلة، قبل أي حسابات سياسية أخرى”.
جاء ذلك بعد إعلان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، غرق السفينة “ماجيك سيز” في أعماق البحر، بعد استهدافها من قبل القوات المسلحة.
وقال العميد سريع في بيان: “بفضل الله وقوته غرقت السفينة “ماجيك سيز” كاملةً في أعماق البحر، بعدما استهدفتها قواتنا المسلحة ردًّا على انتهاكات الشركة المالكة لها المتكرّرة لقرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلّة”.
وأوضح أن العملية نفذت بزورقين مسيرين و5 صواريخ باليستية ومجنحة و3 طائرات مسيرة، مشيراً إلى أن” العملية أصابت السفينة في البحر الأحمر إصابة مباشرة، وهي الآن معرضة للغرق وقواتنا سمحت للطاقم بمغادرة السفينة بسلام”.
وأضاف أن “عملية الاستهداف جاءت بعد نداءات وتحذيرات وجهتها قواتنا البحرية للسفينة المذكورة إلا أن طاقمها رفض كل تلك التحذيرات”.
وأكد العميد سريع أنهم لن يترددوا “في استخدام القوة المناسبة لمنع أي سفينة تابعة لهذه الشركة التي تعاملت مع العدو الصهيوني وقامت بانتهاك حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة”.
كما أكد “أن سفن هذه الشركة هدف مشروع لقواتنا في أي مكان تطاله أيدينا، وتتحمل هي كامل المسؤولية”.
وأشار إلى أن آخر انتهاكات هذه الشركة دخول ثلاث سفن تابعة لها إلى موانئ فلسطين المحتلة خلال الأسبوع الماضي رغم التحذيرات والنداءات التي وجهتها لها القوات البحرية.
العدو أمام كارثة
وقد دفع ذلك تل أبيب إلى إصدار تحذيرات مسبقة بإخلاء 3 موانئ يمنية، ضمن سياسة “الإنذار قبل القصف”، في محاولة لتبرير اعتداءاتها أمام المجتمع الدولي.
لكن هذه التهديدات، إن استمرت، قد تضع العدو الإسرائيلي أمام كارثة حقيقية، إذ أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك منظومة صاروخية متطورة، وسبق أن استهدفت سفنًا إسرائيلية وأمريكية بدقة عالية، ما يثير القلق من تصعيد متبادل يحوّل البحر الأحمر إلى ساحة اشتباك مفتوح، ويهدد الأمن البحري العالمي.
واعتبر مراقبون أن العدوان الصهيوني على اليمن يعتبر محاولة لتصدير الأزمة الإسرائيلية نحو الخارج، وخلق جبهة جديدة تأمل القيادة الإسرائيلية من خلالها أن تستعيد زمام المبادرة وتحرف الأنظار عن إخفاقاتها في غزة.
وأشاروا إلى أن هذا التحول لا يمكن عزله عن الفشل العسكري والسياسي المتواصل للاحتلال في قطاع غزة، حيث عجزت إسرائيل عن تحقيق أي نصر حاسم رغم مرور تسعة أشهر على حرب إبادة شنّتها ضد الشعب الفلسطيني.
ومع غرق حكومة نتنياهو في أزمات داخلية وخارجية، يبدو أن هذا العدوان على اليمن قد يكون شرارة لمواجهة أوسع تتجاوز حدود اليمن، وتعيد تشكيل معادلات القوة في المنطقة.
Comments are closed.