د.نوال الحزوره*: عاش ورحل بلا ضجيج.. الرجل الاستثنائي د. يحي المطري
عندما كنت أعمل في الفضائية اليمنية كنت مستغربة ، من هذا المهندس المتمكن الذي ينسحب بهدوء حال دخول مسؤول القطاع استوديو التنفيذ والكل يلتف حوله نفاقا وتزلفا.
يعمل بهدوء وتمكن وعلم وأخلاق، إذ كان يحمل شهادة دكتوراه في الهندسة الإذاعية والتلفزيونية، لم تجعله شهادته وتخصصه النادر -التي قل أن نجد من يحملها- يترفع أو يتكلم بغرور وتكبر أو يرى نفسه على أحد.
لم يكن هناك أي جهاز أو إشكالية هندسية تقف عائقا أمامه، كان دوما يجد الحل وبأقل التكاليف.
سألته يوما: لماذا لا تبحث عن فرصة للعمل بالخارج، هم يحتاجون تخصصك وبقوة؟ كان يقول لم أتعلم إلا كي أعمل في بلدي.
بعد الله سبحانه وتعالى له الفضل في إعادة تشغيل استوديوهات الكلية والإذاعة، سألته مرة ليش تشقي بروحك بدون مقابل؟!.. قال خلينا نفعلها صدقة جارية لأجل الطلاب..!!
وفجرا نفاجأ بخبر وفاتك، وانت البارحة كنت بخير وعافية!!
فاجعة..فاجعة بحق !!
اليوم يادكتور يحي الكلية كلها تبكيك بل كل شيء حزين.. الطلاب لم ينسوا وقفاتك معهم وصبرك على تعليمهم ،كيف يحملون الكاميرا وكيف يشغلون الإذاعة والاستوديوهات ..كنت تعمل بشغف وبكل إخلاص ، راقي التعامل مع الجميع ،خلوق لم تجرح إنسانا بكلمة أو تصرف ، متفان في عملك ، رحيلك بحق خسارة وأي خسارة على كلية الإعلام.
يصعب عليَّ أن أصدق أنك قد رحلت وأني الآن أرثيك ، يصعب عليَّ أن آتي الكلية ولا أرى سيارتك التي تشعرني بالأمان في وجود شخص نبيل مثلك في الكلية.
ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك لمحزونون .. أسأل الله أن يسكنك الفردوس الأعلى حيث يليق بك أن تكون.. وأسأل لوالدتك وزوجتك وجميع أسرتك ومحبيك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
- أستاذ الإذاعة والتلفزيون المشارك بكلية الإعلام جامعة صنعاء
Comments are closed.